أنا محتاج مساحة.. عاوز بريك" نسمع هذه العبارة ويلوح لها شبح الإنفصال وننهار خاصة إذا كنا نرفض تلك الحقيقة التي تكون مؤشر لرغبة أحد الأطراف فى الإنفصال أو ربما تكون فترة تجريبية لإختبار المشاعر ونحتار فليس بإمكانك التمسك بشخص لا يريدك والإستمرار رغمًا عنه.
برغم أن البريك في العلاقة يؤذي أحد الطرفين لكن هناك ظروف تجبر أحد الطرفين علي خوض المخاطرة الكبيرة فكثيراً ما ينتهي البريك بالإنفصال ويتسائل "طالما قدرنا نبعد فترة، يبقى أكيد نقدر نكمل حياتنا من غير بعض" ويظل السؤال متى يكون البريك هو القرار الصح؟
توضح د أميرة عبد الرازق أخصائية العلاقات أن كل العلاقات تحتاج للبريك العاطفي وأخد قسط من الراحة بعيداً عن الضغوط والمسؤوليات التي تصل بنا للتحفز الدائم وتصيد الأخطاء لذلا يأتي البريك بمهلة لتقييم العلاقة بعيداً عن تأثير الطرف الآخر وهو قرار سليم اذا تحولت العلاقة لخلاف مستمر ويكون القرار ناتج عن رغبة حقيقية في الحفاظ على العلاقة كيلا يشعر الطرف الآخر برغبة شريكه في إنهاء العلاقة وعليهم التفكير أثناء البريك في كل ما يخص العلاقهةوكيفية تحسينها.
هناك قواعد للبريك لضمان عودة العلاقة بشكل سليم من خلال الإتفاق علي بعض الشروط كشكل البريك وهل يكون البعد بشكل كامل أم يحدث تواصل بين الطرفين فالإتفاق على نقاط معينة تحتاج لتفكير للتقرب للطرف الآخر كما يجب إستيعاب فكرة أن البريك ليس إنفصالاً وليس من حق طرف إقامة علاقة آخرى أثناءه .
ومن أهم فوائد هو التغيير الذي يعيدنا لفترة توهج المشاعر ويقضي على الملل والرتابة أما إذا تكرر فسيعتاد الطرفان على البعد والإستقلال مما قد يؤدي لنهاية العلاقة. وفي حالة إستمرار الخلاف بين الطرفين وعدم وجود خطوط مشتركة، يكون قرار الإنفصال هو الأمثل لما تسببه العلاقة من إرهاق وضغط وإستنفاذ للمشاعر وخاصة إذا كان أحد الطرفين ذو شخصية نرجسية أو متسلطة.
وللإستفادة من البريك، علينا التعامل معه بكونه إعادة تهيئة وبناء لشكل وطبيعة العلاقة، اما عن البريك بين الزوجين يتحدد أهميته بناء على طبيعة العلاقة وطبيعة الخلافات بين الزوجين ولا أنصح بطول مدة البريك بين الزوجين.
أما في حالة إنتهاء البريك بالإنفصال، تكون المشكلة في كيفية تخطي آثار الأزمة ونسيانها والعودة للحياة من جديد. ينبغي العلم أن هناك مرحلتين يمر الشخص خلالهما أولها الحزن وهي ضرورية وتلازم ألم الفراق وقد يصل الحزن للإكتئاب سواء لفترة قصيرة أو ممتدة بحسب طبيعة الشخص ومساعدة المحيطين به. أما المرحلة الثانية فهي التعافي وعلاج آثار العلاقة للعودة لممارسة الحياة بشكل طبيعي.
وإذا ظل المنفصل يضع إحتمالية للعودة فسيظل الألم والحيرة موجودين والأفضل البعد عن التفكير بالعودة أو الإنتقام أو إشعار الطرف الآخر بخطئه ليحزن أو متابعة أخباره فبمجرد قرار إنتهاء العلاقة لا ينبغي التفكير فيما يحدث للشخص الآخر "كل واحد يشوف طريقه" وعلينا التحدث ولقاء الآخرين دون الحديث عن العلاقة نهائياً مع محاولة تقليل الوقت الذي يجلس فيه الشخص مع نفسه قدر الإمكان لتفادي الذكريات المؤلمة.
لابد أيضاً من عمل بلوك بكافة سبل التواصل الإلكتروني مع الشريك السابق والإمتناع عن متابعة أخباره وصوره والتخلص من الأشياء التي تذكر بالعلاقة كالصور والهدايا أو علي الأقل تخزينها بمكان ما بعيد عن تناول اليد فكلما كانت العودة لممارسة الحياة الطبيعية أسرع، كان التخلص من آثار العلاقة أسرع أيضاً.
وفي حالة الحزن الشديد، علينا إستشارة طبيب نفسي للخروج من الإكتئاب ولا داعي للتخوف إذا وصف الطبيب علاجاً فمدة العلاج عادة ما تكون قصيرة فربما يحتاج الشخص لعدة جلسات علاج نفسي تساعده على العودة لحياته الطبيعية.