سيدة مصرية ناجحة محلياً ودولياً، طموحة واسعة وأحلامها صعبة وكبيرة، تجتهد كثيراً بمجالات المسئولية المجتمعية وهي صاحبة لقب أقوي وأفضل السيدات تأثيراً لعام 2020 بقطاع الاتصالات كما أنها رئيسة قطاع المسئولية المجتمعية بالشركة المصرية للإتصالات، إنها نجلاء نصير ومعها كان هذا الحوار الذي تناول مسيرتها المهنية والمسئولية المجتمعية.

من أنت؟
أنا نجلاء نصير رئيس قطاع المسئولية المجتمعية بالشركة المصرية للإتصالات وهو المنصب الذي قمت من خلاله بتنفيذ العديد من المبادرات القومية لتطويع التكنولوجيا في خدمة المجتمع وتحقيق التنمية بما يتوافق ورؤية مصر 2030 في مجال التنمية المستدامة. عملت قبلها كرئيس قطاع المسئولية المجتمعية ومدير عام تقييم ومتابعة البرامج التدريبية بقطاع التدريب ومدير عام تطوير الأعمال بالشركة بالإضافة لأنني عضو مجلس أمناء الشبكة العربية للتواصل والعلاقات العامة للمنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدول العربية وحاصلة على ماجستير إدارة الأعمال من الأكاديمية البحرية.

كيف أثرت سنوات الطفولة علي حياتك فيما بعد؟
كان أبي أحد رجال الصاعقة المصرية وخاض حروباً كثيرة وكانت أمي المسئولة الأولي أثناء غياب أبي عن ثلاث بنات وكانت حمولة وصبورة لأبعد الحدود ولديها قدرة فائقة علي مواجهة الصعاب والتحديات وإتخاذ القرارات خاصة لانها عاشت دائما بين مخاوفها من خروج أبي يوماً ما وعدم رجوعه للمنزل فظروف الحياة لم تكن سهلة. تعلمنا من أبي حب البلد والعمل المستمر والصبر والتحمل وهو ما فادني كثيراً علي المستوي العملي فمهما واجهتني صعوبات أتحدي نفسي للوصول للغاية بنجاح.

ما التحديات التي تواجهك كإمراة علي الصعيد العلمي؟
ليس بشكل شخصي بقدر من أن هناك صعوبات نعاني منها بشكل عام فلم يكن المجتمع من قبل داعم للمرأة وخاصة العاملة. وعلي المستوي الشخصي، أواجه يومياً كثير من التحديات ما بين كوني سيدة متزوجة ولدي مسئوليات البيت وزوجي وأبنائي وبين مسئوليتي العملية وتطوير نفسي سواء لعمل ماجيستر أو دكتوراه فكانت معادلة صعبة لتحقيق التوازن بأفضل شكل ممكن وبدون تقصير فالمرأة في مصر والوطن العربي عليها عبء كبير وبرغم ذلك تحقق نجاحاَ وسط كل هذه الضغوطات والتحديات لأن بداخلها طاقة فهي متعددة المواهب ولديها القدرة علي عمل أكثر من شئ في نفس الوقت.

كيف ترين النجاح وما نصيحتك لكل إمراة طموحة؟
البعد عن اليأس والإيمان بالله وبأنفسنا لتحقيق المستحيل فمهما تعرضنا لضغوط علينا إستغلال كل طاقتنا لتحقيق أهدافنا، هناك سيدات أبدعن بمجالات مختلفة وحققن نجاحاً كبيراً بمناصب قيادية فالمرأة اليوم تعيش عصرها الذهبي في ظل إهتمام الدولة ودعم الرئيس عبد الفتاح السيسي لتفعيل دور المرأة عبر البرامج المقدمة بالتعاون مع الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني بتمكين المرأة اقتصادياً.

هل تنافس المرأة تنافس الرجل في سوق العمل وتتفوق عليه؟
الرؤية الحقيقة ليس الغرض منها التنافس بل التكامل فلكل منا دوره في تكملة الآخر والتعاون معا ًلتحقيق النجاح والفكرة هنا لا تقف علي دور الرجل والمرأة فحتي الدولة تدعو للتكامل ما بين مؤسسات المجتمع المدني والهيئات والوزرات والمؤسسات والقطاع الخاص وليس هناك ما يمنع أن تكون هناك روح المنافسة التي تحقق التكامل والتعاون فهذا هو النجاح الحقيقي.

ما أهم المبادئ التي تغرسيها في أبنائك؟
أنا أم لإبنتين وولد وكنت أعمل دائماً علي تنمية قدرتهم الإبداعية وتربيتهم علي الإعتماد علي النفس ليصبح لديهم القدرة علي إتخاذ القرار وتحمل العواقب والتعلم والتأني والتفكير الجيد حول ما يرغبون به وكان دوري دوري علي الرقابة وهي معادلة صعبة قد تصيب تخيب أو تصيب لكنها ليست مستحيلة فسيغلب النجاح في النهاية فالتربية اليوم اختلفت وكل شئ أصبح متاح وعليهم الإختيار مابين الصواب والخطأ وتحمل النتيجة وأنا دائما أراهن علي النشأة والتربية.

هل أنت راضية عن ما وصلت إليه المرأة؟
لقد حققت المرأة حالياً ما لم تحققه منذ أكثر من 20 عاماً وبفضل التوجه الرئاسي وصلنا لنتائج إيجابية لم نكن نحلم بها ولكن حتي الآن لم نحقق كل ما نحلم به فوفقاً لميثاق التعاقد مع الأمم المتحدة هدفنا بحلول عام 2030 أن نصل بالمرأة لنسبة 30% من الوظائف العليا بكبري الشركات وحتي الآن لم نصل إلي هذه النسبة ولازلنا ما يقرب من 12% لذلك لزال أمامنا طريق طويل ليصدق المجتمع بقدرة المراة علي القيادة والريادة في المناصب العليا لتحصل المراة علي حقوقها.

كيف نشأت لديك فكرة المسئولية المجتمعية؟
بدأت الإهتمام بالمسئولية المجتمعية أثناء عملي بقطاع التدريب مع طلاب كليات الهندسة والمدارس الفنية والصناعية إذ عقدنا دورات تدريبية وبرامج صيفية مع وزارة التربية والتعليم الفني لحاجتهم الشديد للدعم والتوجيه. وللعلم المصرية للإتصالات من أوائل الشركات التي توجهت للتعليم الفني وحين رشحت رئيسة للمسئولية المجتمعية بالشركة سعدت بالمنصب وكان لدي طموحات كثيرة أسعي لتحقيقها وانتقلنا بمكانة كبيرة بقطاع المسئولية المجتمعية بالشركة علي مدار الخمس سنوات الأخيرة كما حصلنا علي جوائز عالمية منها جائزة world communication award في مسابقة عالمية تشارك بها كل الدول ورشحت المصرية للإتصالات كأفضل مبادرة مسئولية مجتمعية من شركات إتصالات وهي المبادرة المسئولة عن ربط بنوك الدم التابعة لوزارة الصحة وقد ربطنا بين 202 بنك دم لتعويض العجز بين البنوك وقد فزنا بالمركز الأول.



ما أكثر المجالات إحتياجاً للمسئولية المجتمعية؟
لقد حدثت طفرة كبيرة بملف التعليم الفني وهناك تطورات مشهودة في الفكر وتم إبرام شراكات كبير مع شركاء صناعة متبنين مدارس فنية ليتخرج الطالب بكفاءة وخبرة تخدم سوق العمل كما يستغلال جزء من الوقت الدراسي في تدريب عملي مع شركات كبري. ظهرت مؤخراً عدة مدارس كالمدرسة التكنولوجية التطبيقة ومدرسة أمريكانا وطلعت مصطفي والسويدي وبي تك وكلها أسماء كبيرة تبنت فكرة المدارس الصناعية والفنية وفي المصرية للإتصالات أسسنا عام 2021 أول مدرسة تكنولوجية وتطبيقية في الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات تقبل طلاب المرحلة الإعدادية ولها معايير محددة وهي أول مدرسة ذكية مدعمة بنظام إنترنت شامل وعلي أحدث التقنيات العالمية وحاصلة علي اعتماد دولي وقد قام خبراء من كليات الهندسة ووزارتي الإتصالات والتعليم بوضع المناهج وقد إلتحقت بها أول دفعة من 200 طالب ونعمل علي التوسع في المحافظات الأخري.

كيف ترى المسئولية المجتمعية بمصر؟
لقد تحسن وضع المسئولية المجتمعية في مصر كثيراً في ظل اهتمام الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وشركات القطاع الخاص وهناك متابعة كبيرة من الدولة عن دور المؤسسات والشركات لأنشطة المسئولية المجتمعية لتكون بشكل منظم وهناك مشاريع كبيرة ناجحة حققت مردود جيد ولدينا سرعة استجابة من المجتمع المدني والشركات والدولة للتعامل مع أي جائحة.

كيف ترى دورالمرأة حالياً في دعم المسئولية المجتمعية؟
99% من العاملين بمجال المسئولية المجتمعية من السيدات بفضل تكوين المرأة وحسها العالي للجانب الانساني وقدرتها علي الوصول للهدف وإيجاد الحلول كما أن تفكيرها دائما خارج الصندوق وأكبر مثال علي ذلك أثناء تواجدي ضمن فاعليات إحدي المبادرات في سيناء لتوفير احتياجات الأهالي وعمل دراسة من أرض الواقع لمساعدتهم، لم أخف أو أخشي من الذهاب لسيناء برغم الصعوبة الأمنية فقد طغي الجانب الإنساني علي تفكيري العملي وفكرت فقط في توفير احتياجات الأهالي ومن سيتعاون من المؤسسات والشركات وفقاً للتخصصات والإمكانيات وبالفعل إتفقت مع مؤسسة صناع الخير في دعم الصيادين في سيناء لعمل مزارع سمكية.

ماذا ينقص المرأة بشكل عام وليس في سيناء فقط؟
تحتاج المرأة للدعم في التوسع في المشروعات الصغيرة والمتوسطة والوصول للأسر الأكثر احتياجاً بالمناطق النائية والحدودية كحلايب وشلاتين فالمرأة عمود هام لمساعدة رب الأسرة من خلال الأنشطة الصغيرة المدرة للدخل لتحقق الإستقرار والأمان لذاتها.

هل أنت متفائلة وما الدروس المستفادة من الكورونا؟
نعم متفائلة للغاية بعام2021 وقد تعلمنا الكثير من الكورونا ومنها التفكير في إيجاد الحلول قبل تصدير المشاكل والتعاون علي المستوي الشخصي والعملي ومتفائلة جداً بالمرأة في عصر الرئيس عبد الفتاح السيسي والمجلس القومي للمرأة وخاصة بعد صدور حق المرأة كقاضية في المحكمة الدستورية وأري أن فرص المراة أقوي في 2021 ويجب ان نستغل ذلك بشكل جيد.

أخير حدثيني عن جائزة أقوي إمرأة بقطاع الإتصالات؟
بناء علي استطلاعات الميديا والشركات بجريدة الأرباح نيوز، حصلت علي لقب أقوي وأفضل السيدات تأثيراً لعام 2020 وتم اختياري ضمن قائمة 50 سيدة وحصلت علي ترشيح من أفضل السيدات والأقوي تأثير ونفوذا في قطاع الاتصالات وقد سعدت جداً بها .

إقرأ أيضاً