النفس البشرية غاية في التعقيد فالتشابك والتشابه، فماذا إذا كانت هناك شخصيات مرُكبة وشديدة الخطورة تعيش بيننا ولا نعلم عنها شئ؟ لذا وجبت المعرفة.
هل أنتي لوليتا؟
أبدع فلاديمير نوبوكوف روايته لوليتا عام 1955 عن قصة بروفيسور جامعي أُحب فتاة بعمر 12 عاماً وأقام معها علاقة جنسية عندما تزوج أمها وأًطلق عليها لوليتا بدل إسمها الحقيقي ومن وقتها إقترن لوليتا بالفتيات الصغار ممن تتعرضن لهذا النوع من التحرش أي ضحايا البيدوفيليا فبطل الرواية كان يحب خلال المراهقة فتاة بعمره لكنها ماتت بالحمي فأصبح شديد الإنجذاب لهذا العمر حتي بعد أن كبر.
وحكت مجلة النيويورك تايمز قصة سالي هورنر وعمرها 12 سنة رأها شخص مضطرب نفسياً تسرق من محل فأوقفها وإدعي أنه شرطي سيرسلها للأحداث إلا لو ذهبت معه للمنزل وقد كان وإختفت الفتاة 21 شهر وكان المختطف يتنقل بها مدعياً أنها إبنته وكان يستغلها جنسياً ومنها جاءت فكرة رواية لوليتا وبصرف النظر عن صحة الأحداث، تحدث تلك المشكلة كثيراً وتتناول البيدوفيليا والإعتداء الجنسي علي الأطفال. أوديب الأكثر شهرة
مصطلح أطلقه الفيلسوف سيجموند فرويد مستوحي من أسطورة إغريقية بعنوان أوديب وتحكي قصة إبن يقع بغرام والدته ويغار عليها من والده بل ويكره والده بشدة ففي العقل الباطن للشخص ينبت الخيال المريض بأفكار وأحاسيس غيرسوية تجاه الأم منذ الطفولة. تقول الأسطورة أن أوديب وتعني ذو القدم المنتفخ ألقي من فوق الجبل لأن والده ملك طيبة جاءته نبوءة بأن زوجته ستنجب ولداً وأن هذا الولد سيقتله عندما يكبر لذا فعند ولادته، أمر ملك طيبة بدق مسامير بقدمه والتخلص منه حتي وجده رعاة وتبناه ملك كورينثيا وتربي كالملوك،
كبر أوديب وأراد معرفة أبويه الحقيقيين فمنعه العراف ولكنه لم يبال وأثناء ذهابه لطيبة صادف رجلاً وتشاجر معه وقتله ولم يكن يعلم أنه أبوه ثم قابل الإله سفنكس أو أبو الهول وهو يعذب الناس لأن الآله أرسلته ليسأل الناس بعض الألغاز ومن لا يحلها يقتله فأعلن خليفة الملك بأن من يحل الألغاز سيتزوج أرملة الملك. حل أوديب اللغز وتزوج أرملة الملك وأنجبا فتاه ثم أخبره العراف بالحقيقة فشنقت الملكة نفسها وفقع أوديب عينه وأخذ إبنته بعيداً عن طيبة وأكمل حياته في بؤس.
تتكون تلك العقدة لدي الطفل بين ثلاث وست سنوات مع بدء الرغبة الجنسية وتتخللها محاولات عنيفة لإبعاد أبوه عن أمه ثم يبدأ في تقمص شخصية والده ليحل محله ويشعر من يعاني تلك العقدة الخوف والوحدة إذا غاب عنه أبويه ويعيش بخيالات وينام بجانب والدته لكن التعميم خطأ فليس كل طفل يخاف ويريد النوم بجانب والديه مريض والأساس هو الإعتدال في التربية وعدم التفرقة بين الذكور والإناث كيلا يشعر أحدهما بالظلم فيلجأ للتعلق المرضي وعقدة أوديب عكس عقدة إليكترا حيث تتعلق الإبنة بوالدها وتغار عليه من أمها.