كثير من المناطق لا نعرف السر وراء تسميتها وبرغم توثيقها على الجدران إلا أن الوقت محي الذكريات ولم يبق سوى الأسماء ككثير من شوارع وأحياء مصر القديمة فوراء كل إسم حكاية تبوح لنا به جدران الأماكن بأسرار نجهلها وفصولاً غابت عنا.

من الدرب الأحمر للقربية
الدرب الأحمر هو أقدم مناطق القاهرة التاريخية وبه 65 أثراً إسلامياً وجامع الأزهر العريق وتتميز بالمعمار الإسلامي والعربي وبأسواق الصناعات والحرف. يعود أصل التسمية لمذبحة القلعة فبعد قتل محمد علي للمماليك إمتلأت المنطقة بالدماء مما إستغرق وقتاً طويلاً للتخلص منها فأطلق عليها الدرب الأحمر. أما المغربلين، فإشتهر بآثاره الفاطمية ومساجده الإسلامية كزاوية كتخدا التى أنشأها الأمير عبد الرحمن كتخدا من الحجر المنقوش بالزخارف وتعود التسمية لطبيعة سكانه من العطارين الذين يغربلون عطارتهم لتخلو من الشوائب كباقي الأحياء التي سميت بمهن أصحابها فالسروجية إشتهرت بما يخص الخيول من حدوات وسروج والخيامية كان يقطنها صناع الخيام والقربية إشتهر سكانها بصناعة القرب وبيعها للساقين.
       

الفيلة عاشت في البركة
تعود تسمية بركة الفيل للفراعنة حيث عاشت الفيلة ويعبدهم الأهالى وعندما تجف الأرض يصلون ويطلبون نزول الماء، لذا أطلق على المنطقة برَكَة الفيل بفتح الباء وبمرور الزمن أصبحت بركة الفيل بكسر الباء فيما سمي تل العقارب بالسيدة زينب بهذا الإسم لكونه منطقة جبلية بها آلاف العقارب. أما حوش الغجر خلف سور مجرى العيون فهو مكان مغمور عاشت به قبائل غجرية هربت من الصعيد للقاهرة ودرب المهابيل سمي لوجود محال البوظة مما جعل سكانها سكاري يتعاملون كالمهابيل وسمي درب البرابرة بهذا الإسم فسكانها من البرابرة من المغرب أو السودان أو أفريقيا وكانوا فقراء يعملون في خدمة أهالى درب الأغوات من رجال البلاط الملكى.   

 

العباسية في الأصل طبالة
كانت العباسية تسمى أرض الطبالة وكانت من أغنى مناطق القاهرة وفي عام 1849 أنشأ عباس حلمي الأول ثكنات للجيش ومنذ يومها سميت العباسية وشيدت بها المباني وقسمت لأحياء. أما منيل الروضة فأحد أقدم المناطق وسكانها من الطبقة الراقية وعرفت بإسم جزيرة مصر حيث تربط بين حصن بابليون والجيزة وكان يستخدمها الفاتحون العرب أثناء العبور من الجيزة لحصن بابليون وفي عهد أحمد بن طولون سميت بجزيرة الحصن وكانت مقراً لخزائن أمواله وبنى فيها قصور ومباني فخمة وظهرت كلمة الروضة مع المعز لدين الله وعرفت في عصره بروضة مصر وكانت مكانه المفضل للإستجمام والراحة لذا أطلق على المكان الروضة.     
      

اليمامة أصل الفسطاط
عندما قرر المسلمون الرحيل وجدوا عش يمامة على فسطاط خيمة عمرو بن العاص الذي أمرهم بتركها وكانت تسمية المنطقة فيما سمي خان الخليلي نسبة لمؤسسه الأمير جركس الخليلي وهو أحد أمراء السلطان برقوق ويقع فوق مقابر الخلفاء الفاطميين. أما حلوان فأنشاها عبدالعزيز بن مروان عام 686 ثم إنتقل منها للفسطاط مع ظهور الطاعون وأسماها حلوان للشبه بينها وبين حلوان بالعراق. والعجوزة هي نازلي هانم بنت سليمان باشا الفرنساوي التي أشرفت على بناء مسجد العجوزة رغم بلوغها 90 عاماً فأطلق الأهالي على المسجد والمنطقة بأكملها العجوزة لكبر سنها. وأخيراً في عام 1830 بنى محمد علي باشا قصراً بين المزارع شمال أرض الجزيرة الكبيرة وكان بجواره أخصاص وعشش تصطف فيها حاشيته فسميت الزمالك وهي كلمة ألبانية معناها عشش البوص والقش.

الخلق أساساً خرق
لتسمية أبواب القاهرة أيضاً قصصاً طريفة فباب الخلق كان باب الخرق وكان فضاء تخترقه الرياح فسمى الخرق ثم حرف للخلق وباب الشعرية كان باب العدوي لوجوده أمام جامع العدوي والشعرية طائفة من البربر يقال لهم بنو الشعرية. وفي باب اللوق، كانت مياه نهر النيل تغمر الأراضي أثناء الفيضان ثم تنحسر وتتركها لينة لا تحتاج لحرث فكانت تلاق لوقاً أي تبذر فيها البذور وقيل أيضاً أنها أرض مرتفعة واللق هي الأرض المرتفعة. أما باب زويلة فنسبة لقبيلة زويلة أحدى فرق الجيش الفاطمي التي جاءت مصر بقيادة جوهر الصقلي.

جري العرف فى عهد محمد على باشا أن تسمي المناطق بأسماء القبائل التى سكنتها كالأزبكية نسبة للأتابك أزبك بن ططخ أحد مماليك الأشرف برسباي الذي عمرها وحفر مجرى من الخليج الناصري ليوصل الماء للأزبكية مما شجع الأهالي فبدأوا البناء حولها والألفي نسبة لمملوكاً تم بيعه لتيمور لنك الذي أهداه لمراد بك فرد عليه بهدية ألف أردب من الغلال فسمي الألفي ثم أعتق وإشتهر بالعنف وحارب الفرنسيون وكانت قواته تمثل نصف قوة المماليك وإرتبط بعلاقة  مع الإنجليز وقاوم محمد علي في حكم مصر، ومرض وتوفى 1807.

إقرأ أيضاً