في الفناء الخاص بالقصر الفخم، تجد نافورة مبهجة تسمع دقات قلبيهما أثناء دورانهما معاً فى صمت أبلغ من مئات قصائد الحب فى مشهد من المشاهد الرومانسية من فيلم نهر الحب ليشهد المكان علي رقصة الحياة، 

ركن فاروق المكان الذى رقص فيه خالد ونوال هو ذاته الذى اختاره المهندس المعمارى الإيطالى أرسان جيوفان ليقيم عليه مكانا لتناول الشاى والاسترخاء يتبع فندق جراند أوتيل ولم يكن يتصور أن مبناه سيتحول لاستراحة ملكية للملك فاروق، وفى عام 1932 اشتراه الثرى المصرى محمد بك حافظ وبعدها بثلاث سنوات رآه الملك فاروق فأعجبه المكان الواقع على الضفة الشرقية للنيل غرب مدينة حلوان والتى اشتهرت بالهدوء والجو النقى الصحى الخالى من التلوث حيث المياه الكبريتية التى يقصدها البعض للاستشفاء. فاشترى فاروق هذه الأرض بمبلغ 2000 جنيه مصرى وعهد لوزير الأشغال آنذاك مصطفى باشا فهمى بإنشاء الاستراحة الملكية ليتم افتتاحها فى الخامس من سبتمبر عام 1942.

صممت الاستراحة على شكل قارب رأسه على شاطئ النيل فكان يثبت في الأعمدة الحديدية بالسطح ستائر تعطي شكل أشرعة المركب كما توجد مدرجات حجرية على الشاطئ استخدمت للجلوس والاستمتاع بمنظر النيل والصيد. وكان المرسى النهري مصمماً لاستقبال اليخوت والسفن الكبيرة أما الحديقة فتزينها برجولة خشبية بها زهريات وأحواض زرع من الحجر الجيري كما تضم هذه الحديقة 33 شجرة مانجو من نوع تندر زراعته في مصر جلب للقصور الملكية من ألبانيا. تضم الحديقة نافورة عليها تماثيل من المرمر الأبيض ويطلق عليها " نافورة نهر الحب" نسبه لفيلم الذي قامت ببطولته فاتن حمامة وعمر الشريف والذين رقصا عندها رقصة الحياة. حرص الملك فاروق على تزويد استراحته بكل ما هو ثمين فضلا عن اختياره لبعض النماذج الأثرية الخاصة ليضمها إليها أهمها كنوز للفرعون الشاب "توت عنخ آمون" بالإضافة إلى مقتنيات فرعونية أخرى. كما ضم إليها المقتنيات الخاصة باستراحة الملك في الهرم.

شيد ركن فاروق على الطراز الحديث من ثلاثة طوابق الطابق الأرضي وله بوابة كبيرة في خلفية القصر ويضم حجرات الخدم وملحقاتها. والزائر للمتحف يقابله في مدخله تمثالا من البرونز لامرأة بالحجم الطبيعي محلاة بحلى فرعونية تعزف على آلة الهارب بقاعدة من الرخام بالإضافة إلى تمثال لأبي الهول من البرونز وساعة مكتب معدن مذهبة عبارة عن لوحة من البلور عليها 12 فصا عتيقا والعقارب من الذهب وتزين لوحة البلور تماثيل لتماسيح فرعونية من الذهب. ويعد الطابق الأول هو الطابق الرئيسي ويضم سلما رخاميا يؤدي إلى الردهة الخارجية التي تؤدي إلى ردهة داخلية ومنها قاعتان للطعام وقاعة أخرى للتدخين وشرفة تطل على النيل. ويضم الطابق لوحات رائعة لأشهر فناني العالم آنذاك منها لوحة القاهرة القديمة لايكوهمان وتمثالا الفلاحة والجرة من الأنتيمون للفنان كوديه وعازفة الهارب ومجموعة تماثيل نادرة ولوحات برونزية. إلى جانب هذه المقتنيات يوجد راديو مزود بجهاز للأسطوانات داخل صندوق من خشب الجوز التركي عبارة عن شكل معبد تزينه بعض العواميد المخروطية بتيجان مزخرفة على شكل زهرة اللوتس وعليه اسم الملك باللغة الهيروغليفية.

         

بداخل الاستراحة مجموعة من العرائس التي أهديت لملكتي مصر السابقتين فريدة وناريمان وعددها 379 عروسة تنتمي إلى 33 دولة بأزيائها المختلفة وأشكالها المتميزة كما يوجد كرسي العرش المذهب وكرسي ولى العهد وهما نسخة مقلدة بإتقان لكرسي عرش الملك توت عنخ آمون الأصلي الموجودة في المتحف المصري. ومن أثمن ما يضمه المتحف في هذا الطابق ساعة أهدتها ملكة فرنسا السابقة للخديوي إسماعيل هذه الساعة أهدتها الملكة أوچيني إلى الخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس إلى أن وصلت إلى الملك فاروق.

      

أما الطابق الثاني بالاستراحة فيصل الزائر إليه عن طريق سلم رخامي يؤدي إلى السطح والذي استغله الملك لسهراته الخاصة حيث يعتبر الطابق بمثابة مساحة واسعة أو ما يطلق عليه روف. استفاد صناع السينما المصرية من الشكل المعماري الأنيق للاستراحة فصورت فيها مجموعة من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية والتي تعد من أهم الأعمال الرومانسية ومنها فيلم نهر الحب والشموع السوداء والجزء الثاني من مسلسل الجماعة وزيزنيا  وحارة اليهود  والشارع الى ورانا وحديثا مسلسل قصر النيل وهجمة مرتدة . تم ترميم الاستراحة عام 1976 وضمها لهيئة الآثار المصرية وبعد أحداث يناير 2011 تم غلقها ثم فتحت للزوار في أغسطس 2016.


وأخيرا تبقى الإشارة إلى أن منطقة حلوان الواقعة بها الاستراحة كان يطلق عليها مدينة الباشاوات خاصة أن هذه التسمية لحلوان بدأت باكتشاف عدد من المقابر كانت تخص الأمراء وكبار الموظفين في عهد الفراعنة إلى جانب مقابر بعض العامة من المواطنين ويرجع تاريخها إلى الأسرة الأولى والثانية الفرعونية.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام