منا لم يسمع عن ساعة بيج بن أحد أهم المعالم السياحية المميزة بالعاصمة الإنجليزية لندن والأيقونة التي تتميز بها عاصمة الضباب، ليس ذلك فحسب بل أنها أضحت مضرباً للمثل في الدقة، فهل زرتها من قبل؟

بدأت ساعة بيج بن عملها في 3 يونيو عام 1859 وتعود تسميتها لإختصار اسم بنجامين هول، وزير الأشغال البريطاني آنذاك الذي أشرف على تنفيذها وتصميم برجها، تزن الساعة 12.5 طن وهي مُثبتة في برج لندن الذي تغير إسمه لبرج إليزابيث. تُعد الساعة أشهر جهاز لقياس الزمن في العالم ولضخامة الجسم، أطلقوا عليها لقب بيج بن ومن هنا أُطلق إسمه الحركي علي جرس الساعة الضخم تكريماً له وفيما بعد أُطلق الإسم علي الساعة نفسها.

   

تشتهر الساعة بدقتها المتناهية في قياس الوقت وتُعد رمزاً للتوقيت العالمي ويبلغ طول عقربيها 14.9 قدماً فيما يبلغ طول برجها 320 قدماً، صممها قام إدموند بكيت وصنعها إدوارد دنت الذي إبتكر نظاماً يعزل عمل الساعة وحركتها عن الجاذبية وأي تأثير خارجي بفصل البندول عن عملها الميكانيكي تخفيفاً للإحتكاك الذي يُولد البطء فقام بتركيز البندول بصندوق عازل وُضع تحت الساعة بالبرج الكبير. ومنذ عام 1924، بدأت بيج بن تعلن الوقت بإذاعة BBC يومياً قبل نشرات الأخبار.

      

أغلب الحوادث التي تعرضت لها كانت بسيطة ففي عام 1977 توقفت كلياً عن العمل وإستغرق إصلاحها أسبوعاً كاملاً وبسبب حرص فريق الصيانة على إبقاء القطع التي تتشكل منها الساعة كما هي تحدث بها أعطال من فترة لأخرى فيمكن إستبدال الأجزاء الميكانيكية للساعة بأخرى جديدة لكنهم لا يفعلون ذلك لقيمتها التاريخية والأثرية. حدث يوماً أن وقف عدد من طير الزرازير على عقرب الدقائق فمنعها من التحرك فتأخرت الساعة ولم تنقل دقاتها. ولتعديل عمل الساعة طريقة فريدة بتحميل البندول قطعاً نقدية قديمة متعادلة الوزن وعند سحب إحدى تلك القطع أو زيادتها، يحدث تغيير بسرعة الساعة بمقدار 2,5 أعشار الثانية في النهار الواحد. ولأول مرة في تاريخ بريطانيا، سمحت سلطات مبنى البرلمان البريطاني بنقل تلفزيوني حي لساعة بيج بن وهي تعلن قدوم الألفية الثانية.

            
وُضعت الساعة على أحد أبراج البرلمان البريطاني الجديد بعد أن إلتهمت النيران المبنى القديم عام 1843 أو قصر ويست منستر وبه مجلسي العموم واللوردات وهو مُؤلف من أربع طوابق و1100 غرفة و100 سلم وأربعة كيلومترات ونصف ممرات ويقع في ساحة ويست منستر على ضفاف التايمز. وفي أكتوبر عام 1843، شب حريق هائل أتى على القصر فيما صمدت القاعة الكبيرة بداخله وألفت لجنة ملكية لدراسة إعادة إعمار ما تهدم وخاضت نقاشات كثيرة حول النمط المعماري الجديد للقصر فإنقسمت الآراء ما بين النيو كلاسيكي على غرار البيت الأبيض والكونغرس بالولايات المتحدة وهو نمط معماري يحمل في نسقه الفني وجهاً من وجوه الثورة والفكر الجمهوري أما الرأي المحافظ ففضل النمط الغوتي للتعبير عن العراقة الإنجليزية وبعد عام من الجدل تم تشييد القصر على الطريقة الغوتية.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام