بناه الخديوي إسماعيل ليكون مقراً للحكم ويحل محل القلعة مقر الحكم آنذاك وسخر لبنائه كافة الإمكانات فجاء قصراً منيفاً أشبه بقصر فرساي بفرنسا وتحفة معمارية شهدت علي فصولاً من تاريخنا الحديث، إنه قصر عابدين بالقاهرة ورحلة بين أروقة الزمن الجميل.


قد يبدو الحديث عن العلاقة بين اليهود ومصر أمراً شديد الريبة ومثيراً للجدل فقد عاشوا فيها لسنوات طويلة وإنصهروا بكيانها وسكانها وأمسوا أحد الدعائم الرئيسية لنموها الإقتصادي حتي غادروها تاركين خلفهم إرثاً حضارياً وثقافياً وتجارياً لا يزال يحي بيننا حتي اليوم.

 

عندما يلتقي جمال المعمار ورحيق الزهور ونخبة المجتمع، يقفز للذهن حي جاردن سيتي الذي خرج من وسط الحدائق ليطل على النيل في حوار أرستقراطي كلمته منتقاة وصوته يعكس رقي المكان والزمان والذي سمي لنشأته من قلب عباءة مزهرة وأشجار تظلل المكان.

 

في جزيرة الروضة وعلى ضفاف النيل، تحكى سطور التاريخ عن قصر فريد بعمارته ومعروضاته لأمير تمني إعتلاء عرش مصر. ليس مجرد قصراً بل فصلاً من فصول تاريخ أمير من أحد أعظم الأسر الحاكمة في العالم تمني أن يحكم وعاش علي حلم لم يناله وأمل لم يحققه.

 

منا لم يسمع عن ساعة بيج بن أحد أهم المعالم السياحية المميزة بالعاصمة الإنجليزية لندن والأيقونة التي تتميز بها عاصمة الضباب، ليس ذلك فحسب بل أنها أضحت مضرباً للمثل في الدقة، فهل زرتها من قبل؟

 

في قلب القاهرة التاريخية، ستسوقك قدماك لهذا القصر الفخيم العتيق الذي بناه أحد أمراء المماليك ولم يقم به إلا ثلاث سنوات وبضعة أشهر فقط، أنه قصر الأمير طاز الذي لازال شامخاً يروي تاريخ عدة عصور ويشهد علي عظمة عصر لعله من أجمل عصور التاريخ وأكثرها إزدهاراً.

 

إسمٌ يتردد على ألسنةِ الكُتَّابِ والمثقفين فلا يوجد مُثَقَّفٌ إلا وزاره مهماً كانت مقدرته المالية، هذا السور العريق بمنزلته الخاصَّةً بمصر وخارجها كان المصدرَ الأوّلَ للكُتّاب والمفكرين فهو بمثابة المعرض الدائم للكتاب بقلب القاهرة ولا ينافسه سوي ضفافُ نهر السين بالعاصمة الفرنسية.

 

من منا لم يلمس سحر العجمى الذي فاقت شهرته كل شواطىء مصر. كلنا عشنا بين ربوعه سنوات الصبا وإنطلاقة الشباب وعلي رماله نقشنا صوراً وسطوراً لحواديت وأحلام وآمال تحقق منها ما تحقق ونثرت رياح بحره الصافي ما تبقي علي الرمال من قصور الأبرياء.

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام