تنتشر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي وقنوات اليوتيوب المعنية بقراءة التاروت، تلك الأوراق التي تحمل رموزاً يتم فكها وتحليلها لتصنع في النهاية أمل لقارئها في شيء يسعي إليه أو حلم يتمني تحقيقه، قد نصدقها أو نكذبها لكنها تظل حقيقة علينا معرفة أسرارها.

فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، إهتم الباحثين برموز التاروت وحاولوا فهم معانيها وإكتشفوا أصول تلك الرموز وقالوا إنها مستمدة من قدماء المصريين والهرامسة. وفى بداية القرن العشرين، بدأ إنتشارها فى أوروبا وأمريكا وغيرها من الدول. أوراق التاروت ليست مجموعة واحدة بل تضم أكثر من مجموعة كما أنها ليست جميعاً بنفس الشكل فهناك المجموعة الإفريقية ومجموعة لافركرافت ومجموعة ملك الخواتم والمجموعة الفانتستيكل ومجموعة السحرة.

تختلف المجموعات في الأشكال الموجودة علي الكارت وإن إحتفظت بنفس الإسم والمعني كما أن اللغة والصور المستخدمة بكل مجموعة تجعلها أفضل لنوع معين من القراءات. يُقال إن «التاروت» مأخوذ من كلمة «تاروش» وهي كلمة هيروغليفية وتعنى الطريق الملكى. أما منشئها، فيقول الكاتب كورت فى كتابه العالم البدائي أنها ظهرت فى أوروبا بالقرن الرابع عشر لكنها ظهرت فى الشرق قبل ذلك بكثير وربما كانت تعود لعصر الفراعنةوقد وصلت إنجلترا مع الغجر.

يتوقف إستخدام ونتيجة وسائل الكشف عن طريق الكروت على القارئ نفسه وغالباً ما يكون كاهناً أو منجماً ثم شفافية ورومانسية القارئ بحيث يمكن ترجمة كل ما يتم سحبه من أوراق لأحداث مرتبطة ببعضها البعض كالأشكال الناجمة عن شرب فنجان القهوة وضرب الرمل أو إلقاء الودع. صُنعت أول مجموعة من أوراق التاروت بعهد الملك هنرى الثامن عشر وكانت تتكون من 78 ورقة فى صورتها الكاملة منها 56 ورقة تدعي السر الأصغر وولدت منها أوراق الكوتشينة أما الـ 22 ورقة الباقية فتدعي السر الأعظم.

للأوراق معاني علينا الإلمام بها فالساحر وهى عبارة عن صورة ساحر يقف أمام مائدة عليها أشياء عدة وتُشير للمهارة والثقة بالنفس. أما المشنوق وهي عبارة عن شاب مُعلق من قدمه اليمنى فى المشنقة وتشير تلك الورقة إلى الإستسلام والتضحية بالذات. وتشير كارت القوة وهى عبارة عن رجل يقاتل أسداً إلي البسالة والشجاعة والإقدام وعدم الرهبة في مجابهة الخطر أياً كان حجمه وشكله وعواقبه. أما الجوكر وهى عبارة عن مُهرج بثيابه المزركشة يُمسك بيده اليمنى عصاه وفي اليد اليسرى يرتفع إصبع السبابة إلى السماء بينما يطأ كلباً شرساً بقدمه. تدل تلك الورقة علي إدراك كامل وواعٍ لجميع أمور الحياة ومعرفة تامة بخباياها وقدرة علي التعايش مع جميع المعطيات والمتغيرات.
هناك أيضاً الشيطان وهى عبارة عن شيطان أمامه سيدة مذعورة تدارى وجهها عنه وتدل علي الروح الشريرة التي تنتاب الإنسان أحياناً وتدفعه إلي الكثير من الأمور السلبية التي تُضر به وبالآخرين من حوله. أما كارت النجم وهى عبارة عن امرأة تسكب الماء فى البحر من وعاء فخارى والنجوم تحيط برأسها في دلالة علي حب العمل وتقديسه والكاهنة العظمى تشير لكون الموت مصير كل كائن حى في نهاية حتمية أساسية لحياتنا جميعاً ويأتي الحكيم وهى عبارة عن رجل يجلس ممسكاً بعصا الحكمة وقد جلس النسر تحت قدميه وهى تشير إلى الرحمة والتسامح والعفو عند المقدرة والقلعة وهى عبارة عن رجلين تقتلهما الصاعقة وهما يحاولان إقتحام القلعة وتشير إلى دنو الخطر بشكل لافت والموت وهى عبارة عن هيكل عظمى يمسك بالمنجل يحصُد به رؤوس البشر، وهى دائماً ما تأتى الورقة الثالثة عشرة فى ترتيب نزول الورق بالإضافة لوجود أوراق أخري عديدة كأوراق الإمبراطور والعاشق وعجلة الحظ والقمر والعالم وأخيراً المحاكمة.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام