قد نكون متزوجين ولكننا نشعر بالوحدة برغم وجود الشريك، يربكنا الأمر ولا نتمكن من تحديد السبب بدقة وقد نصاب في أحيان أخري بمزيد من التداعيات السلبية التي تؤثر سلباً علي المزاج العام والصحة النفسية والعقلية وربما الجسمانية أيضاً، مشكلة متكررة والحل بسيط والبداية دوماً بتحديد المشكلة والحل الأمثل للتعامل معها.

يعجز الكثيرون عن إستيعاب الإحتياجات العاطفية وأهميتها لتحقيق التوازن النفسي فنشعر بأن هناك شيئاً مفقوداً وبأننا محتاجون أو غير آمنون أو وحيدون لذا من المهم أن ندرك وجود كثير من الإحتياجات العاطفية نبحث عنها في العلاقات ومنها أن نجد من يستمع لنا ويفهمنا ويرعانا ونحصل على التقدير ونشعر بقيمتنا الحقيقية أما إذا كان هناك صراع وسوء معاملة أو خيانة فإن تلك الاحتياجات العاطفية لن تتم تلبيتها.

تأثير الوحدة الزوجية سلبي جسدياً ونفسياً
يعاني أكثر من 20% من سكان العالم من شعوراً مزمناً بالوحدة كما أوضحت دراسة حديثة أن 62.5% أكدوا أنهم يعانون الوحدة برغم زواجهم وهنا تكمن الخطورة الصحية في كون الشخص الوحيد لا يرى في حالته أمراً خطيراً يتطلب تدخّلاً صحياً لمعالجته فالوحدة تقلّص من فعالية جهاز مناعته وتزيد من ردود أفعاله الإلتهابية فتزيد إحتمالية إصابته بأمراض القلب والأوعية الدموية وفي أحيان أخري تؤدي الوحدة للإكتئاب والقلق وتؤثر سلباً علي رؤية الشخص لنفسه وتعامله مع الغير.

تأثير الوحدة علي الزواج
يعتقد البعض أن الزواج هو الحل علي فرضية أن الحياة تحت سقفٍ واحد يُبعد شبح الوحدة التي تتشكل بحسب طبيعة العلاقة الزوجية فتشارك الزّوجَين الطموحات والمشكلات هو تحصين تلقائي من الوحدة حتى لو باعد بينهما السفر مثلاً بعكس الزوجين الذي يشعرا بالوحدة برَّغم حياتهما معاً تحت سقفٍ واحد كما أن الوحدة الزّوجَية تتشكل ببطء خاصة أن الإرتباط بالشريك يخف بمرور السنوات وينحصر الحوار في المتطلبات اليومية "هل أحضرتَ الحليب؟" أو "اتّصلت والدتك" أو "لا تنسَ فاتورة المياه" وبمرور الوقت تترسّخ الغربة العاطفية من جرّاء الروتين فتشاهد الزوجة التلفزيون في الصالون فيما يجلس الزوج زوجها بغرفة أخري أو تنام هي مبكراً وتستيقظ فجراً وينام هو بمنتصف الليل ليستيقظ متأخراً.

أسباب الشعور بالوحدة
غياب التواصل
يمكن أن يكون كلا الزوجين أو أحدهما منشغلاً بالآخرين أكثر من شريك حياته فيتحدث إليهم هاتفياً ويتواصل معهم عبر السوشيال ميديا ولا يلقي بالاً للطرف الآخر الذي يعيش معه بنفس المنزل مما يؤدي للوحدة الزوجية.
الكتمان
قد يكون الكتمان من طباع أحد الزوجين وهو أمراً غير صحي فيجب البوح والفضفضة وإستشارة شريك الحياة.
الإيذاء
أحياناً يكون أحد الزوجين عنيفاً أو عصبياً مما يؤذي الطرف الآخر بدنياً أو نفسياً فتحدث فجوة بين الطرفين تتسع بمرور الوقت.
تفضيل العمل
لا أحد ينكر أهمية الإهتمام بالعمل خاصة في ضوء التحديات الإقتصادية التي جعلت من الحفاظ على الوظائف أمراً عسيراً لكن هذا لا يعني أن يفضل أحد الزوجين العمل على شريك حياته لأن الشعور بالوحدة يجعل الحياة صعبة وكئيبة أكثر.
غياب العلاقة الحميمة
غياب العلاقة الحميمة بين الزوجين له أسباب عديدة ولكن من نتائجه الشعور بالوحدة والإنعزال بل وقد يصل الأمر للإكتئاب أحياناً.
عدم وجود إهتمامات مشتركة
كثير من الأزواج لا يحاولون خلق إهتمامات مشتركة مما يؤدي للشعور بالوحدة وعدم الإهتمام.
عدم تقديم التنازلات
التنازلات مع شريك الحياة ليست عيباً أو تقليل من قيمة الشخص ولكن العكس تماماً فهذا الشخص الذي اخترته لتكمل معه حياتك، فلا ضرر في تقديم بعض التنازلات كيلا تتفاقم المشكلات وتؤدي للإنعزال والوحدة.


كيف أكافح الوحدة في زواجي؟
بادر
إذا شعرت بالوحدة فهناك احتمالٌ كبير أن شريكك يشعر بنفس الشيء فحاول أن تسأله حول شيء لا يتعلق بأمور البيت أو رعاية الأطفال كمحاولة لإيجاد لغة حوار بينكما. إطرح الأسئلة عن موضوعٍ يحبه وأطلب منه أن يخبرَك رأيه وإصغِ له بجدية ولا تتوقع منه إعادة الموضوع معك فالعادة السيئة تتطلب وقتاً لتصبح ماضياً ولكن الأحاديث ستكسر من حائط الوحدة الذي يفصل بينكما رويداً رويداً.
إجتمعا في تجارب مشتركة
إذا كان شريكك جالساً على الأريكة ليشاهد برنامجه المفضّل فشارِكه الأمر فربما سيُعجبك البرنامج وإذا لم تحبّذه فعلى الأقل حاول أن تتعرف علي الأمور التي يحبّها شريكك في البرنامج فتتشاركان الأفكار والحديث، قد يُذهل من خطوتك أو يشك بنواياك ولكن عبّر بإيجابية عن رغبتك في التعرف علي البرنامج وإقترح أيضاً أن تذهبا للمشي بحديقة عامة أو أن تتشاركا الطبخ أو تصفح الصور القديمة لإحياء الذكريات الرومانسية.
حاول فهم وجهة نظره
كلّما طالت فترة زواجك، تعتقد أنك تعلم كيف يفكر شريكك وماذا سيكون رأيه في هذه الحالة أو تلك لكن الواقع ليس كذلك في كل مرة، إذ لا يجوز إسقاط الإفتراضات والتوقعات على تصرفات الشريك، عليك أن تفكّر في وجهة نظره ليس لثانية بل لدقائق عدة وهكذا تتخيل عالمه وتفهم مشاعره وأفكاره أكثر مما يسمح لكما بالتفاهم بشكلٍ أسرع ويقضي على الوحدة التي تعانيانها.

إقرأ أيضاً