كانت منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد أحد المراكز الهامة لإنتاج السلع المقدسة فإكتسبت شهرتها كمصدر لإنتاج سلع كانت تستخدم بطقوس ديانات العالم القديم حيث ساد الإعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة مباركـة من الآلهة، إنها جزيرة سوقطرة ورحلة بأرض الآلهة.

إرتبطت جزيرة سوقطرة منذ فجر التاريخ بمملكة حضرموت وكان لها حضوراً بكتب الرحالة القدماء وخلال الإستكشافات الجغرافية الأولي كانت مطمعاً للغزاة من مختلف الأجناس فإحتلها البرتغاليون بالقرن السادس عشر ثم البريطانيون حيث شكلت الجزيرة قاعدة خلفية لاحتلالهم لمدينة عدن عام 1839م.

تعرضت سوقطرة لسنوات العزلة والإهمال وبعد تحقيق الوحدة اليمنية إستعادت مجدها لأهميتها لليمن بفضل موقعها الإستراتيجي الهام في نهاية خليج عدن وإشرافها على الطريق الملاحي بإتجاه القرن الأفريقي وغرب المحيط الهندي وثرواتها الطبيعية كأحد أهم مناطق التنوع البيولوجي بالعالم مما جعلها عاملاً جاذباً للسياح من كل مكان. 

تقع سوقطرة شرق خليج عدن وتبعد 380 كم من رأس فرتك بمحافظة المهرة وتبـعـد عـن عدن بحنحو 553 ميلاً وتتنوع تضاريسها بين جبال وسهول وهضاب وأودية وخلجان وتطل على السهول الساحلية بشكل متدرج في الإنخفاض ويقسمها وادي دي عزرو لقسمين رئيسيين هما الهضبة الشرقية والغربية. بها عدد من السهول الساحلية الشمالية بمناطق متفرقة كرأس مذهن ووادي درباعة ووادي طوعن وحديبو.

أما السهول الساحلية الجنوبية، فهي وادي ديفعرهو ووادي ديعزرهو والسهل الساحلي الجنوبي لجبال قطرية أو سهل نوجد وسهل قعرة، وتغطي السهول التربة الغنية الصالحة للزراعة وتنتشر الكثبان الرملية الناعمة قرب الساحل. تتوزع الجبال بجهات متفرقة من سطح الهضبة الوسطى وأهمها سلسلة جبال حجهر بقمة تبلغ 1505 متر وتمتد من الشمال الشرقي للجنوب الغربي لمسافة 24 كم ويزداد ارتفاعها بالوسط والشرق وتضيق وتنخفض غرباً.

يوجد بالجزيرة كثير من الأودية وتتخذ مسارات عدة بحسب تأثيرات السطح وتصب شمال الجزيرة كوادي دانجهن وطوعق ووديان تصب بالشمال الغربي كوادي ديمجت وفرحة ووديان تصب جنوب الجزيرة والواقعة للشرق من جبل قرية وهي وديان ذات مجاري طويلة وأحواض متسعة وذات تصريف أكبر من الأودية الشمالية ووديان الجنوب مثل وادي ستريو وتريفرز ومطيف.

تنتهي الوديان عند حافة الهضبة وتصب بالسهل الساحلي الجنوبي، أما الوديان التي تصل مصباتها للبحر فهي سهوب وعسهم بالإضافة للأودية الفرعية بين الجبال وبالجزيرة رؤوس صخرية يمتد بعضها لمياه البحر وأهمها رأس مومي وديدم ومذهن. أما الخلجان، فقليلة وتستغل كموانئ طبيعية وخاصة أثناء تعرض أجزاء من الجزيرة للرياح القوية من يونيو وحتى أواخر سبتمبر فتجد السفن ملاذاً آمناً بخلجان الجزيرة التي تنقسم إدارياً لمديريتين هما حديبو وقلنسية وبموجب القرار الجمهوري بالقانون (23) لسنة 1999م ألحقت إدارياً بمحافظة حضرموت.

مديرية حديبــو هي المركز الإداري وتقع في السهل الشمالي وتطل عليها سلسلة جبال حجهر شمالاً ويحيط بها غابات كثيفة من أشجار النخيل بإمتداد الوديان التي تجري فيها المياه على مدار العام كما تتوفر بها بعض الخدمات المتواضعة ويتبعها عدد من القرى أهمها قرية قاضب الواقعة على الطريق من مطار موري الذي زود بخدمات متطورة لإستقبال الطائرات الكبيرة.

أما مديرية قلنسية وعبد الكوري، فمركزها مدينة قلنسية الواقعة بالشريط الساحلي الغربي لسوقطرة وهي ثاني تجمع حضري بعد حديبو. تعود التسمية للإحتلال البرتغالي عام 1507م ومنازل المدينة مكونة من دور واحد يغلب عليها الأبيض ويحيط بها شواطئ وتجمعات قروية تعتمد على الصيد والرعي وهي نقطة إستقبال سفن الصيد القادمة من حضرموت.

وأخيراً تتميز سوقطرة بغطاء نباتي وفير فبها 750 نوعاً نباتياً من نباتات الطب العشبي وعلاج الأمراض كأشجار الصبر السوقطري واللبان والمر ودم الأخوين والجراز والأيفوربيا بالإضافة لغابات النخيل بأماكن كثيرة أهمها ضفاف الوديان الجارية فيها المياه على مدار العام فيشكل البساط السندسى الأخضر مع زرقة البحر المحيط بالجزيرة لوحة فنية ويلي الغطاء النباتي في الأهمية ثروة كبيرة بالطيـــور متعددة الأنواع والتي يقبل عليها الزوار من كل أنحاء العالم.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام