عندما يتعلق الأمر بالطفل، يقف الجميع إنتباه، وعندما يكون هذا الطفل بحاجة لرعاية وإهتمام من نوع خاص يصبح الأمر أكثر أهمية فهو مستقبل الأمة بأسرها، عن ذوي الإحتياجات الخاصة ورحلة الدمج تتحدث إنجي مشهور، مستشار وزير التربية والتعليم.

عن الدمج وأهدافه
هو إتاحة الفرص للأطفال من ذوي الإعاقة للإنخراط بنظام التعليم الخاص للتأكيد على تكافؤ الفرص في التعليم ومواجهة إحتياجات الطفل المعاق التربوية ضمن إطار المدرسة العادية ووفقاً لمناهج ووسائل دراسية تعليمية يشرف على تقديمها جهاز تعليمي متخصص إضافة لكادر التعليم بالمدرسة وهو إجراء لتقديم خدمات خاصة للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة بأقل البيئات تقييداً بمعني أن يوضع مع أقرانه العاديين ويتلقى خدمات خاصة بفصول عادية ويتفاعل مع أقرانه العاديين. ويشمل الدمج كل الإعاقات سواء ذهنية أو حركية أو بصرية أو سمعية. وللدمج بالتعليم العام هدف مزدوج فالأطفال الأسوياء يتعلموا كيفية تقبل الآخرين والإختلافات بين البشر وهو أمر نفتقده بشدة كما يقتدي ذوي الإحتياجات الخاصة بالأسوياء فيشعروا أنهم كيان واحد وبذلك ننمي لديهم روح المشاركة ونتيح لهم فرص التعليم المتكافىء والإنخراط بالحياة العادية والتخفيف من صعوبة إنتقالهم لمؤسسات بعيدة عن أسرهم وينطبق هذا علي أطفال المناطق الريفية والبعيدة عن مراكز التربية الخاصة مع التقليل من الفوارق الإجتماعية والنفسية بين الأطفال بجانب تحقيق الذات لدي الطفل المعاق وزيادة الدافع للتعليم وتكوين علاقات إجتماعية سليمة وتعديل إتجاهات الأسرة والمجتمع. ويعتبر الدمج جزء من التغيرات السياسية والإجتماعية التي حدثت بالعالم إذ تسهم التربية الخاصة بالمدارس العادية في تجنب عزل الطفل عن أسرته من المقيمين بمناطق نائية وتخليصه من المعوقات المادية أو المعنوية التي تحد من مشاركته بمجالات الحياة والشعور بالنقص.

هل من إجراءات تسبق الدمج؟
هناك إجراءات خاصة بتقارير الأطفال الطبية وتستخرج من هيئة التأمين الصحي مختومة بختم النسر وتشمل نسبة الذكاء وموقف الحالة، وهناك المدارس الحكومية ذاتها بشرط تواجد مدرسين علي وعي بكيفية التعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة. أما المدارس الخاصة والدولية، فيتم إختيار المدارس التي ترتبط بإتفاقيات مع الجمعيات المسئولة عن كفالة الحالات ولديها القدرة علي تقديم الخدمة المناسبة. في النهاية، نحن ملتزمين في عملية الدمج بقرار 252 لعام 2017 الذي يحدد الشروط الأساسية للدمج ومن أهمها أن تتعدي نسبة الذكاء 67% لكل أنواع الإعاقات الذهنية بتقرير طبي مرفق معه إحتياجات الحالة لتحديد إستراتيجية التدريس الخاصة به وهو ليس مقصور علي التامين الصحي بل يتمد لأي مستشفي عام أو جامعي.

هل من إختلاف بين الطلاب بالمناهج؟
لا ولكن التغيير يكون في أدوات توصيل المعلومة. وبالطبع لم تقتصر على القرار 252 وإنما صدر القرار 291 الخاص بمدارس التربية الفكرية كما يتم تطوير المناهج التعليمية لتناسبهم علاوة على توقيع مجموعة من البروتوكولات مع هيئات عديدة منها اليونيسيف فأنواع الإعاقات عديدة  أو أكثر من إعاقة لدى الطفل ولكل منهم مشاكله الخاصة والتي نعمل على حلها وخاصة بعد دمج وسائل التكنولوجيا الحديثة بالتعليم وإدراج بنك المعرفة بها.

ماذا عن دمج المكفوفين؟
يتلقي الأطفال من المكفوفين والصم تعليماً عاماً بنفس المنهج حتي الثانوية ولكن الصم يتم التدريس لهم حتي الفصل السادس الإبتدائي ثم تحويلهم لتلمذة صناعية. أما المكفوفين. فيتم التدريس لها بنظام التعليم العام حتي الثانوية العامة. أما طلاب المدارس الفكرية حيث تقل نسبة ذكاء الأطفال عن 67%  فلا يدمجوا بل لهم مدارس خاصة وطرق تعليم مختلفة.

ماذا عن خطط دمج ذوي الإحتياجات الخاصة؟
تشمل تحديد فئات الأطفال المستفيدة والأطفال التي لا يمكنهم الإستفادة من برامج الدمج فيمكن لفئات الإعاقة البسيطة والإعاقة العقلية البسيطة والسمعية البسيطة والمتوسطة والإضطرابات الإنفعالية البسيطة والحركية البسيطة وصعوبات التعلم البسيطة الإستفادة من برامج المدج سواء بصفوف الخاصة الملحقة بالمدارس العادية أو الدمج طوال الوقت بالصفوف العادية. ولا يمكن لفئات الإعاقة الشديدة الإستفادة من البرامج فالمراكز والمؤسسات الخاصة أفضل لهم كما ينبغي توفير التسهيلات والأدوات اللازمة لإنجاح فكرة الدمج والتي قد تظهر علي شكل غرفة المصادر بالمدارس العادية وبها كل الأدوات لكل فئة من فئات التربية الخاصة التي يمكن دمجها وكذلك أخصائي لتقييم أداء الأطفال غير العاديين مع إعداد الإدارة المدرسية والآباء والأمهات لتقبل فكرة الدمج لتكون مقبولة لدي أصحاب القرار علي أن تتوفر أيضاً الإتجاهات الإيجابية لدي إدارة المدرسة وطلابها وآباء وأمهات الأطفال العاديين وغير العاديين نحو الدمج ووضع معايير ذاتية لتقييم فكرة الدمج من حيث نجاحها أو فشلها.

ما هي أهم البروتوكولات المعنية بالدمج؟
علي مدار السنوات الماضية تم تفعيل العديد من البروتوكولات منها بروتوكول اليونيسف ونص علي وجود مدارس دمج إبتدائي بسبع محافظات علي الأقل وتجهيز غرف مصادر وتدريب الإداريين والمعلمين والأخصائيين وهناك بروتوكول القاموس الإشاري الإلكتروني مع كنيسة ببا والفشن بمحافظة بني سويف ويضم٣٠٠٠ كلمة فضلاً عن برامج التوعية والتدريب وبروتوكول إقامة عشر فصول لمزدوجي الإعاقة بالقاهرة والجيزة لتدريب الكوادر وتجهيز الفصول بالإضافة لبروتوكول مؤسسة مصر الخير «قادرون بإختلاف» والمنح الدراسية التي نتعاون فيها مع مؤسسة ساويرس للتنمية وبروتوكول وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتدريب ٢٢ ألف معلم وبروتوكول إكتشاف المواهب مع وزارة الثقافة وبالتعاون مع مؤسسة مصر الخير وحملات التوعية بالمحافظات ومارثون التوحد والداون سيندروم والبطولات الرياضية المحلية والإقليمية لمختلف أنواع الإعاقات، ولدينا بديوان الوزارة مكتب لخدمة ذوي الإحتياجات الخاصة وتلبية إحتياجاتهم.

هل تؤهلهم الدراسة للعمل وخاصة ذوي الإعاقة الذهنية؟
أطفال التوحد المتعلمين بارعون بعدة أشغال وتستعين بهم كبرى شركات الكومبيوتر بمجال البرمجيات لأن تركيزهم فى شىء محدد يصل لحد العبقرية ومنهم من يتفوق فى فك الأكواد والتعامل مع الأرقام والمونتاج والجرافيك. أما الطفل المتوحد الذى لم ينل قدر من التعليم، فيمكنه إتقان بعض الأشغال كصناعة السجاد اليدوى وتصفيف الشعر والطهى، أما الإعاقات الأخرى فأصحابها قادرون على التعلم ومنافسة الأصحاء.

إقرأ أيضاً