"أيها الوارد إلى هذا السبيل اشرب ماء زلالاً به يُشفى العليل الله تعالى يرحم من كان على اسمها هذا السبيل" كلمات منقوشة على واجهة سبيل رقية دودو الواقع في شارع سوق السلاح أحد أشهر شوارع القاهرة التاريخية الزاخر بالآثار الإسلامية، هل تعرفه؟

 

يعود إنشاء سبيل رقية دودو لمنتصف القرن الثامن عشر وتحديداً أثناء فترة الحكم العثماني لمصر وسمي السبيل نسبة لرقية دودو إبنة بدوية شاهين إحدى محظيات علي بك الكبير وحفيدة رضوان كتخدا الجلفي أحد أمراء المماليك. أنشأت رقية السبيل ترحماً على روح والدتها ورداً على جميل تربيتها ليكون مصدراً لتوزيع المياه على الفقراء وبرغم أن نسب رقية لأمها وعدم ذكر أبيها قد يبدو غريباً بالمجتمعات العربية، إلا أنه كان شائعاً بين طبقة الأمراء والمماليك كيلا تتعرض للأذى نكاية في الأب أو يهدم السبيل من كارهيه وأعدائه وخاصة مع ما تداول عن أبيها من سوء علاقته بالسلطة.

 

إنه أحد أجمل أسبلة القاهرة وقد بني على الطراز العثماني ويتكون من حجرة مستطيلة لها ثلاثة أضلاع والضلع الرابع يأخذ الهيئة المقوسة ويفتح بها شبابيك التسبيل ويعلوها الكُتاب.

يتميز السبيل بالزخارف الإسلامية في وحدته المعمارية وجمال تكوينه وهو من المنشآت الفريدة وخاصة في فترة الحكم العثماني التي إشتهرت بإنشاء تلك المباني مع السماح بنسبها لصاحبها وكان من حق المرأة آنذاك إطلاق اسمها على المنشآت الخاصة بها فيما كان المماليك يستعملونها للتقرب من الشعب فقد كان المصريون يعتقدون أن أهل الخير هم من يبنون السبل وكانت أيضاً محاولة من المماليك للتبرأ من كونهم رقيق مع رغبتهم في نيل احترام الناس لذا كانت السبل تبنى في ذلك الوقت بكثرة.

إقرأ أيضاً