كيفية التواصل وتحقيق التفاهم والمودة هو الهدف الأسمي الذي تسعي علوم إستشارات العلاقات الأسرية لتحقيقه فالأساس طرفين بينهما هوة وأمامهما الإختيار فإما التواصل أو الفرقة وإتساع الهوة حتي إنقطاع الأمل في الإتصال، عنها تتحدث مستشار العلاقات الأسرية هويدا الدمرداش فماذا تقول؟
ماذا تعني إستشارات العلاقات الأسرية؟
أدرس كيفية عمل العقل البشري وهو أساس التواصل بأي علاقة، في البداية كان لدي مؤسسة تعليمية طبقنا من خلالها دراسة بالمدارس الأجنبية علي التواصل بين الأطفال ثم الآباء ووجدت تفاعلاً كبيراً فقررت العمل علي الكبار ووجدت نتائج مبهرة لكنها غير مستمرة فالمشكلة الأساسية هي العلاقات الزوجية ومن هنا بدأت كمستشارة للعلاقة الزوجية فأغلب المشاكل التي تواجه أبنائنا تكون العلاقة الزوجية سبباً لها وبدأت في تدريب المتزوجين فمتي وجد زوج وزوجة علي درجة كبيرة من الحب والتفاهم والوعي سنجد أطفال جيدين ومستقبل جيد.
كيف تحققين التواصل من خلال دراستك؟
دراستي تعلم كيفية التواصل بأي علاقة سواء أسرية أو عاطفية أو مهنية أو حتي تعاملات يومية فنستفيد من الأبحاث التي أجريت عن العقل في التواصل لتحقيق إستدامة العلاقات سواء عاطفية أو زوجية أو صداقة أو عمل فهي طريقة لفهم العقل البشري وحسن إستخدامه وأنا مهتمة جداً بالزواج لأنه الأساس لتنشئة جيل سوي.
ولكن في النهاية الثابت هو تواصل عقل مع عقل آخر لذلك نعمل علي تغيير طريقة التواصل بحسب إختلاف الأنماط وكيفية التعامل مع هذا الإختلاف ففردية العقل تتعامل مع فردية الآخر وتضع له طرق لنجاح العلاقة فمثلاً العقلA يخاطب العقل B فاذا أراد أن يتحدث A مع Bلابد أن يخاطبه بنفس طريقته لتحدث إستجابة وهي مشكلة فكل شخص يريد معاملة الآخر بطريقته وعليه نقوم بتعليمه ثلاث مهارات للتعامل مع العقل البشري أولها التحدث بطريقة صحيحة وهنا نواجه مقاومة من تغيير الفكرة الثابتة لما هو جديد فتعليم الأفراد التحدث بطريقة سليمة هي أكبر مهارة وثانياً أن نسيطر علي الألم التي حدث بعقلنا من قبل كجرح قديم أو موقف صعب أفقده الثقة في التعامل لذلك لابد من السيطرة علي العقل لكيلا يصبح الفرد أسيراً لماضيه ويتحول لشخص إنفعالي وندربه علي السيطرة علي انفعالاته ليصل لإستيعاب ضرورة السيطرة علي الألم وأخيراً نقوم بالتعريف بفلسفة الإختلاف وأهمية التنازلات لإستمرار الحياة بسعادة.
ما هي علاقة البينج بونج؟
هي علاقة خصمين يتبارون أمام بعضهما البعض والأساس في المكسب والخسارة فكلاً منهما يريد وقوع من الآخر وهو المبدأ الذي لا يجوز تطبيقه بالعلاقات ولكن ليس بهدف المكسب والخسارة بل علي العكس يظل الهدف التواصل فأنا أرمي لك الكرة لتلقفها وتصدها وتعيدها إلي وهكذا وهو الأمر الذي يتحقق بأربع مباديء وهم أولاً الحب من الطرفين وليس طرف واحد فكل فرد لديه طاقتين للحب وإذا تم كبت أي طاقة منهم سيحدث إنفجار والطاقة تتحرك من منطقة ضغط عالي لمنخفض لذا لا يجب كبتهم الطاقة الأولي وهي إستجابة طاقة الحب من الآخر كيلا يحدث عدم إشباع لذلك نجد أغلب الأزواج يتهمون أزواجهم بأنهم لا يحبونهم ولا يعلمون بوجود طاقة اخري هي طاقة منح الحب وهي أن يفيض الشخص بطاقة الحب للآخر ليرتاح وكثير من الأزواج لا يمارسون طاقات الحب السليمة فنجد الزوج يمارسها مع صديقه والزوجة تمارسها مع أمها مثلاً لذلك أقول لابد من منح طاقة الحب قبل أخذها.
هل أصبح الحب والزواج معقد لدرجة الإستعانة بالغير؟
عدد إستشارى العلاقات الأسرية فى مصر قليل مقارنة بالعقد التى نعانى منها ودور الإستشاري هام فهو يري الصورة من الخارج ويتعامل بموضوعية فهو ليس طرف لذا يري ما لا يراه أصحاب المشكلة. أقوم بتدريب دفعات شباب جديدة من إستشاريي العلاقات الزوجية لنلحق الزواج من بدايته فهل تدركين معنى إننا نعانى من نسبة طلاق تعدت خمسين بالمائة يعنى تقريباً أكثر من نصف المجتمع ومن يأتون إلينا هم النصف الآخر الذى يحاول إنقاذ زواجه والسبب الإختيار الخطأ من البداية. لدي الكثيرين حالياً الوعي الكافي فلدي عملاء من المحافظات ومن الخارج ممن يبحثون عن حل حقيقي وليس طبطبة أو مجرد كلام.
ماذا عن أصعب الحالات التي واجهتيها؟
البخل والعنف والضرب والأشخاص الذين يشاهدون أفلام إباحية وجميع أسباب تلك الظواهر نفسية مع ضعف أو إنعدام التواصل وخاصة بعد قصة حب.
أيهما أفضل الزواج عن حب أم زواج الصالونات؟
كلاهما فاشلين فالزواج عن حب هي لشخصين إستنزفوا رصيدهم العاطفي وزواج الصالونات ليس به رصيد من الأساس ويظل الأصل في التعريف الدقيق لمفهوم العطاء والإستدامة فالسعادة الزوجية تحتاج لجهد مستمر في التواصل لتدوم وكلمة السر هي التواصل مع الآخر والتكيف والتواصل المستمر لذلك أرجو كل زوجين أن يراعيا أنماط التعلم لدى الآخر فلا يوجد غير احتمالين فهم الإختلاف ونهايته سعيدة أو التصادم مع الإختلاف ونهايته إنهيار الحياة أياً كانت درجة الحب، إياكم وتبادل الأدوار تحت أي مسمى، الشرخ حتمي واللي أخد حاجه مش بتاعته النهارده هيدفع تمنها تعاسة وتشويه لصورته ولإحترامه أمام شريك عمره وأبناءه واللي دفع تمن ما كنش مفروض يدفعه هيقدر بسهولة بعد كده يستغنى ويختار ينفد بجلده ففن التأثير أن تحصل على ما تريد من المحبوب وفي نفس الوقت تستديم حبه
إذن ما شروط الإختيار السليم؟
يظل التكافؤ هو الشرط السحرى لإستمرار الزواج ومجالات التكافؤ ثلاثة أولها تكافؤ المبادىء وعدم وجوده يؤدي لإنهيار مؤكد فكل طرف ينظر للحياة بمنظوره وثانياً تكافؤ الأذواق أى الإتفاق على ذوق مشترك فلا تكون هى طموحة جداً وهو يرضى بما يأتيه ولا يسعى لتطوير نفسه وأخيراً الإحتياجات وتشمل قلب وعقل وجسد وروح وكل طرف عليه تلبية الإحتياجات الأربعة للآخر وهي أهم شرط لإستمرار الحب بعد الزواج.
آلا ترين ضغوط الحياة سبباً لضعف الحب أو ضياعه؟
بالعكس فالمفروض والطبيعى أن الله خلق لنا القلب والحب ليلطف ويهون علينا تحديات الحياة وضغوطها والمسئولية الأكبر هنا تقع على الرجل لأنه لابد أن يتحمل الجزء الأهم فى مسئولية ملىء حياة زوجته بالحب لأنه هو الآخر يحتاج لهذا الحب.
إذن لماذا يبحث الرجل عن الحب خارج المنزل؟
للأسف هذا صحيح والغريب أنه يضع اللوم على الزوجة ويتحجج بأنها لم تعد كما كانت دون أن يسأل نفسه وهل هو أيضاً كما كان فربما هو نفسه ظل ينكر مشاعره حتى أوقعته تلك المشاعر بمنطقة خطر ولكن إذا أدركت زوجته هذا الفراغ وبدأت تعمل عليه سيعود إليها وبقوة ويحترم إختلافه معها.
يبدو أننا لم نتعلم جيداً ثقافة الإختلاف نهائيا وأصبح الإختلاف يعنى خلاف دون أن ندرك أنه طبيعى جداً أن نكون مختلفين والحل ليس تغيير الآخر إنما إحترام الإختلاف والتعامل معه فالزواج لم يشرع للصبر والإحتساب إنما للمودة والرحمة.
هل أوشكت العلاقات السعيدة على الإندثار؟
عمرها ما كانت موجودة حتى تندثر لأننا لم نتعلم كيف نسعد أنفسنا لنستطيع إسعاد الغير فطبيعى أن تكون علاقتنا عادية إن لم تكن تعيسة وأحيانا كثيرة الناس بنتعس بعض بالحب.
نصيحة أخيرة
إكفر بتربيتك فالجيل القديم لم يربي جيل لديه فكرة عن التواصل ولا تدخل بعلاقة للأخذ فقط فلابد أن تعطي الأول مقدار حبك لشريكك لتأخذ أجمل عطاء فمن يريد أن يأخذ فقط سيخسر في النهاية ولابد من نقطة لقاء بين الشريكين والبعد عن التطبيع بأن نبحث عن الحلو فى الآخر ونحبه بطريقته ونجعله يحبنا بطريقتنا.