"أوحش حاجة في الإكتئاب هو اللي بيخليك تعمله في اللي حواليك" قائل العبارة كان مريضاً بالإكتئاب في جروب دعم معنوي علي الفيسبوك ولكن دعونا نعمم هذا الإحساس علي باقي الأمراض النفسية سواء كان المريض علي دراية بها أم لا وإليك سلسلة حلقات مع د. ريمون قناص أخصائي أمراض نفسية وعصبية جامعة عين شمس عن الأمراض النفسية الشائعة والتعامل الأمثل معها.
الإكتئاب هو الأشهر علي الإطلاق كما أصبح معروفاً بمرض العصر فهو يصيب الكبار والصغار وهو ببساطة إضطراب مزاجي يسبب الشعور بالحزن والأسي لدرجة شديدة القسوة علي صاحبه وتبدأ أعراضه في سن المراهقة وتستمر فيما بعد.
للإكتئاب أعراض عديدة
له أكثر من 36 عرض منهم الشعور بالذنب بلا سبب والتوتر والحزن الشديد وقلة الإعتناء بالنظافة الشخصية أو نظافة المكان وإضطراب شديدة بالنوم سواء بقلة ساعاته أو زيادتها وإضطراب الشهية أيضاً بفقدانها أو بالنهم الشديد الذي يؤدي للسمنة المفرطة وضعف حاد بالتركيز.
يعاني المريض أيضاً من ضعف الثقة بالنفس لدرجة إهانة الذات وعدم تقديرها والميل الشديد والدائم للعزلة وإذا لزم الأمر فالتحدث والحركة يكونان ببطء شديد فيعاني مريض الإكتئاب من الخمول الشديد وقلة النشاط.
وأخيراً يشعر المريض بفقدان الرغبة الجنسية أو إنعدامها وتشعر النساء بإضطرابات بالدورة الشهرية بالزيادة أو النقصان وأحياناً الإنقطاع ويفكر المريض دوماً في الموت ويحاول الإنتحار دون أن يدرك السبب فالأساس هو فقط وضع نهاية لحياته البائسة.
هل الإكتئاب أنواع؟
نعم، هناك الإكتئاب العرضي الذي يشعر به أغلب الناس في وقت ما بحياتهم وله سبب كالروتين أو فقدان شخص عزيز وهذا النوع قد يؤثر علي النوم وتناول الطعام والشعور بالحماسة لأي شيء لكن يمكن السيطرة عليه فصاحبه قد يتحسن إذا فعل شيئ يحبه بعكس الإكتئاب المرضي المزمن الذي يلازم الفرد ولا يترك له فرصة للإستمتاع بالحياة فمهما حاول صاحبه لا يتغير مزاجه السوداوي ولا يفرح بأي شئ. أما النوع الثالث فهو الإكتئاب الصامت وفيه يقوم المريض بمهامه علي أكمل وجه ويحاول إسعاد من حوله بدون الشعور بطعم الحياة أو السعادة.
هل من أسباب محددة للإكتئاب؟
بكل تأكيد فهو كأي مرض آخر له أسباب وراثية أو عائلية وأخري مكتسبة نتيجة التعرض لأحداث وظروف ربما لا يستطيع مواجهتها فيهرب لعالم إفتراضي آخر وفي جميع الأحوال تلعب شخصية الفرد دوراً أساسياً في تحديد مدي قابليته للإصابة بالإكتئاب.
والتاريخ العائلي هو أول ما ننظر إليه فالصفات الموروثة بإمكانها أن تحدد مدي إستعداد الفرد للوقوع فريسة المرض عند تعرضه لمواقف أو أحداث مؤسفة فعلينا تحديد نوع الشخصية كأن يكون الشخص كثير القلق والتوتر والإضطراب أو يعاني من شعوره بالدونية وضعف ثقته بنفسه ويميل في الأغلب أيضاً للإكثار من لوم نفسه وتأنيبها وغيرها من مشاهد جلد الذات وتعذيبها.
تأتي ظروف الحياة والتحديات التي نواجهها علي مدار سنوات عمرنا بكثير من المواقف التي قد تصيبنا بالأمراض النفسية ومنها الإصابة بالأمراض الخطيرة كالسرطان الذي قد يدفع من يصابون به لفقدان الرغبة في الحياة والإقبال علي الموت بأي صورة مما يسقطهم فريسة للإكتئاب ويقع أيضاً في الأغلب مدمني المخدرات أو الكحول ضحايا سهلة للإصابة بالإكتئاب.
وأخيراً، تؤثر صعوبات الحياة المستمرة كضغوط العمل والشعور بالوحدة لفترات طويلة أو التعرض للعنف وغيرها علي نفسية الفرد وتوازنه الداخلي وقد تكون أسباب شديدة المنطقية لإصابته بالإكتئاب.