مذيع وممثل وخريج مدارس فرنسية، بدأ حياته تاجر إبن تاجر ولعبت الصدفة دوراً كبيراً فمن تجربة أداء للعمل بالتليفزيون المصري إلى ARTثم CBC سفرة وتوليفة من البرامج المختلفة إنتهت بالأكيل لينتهي ممثلاً ويبهرنا بكثير من الأعمال الدرامية إنتهت باليالي أوجيني.إنه مراد مكرم الذي تحدث بحرية علي ضفاف النيل فماذا قال؟
عن خشبة المسرح ومواجهة الجمهور
خضت التجربة مرتين علي مسرح المدرسة وأحببتها جداً فالمسرح أبو الفنون، بالصدفة كنت أتحدث مع صديقتي ليلي عز العرب أثناء تصوير ليالي أوجيني حول رغبتي في تقديم مسرح، بعدها تلقيت عرض مسرحية إللي علينا العين للمخرج مجدي الهواري وهي أولي تجاربي المسرحية وشعرت أنها علامة وقررت خوض التجربة فأكره أن يكون لدي مخاوف من أي شيء، أعشق مسرح الفن الجميل فقد كان هادفاً وراقياً ففي الماضي كان هناك جيل كامل مبدع، أعشق نجيب الريحاني وبديع خيري وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي. نعم هناك كثير من الأعمال حالياً تنال إعجاب الجمهور ولكنها ليست ذوقي وأتمنى العودة للستينات والسبعينات عندما كان المسرح ينمي ثقافة الجمهور، هناك اختلاف كبير ما بين الأمس واليوم فالتكنيك تغير بدخول التكنولوجيا ففي الماضي كانت الأمور أبسط وهو الأمر الذي تبدل اليوم من حيث الإخراج والتصوير، أدرس حالياً الأمور الجديدة مع الحفاظ علي عراقة المسرح القديم، أعجب جداً بأعمال كثير من الشباب علي المسرح القومي والبالون ويحتاجون لرعاية الدولة، ومؤخراً بدأت تظهر مجموعات شباب يقدمون مسرحاً مختلفاً برغم أن تجربة مسرح مصر هي الوحيدة المعروفة لدي الجمهور وقد شاهدت أكثر من عمل وخرجت في غاية الإستمتاع وشعرت أن المسرح لم يمت لكنه يحتاج للدعم.
صاحب بالين كداب وثلاثة منافق
نعم أنا مذيع راديو ومقدم برامج وممثل فأنا أعشق التمثيل منذ صغري ولكن بدايتي أتت بالصدفة في برنامج النيل للمنوعات فقدمت برامج في الراديو تمهيداً للتمثيل، أجد نفسي بكل عمل أقوم به فمراد هو الأكيل في برنامج الأكيل وهو المذيع في الراديو ولكن التمثيل يختلف تماماً فهو يمنح الفرصة لحياة غير موجودة في الواقع وهو عشق مختلف يبرز مشاعر مختلفة عن شخصيتنا، نعم أعمل مذيعاً ولكن عشقي الأول والأخير كان ولا زال التمثيل. وللعلم، التمثيل أصعب بكثير فأنت تخرج من جلدك لتعيش شخصية مختلفة عنك لكن البرامج أقدمها بشخصيتى والعمل السينمائي له سحره فأعيش في شخصيات وظروف قد تكون محرمة في الواقع كتاجر المخدرات أو الحرامي وغيرها من الأدوار غير المقبولة إجتماعياً فالتمثيل يخرج من داخلي طاقات كثيرة.
ماذا عن ليالي أوجيني؟
رشحني المخرج هاني خليفة للعمل في ثالث تعاون بيننا. تخوفت في البداية من دور إبن أمه الذي تم قدم بنمطية ولكن وجدت بالشخصية تفاصيل ومشاعر كثيرة فكان أغلب تمثيلي بالجزء الأول بردود أفعال بعيني فقط فأنا لا أملك الإعتراض وهو أمر شديد الصعوبة. ومع الجلسات بدأت أستسلم للشخصية وقدمتها بنمط غير تقليدي لدرجة أن الأستاذ الكبير سناء شافعي أخبرني أنه في مشهد موت الأم كان منتظر رد فعلي وعندما رأي المشهد أشاد بتمثيلي. ساعدتني كتابة العمل بطريقة فوق المبهرة بالإضافة للملابس والديكور والعناصر التي أخرجت عمل مبهر فكل أعضاء فريق العمل أبدعوا بأدوارهم فضلاً عن التصوير والديكور وجميع أفراد المنظومة وفي النهاية ليالي أوجيني نقطة تحول في حياتي مثل الأكيل.
من أصدقائك الذين خرجت بهم من المسلسل؟
الجميع أصدقائي فكنا نلتقي أكثر من الوقت الذي أقضيه مع أهلي و أتواصل مع الجميع وخاصة ليلي عز العرب وساندرا وإنجي المقدم.
لفتت الأنظار في ليالي أوجيني فكيف تجد ذلك؟
كنت متخوف من تقديم الشخصية ولكن ردود الأفعال أعجبتني فهو الشاب الذي يعيش في الأربعينيات ونقول عليه إبن أمه فهو لا يكسر لها كلمة وشخصيته ضعيفة أمامها وهو نفس الشاب الذي تنقلب حياته بوفاتها. إنها تركيبة إنسانية ثرية. إستعددت كثيراً لأداء الدور وتدربت علي الشخصية وطريقة كلامها وذاكرت كل التفاصيل والسيناريو وطريقة الكلام والأداء كما كنا بكل مشهد نعمل بروفات مع المخرج هاني خليفة.
ماذا عن في بالحجم العائلي؟
شاركت كضيف شرف وقد قبلت بعد ترشيح المخرجة هالة خليل لعدة أسباب أولها مشاركة نجم بحجم يحيي الفخراني حتي ولو بمشهد واحد كما كنت أرغب في العمل مع هالة خليل و كان للعمل علاقة بالمطبخ فلم أتردد وقدمت دور زوج مطلقة إبن الفخراني المتهور وجاءت مشاهدي برسالة حول الإنفصال برقيٍ وضرورة الإحتفاظ بعلاقة طيبة. أما العمل مع الفخراني فشديد التميز فهو شخص من زمن جميل.
ماذا عن عملك خارج الوسط الفني؟
ورثت عن والدي محل موبيليا وأنا أعشق الخشب وفكرة خلق مادة جميلة من مادة خام كما أن عيني مدربة علي ملاحظة العيوب بدقة في كل ما يخص الموبيليا والأثاث ولدي أيضاً شركة مع أخي نديرها سوياً.
من تتمنى التمثيل أمامه؟
لا يفرق معى التمثيل أمام فنان معين ولكن ما يفرق معى هو المخرج وأتمنى العمل مع كاملة أبو ذكرى وساندرا نشأت وكثير من المخرجين.
كيف تختار أدوارك؟
كنت أختار الدور بحسب درجة تأثيره بالسيناريو فلا يمكن حذفه ولكن بعد أن أثبت مكانتي لم تعد مساحة الدور تعنيني بل الأساس هو الموضوع وما به من تحدي ورسالة.
كيف تري سوق الدراما اليوم؟
لقد تقدمنا كثيراً من حيث الأعمال والتصوير والتكنيك فحالياً نصور بكاميرا السينما كما أن دخول مخرجي السينما الدراما ساهم في تطويرها. كنت معترض علي الدبلجة السورية لبعض الأعمال فلا يجوز أن تستورد مصر أعمال درامية كما أن التمثيل بتلك الأعمال متواضع والإعتماد الأكبر علي الشكل الجمالي وهو ما ربط الشعب المصري بالأعمال التركية. أنا ضد إستيراد الأعمال فنحن بلد الجمال ولكنني لست ضد تقديم أعمال درامية سورية أو لبنانية فالعمل الجيد لا مانع من عرضه فنحن بلد الفنون وكثير من العرب عرفوا من مصر ولكنني ضد الإعتماد علي الدراما المستوردة وأحب الأعمال السورية جداً ولكن هذا لا يعني التوقف عن الإنتاج. علينا التعلم من تجارب الآخرين فأمريكا مثلاً مفتوحة للأعمال الخارجية بنسبة 10% ويجب أن تكون مصر أمريكا العرب وتحقق الشعرة ما بين الإنفتاح علي العالم والهيمنة.
ما الدور الذي تتمني تقديمه؟
أحلم بتقديم فيلم عن التاريخ الفرعوني فلدينا أغني تاريخ في العالم وللأسف كل من اقترب منه أجانب ولدينا لأساطير علينا إبرازها فحضارتنا من أعرق حضارات العالم وأتمني المشاركة بفيلم له إنتاج ضخم يليق به.
كيف يختار الأكيل مواقعه؟
يتم إختيار المكان إما بالإتفاق مع الشركة المسئولة عن البرنامج ومن خلالها يدفع المطعم تكلفة الحلقة أو يقدم شخص فكرة جديدة فنحن نذهب للأشخاص المميزين لأن حقهم علينا أن نعرف بهم الجمهور، المطاعم تعالج مشكلة البطالة فأي مطعم لديه عدد من العاملين ويشغل أكثر من جهة سواء موردين أغذية أو مواد خدمية فهو منظومة متكاملة لذا يحتاج أصحاب الأفكار الجيدة للدعم وهو ما نقوم به في الأكيل. أما تقييم الأكل، فيتم بموضوعية وعندما لا يعجبني أقول أنه ليس ذوقي فالأكل أذواق وليس شرطاً أن ما يعجبني قد يحبه الجميع .
أغرب موقف تعرضت له ؟
تعرضت لتجربة تقييم فواكه اللحوم وأنا لست من آكلي تلك الأكلات برغم إقبال قاعدة عريضة عليها فخضت التجربة لأجل جمهوري وصرحت بذلك وأيضاً لم أكن أحب السوشي وكانت فكرة تناول طعام غير مطهي لا تروق لي ولكن بعد التجربة أصبحت أعشقه.
أحب الأكلات لقلب الأكيل؟
الأكيل يحب أكلات كثيرة ويستمتع بالأكل فأنا أحب طبق الفول وطبق الباستا مثلما أستمتع بأكل أمي فعموماً أنا عاشق للأكل وربما لهذا نجحت في تقديم الأكيل.
ما رأيك في إنتشار برامج تقييم الأكل؟
أنا ضد التقليد لأنه لا يستمر وأستغرب جداً لماذا لا يخرج كل فرد بشخصيته وأسلوبه فلا مانع من وجود أكثر من برنامج علي أن نقدم أشياء جديدة تترك بصمة، عندما قدمت الأكيل كان هناك برنامج عباسيات يقدمه صديقي الشيف عباس فهمي علي قناة فتافيت وكان يقدم الأكل بتقييم الشيف ولكنني سلكت طريقاً آخر ولجأت للترفيه وإبراز ذوقي في الأكل وديكور المكان والإنطباع العام.
برجك إيه؟
أنا حمل كما قال الكتاب ولدي كل صفاته السيئة قبل الجيدة.
وأخيراً، حكمتك في الحياة؟
لا تدين كي لا تدان.