النوم هو حالة طبيعية من الإستراحة تقل خلاله الحركات الإرادية والشعور بما يحدث في محيط الكائن الحي ولايمكن اعتباره فقداناً للوعي بل هو ظاهرة طبيعية لإعادة تنظيم نشاط الدماغ والفعاليات الحيوية الأخرى.

ينام الطفل في الأشهر الأولى بعد الولادة ما يقارب 22 ساعة ولكنه يصحو بين فترة وأخرى لأنه جعان أو عطشان أو مريض أو لأي سبب آخر. وخلال السنة الأولي، ينام المولود من 16 إلى 18 ساعة ويكون النوم الليلى أطول من النهاري بنسبة 88% من النوم الإجمالي ولكن مع بلوغه العام الأول ينام 13 أو 14 ساعة وفي عامه الرابع ينام حوالي 11 ساعةلتبدأ ساعات النوم في التقلص لتصل إلي عشر ساعات في سن السادسة وثماني ساعات خلال مرحلة المراهقة .

والنوم الطبيعي يتكون من قسمين أولهما هو القسم الذي تحدث خلاله الأحلام وتعرف بمرحلة حركة العينين السريعة والثاني الذي لا تحدث فيه حركة للعينين وله أربع مراحل.أيبدا النوم عادة بالمرحلة الأولى ثم يتقدم للمراحل الأعمق وتعرف المرحلتين الثالثة والرابعة بالنوم العميق وهما الأهم لإستعادة الجسم نشاطه. إنها ساعات أساسية على الطفل أن ينامها لينمو بطريقة سليمة بعيدة عن التوترات العصبية فالنوم هو الوسيلة الأكثر فاعلية لشحن بطارية طاقته الحيوية. وبعد أن ينال الطفل قسطاً كافياً من النوم يحصل علي إمداد جديد من الطاقة البدنية والعقلية تكفيه كما يمحو النوم العميق المريح آثار التعب والإعياء ويجعلة قادراً على البدء بحيوية متجددة.

ليس هذا فقط بل للنوم أيضاً فوائد للوقاية من الأمراض فهو يجدد جهاز المناعة بالجسم ويدعّم دفاعات الجسم بما يتيحه للأعضاء ولأجهزة الجسم المختلفة من استعادة نشاطها وقوتها. ومن الهرمونات الأساسية التي تتأثر بالنوم غير الصحي هرمون الكورتيزول ويعرف بهرمون الضغط العصبي والذي من المفترض في الطبيعي أن يقل معدل مع الإستعداد للنوم ويزداد عند الإستيقاظ ليساعد على النشاط والحركة ولكن في حالة النوم غير الصحي يرتفع الكورتيزول في الليلة التالية وتفرزه الغدة الكظرية بسهولة عند التعرض لأي ضغط خلال النهار كما تؤدي زيادته لوقت طويل إلى تحطم الخلايا الدماغية وضمور مناطق الدماغ الخاصة بالتعلم والذاكرة وهو الأمر الذي أثبتته الأبحاث التي أجريت على الحيوانات. وأخيراً، تؤثر قلة النوم على هرمونات بناء العضلات وهرمون النمو ويقلل الأجهزة المناعية للجسم فالأطفال الذين لا يأخذون وقتًاً أطول في النوم لديهم نقص بالخلايا القاتلة وهي العنصر الهام بالجهاز المناعي الخاص بقتل الفيروسات والخلايا السرطانية.

يلعب النوم أيضاً دوراً اساسياً في نمو العظام وإستطالتها حيث أثبت العلماء أن العظام تنمو بشكل أسرع اثناء ساعات النوم وقد توصلوا لتلك الحقيقة بعد دراسة تمت فيها مراقبة نمو عظام الساق لدي صغارالأبقار وإتضح ان نمو العظام يصبح سريعاً عندما تكون مستريحة أو نائمة بينما يتوقف إلى حد كبير أثناء وقوفهم على سيقانهم الأربع أو تحركهم وتنقلهم وراء العشب. ويعتقد علماء جامعة وسكنسون الاميركية أن تلك الظاهرة تحدث لدى الأطفال الرضع فيري الباحثون أنها تفسر السبب في نوبات الألم التي توقظ الرضع من النوم بسـبب نمو العظام وهي التي الآلام ربما تمتد لسن العاشرة إذ يتواصل نمو العظام حتى سن العشرينات. وقد نشرت تفاصيل هذه الدراسة في المجلة الطبية المختصة بالعظام وبناء على ما أفرزته الدراسة يرى أطباء العظام أهمية إلزام الطفل بساعات نوم كافية وعدم السماح له بالسهر حتى يبلغ سن العاشرة من عمره ويوصي اطباء العظام ايضا بضرورة الإهتمام بتغذية الطفل وتزويده بمصادر الكالسيوم والأملاح المعدنية الأخرى التي لها دور بارز في نمو العظام كفيتامين دي ويعتبـر اللبن أهم مصدر للكالـسيوم.

إقرأ أيضاً