"أوحش حاجة في الإكتئاب هو اللي بيخليك تعمله في اللي حواليك" قائل العبارة مريضاً بالإكتئاب في جروب للدعم المعنوي علي الفيسبوك ولكن دعونا نعمم هذا الإحساس علي باقي الأمراض النفسية وإليك سلسلة حلقات مع د. ريمون قناص أخصائي أمراض نفسية وعصبية جامعة عين شمس عن أمراض السلوك والتعامل الأمثل معها.
البارانويا نوع من أنواع الفصام تصيب المريض بالثلاثينيات من العمر لإعتمادها علي التجارب والخبرات المكتسبة نتيجة لتعرض الفرد لصعوبات أو مواقف يصعب عليها التعامل معها.
ما هي أشهر أعراضه؟
أشهر أعراضه ضلالات الإضطهاد الدائم والشعور المستمر بالخيانة والشك والريبة ونظرية المؤامرة الدائمة فيعيش فالمريض بسلسلة لا تنتهي من وهم مؤامرات ضده يحيكها زملاء العمل أو جيران أو الأسرة أو أقرب الأصدقاء فلا يثق بأحد بل ويتوقع الخيانة والغدر من كل الناس.
وتشخيص هذا النوع من الأمراض صعب جداً وأحياناً مستحيل لأن المريض لا تظهر عليه أعراض مثيرة للشك فهو يعمل دائماً وينجح في عمله وبكل ما يوكل إليه من مهام كما يعتني بنفسه ومظهره وصحته فيبدو دوماً علي ما يرام وهو من هذا النوع الذي يحقق دوماً كل الأهداف التي يضعها لنفسه سواء علي الصعيد المهني أو الشخصي فهو شخص يجيد التخطيط ووضع الإستراتيجيات والوصول للأهداف وتحقيق الطموحات.
إنه المرض النفسي الوحيد الذي يعتمد فيه الطبيب علي رواية المحيطين مما يزيد التشخيص تعقيداً فلربما تكون هناك أسباب خفية لدي المحيطين لذا يعملون علي تضليل الطبيب بإيهامه بوجود أعراض تشير لحدوث المرض أو ربما يكون الجهل أيضاً عاملاً فاعلاً في تضليل الطبيب كأن يتلقي معلومات مضللة أو مشوشة. يري االطبيب أن المريض في الأغلب لديه بعض الأفكار والضلالات التي تسيطر عليه ولا يستطيع محوها او التعامل معها ولكنه يصدقها ولذلك إذا حاول الطبيب المعالج له ان يناقشه في أفكاره أو ضلالته تبدأ أعراض الإضطراب في الظهور وخصوصاً إن كل تلك الضلالات بلا دليل ولا يوجد لديه إستعداد للنقاش حولها وهو ما نطلق عليه مصطلح Fixed False belief .
وما هي طرق العلاج؟
الأدوية هي الأساس والوسيلة الوحيدة للعلاج من هذا المرض لأن المريض في هذه الحالة لن يقتنع بكلام الطبيب مهما كانت مبرراته ودوافعه كما أن المشكلة الأكبر تكمن في إتخاذ الخطوة وقرار بدء المرحلة الأولي من العلاج وتقبل المريض لفكرة المرض.
هناك العديد من مرضي البارانويا يأتون من تلقاء أنفسهم لأخذ الدواء بدون مراقب وبدون وصاية من أحد وبإدراك تام لمشكلتهم وضرورة العلاج للتمتع بحياة صحية وسليمة ولكنهم يجهلون في الأغلب حقيقة أساسية للتعامل مه هذا المرض فالبارانويا ليست مرض عارض بل يتطلب متابعة مستمرة ودائمة وعدم التوقف عن تناول الأدوية مهما شعر المريض بتحسن في حالته النفسية فإذا شعر المريض بأنه تحسّن ومن ثم إتخذ قرار إيقاف العلاج والتوقف عن تناول الأدوية بإنتظام من تلقاء نفسه وبدون إستشارة الطبيب فهذا قد يعرضه لانتكاسة في أغلب الأحيان