أول أبريل هو يوم المقالب والأكاذيب، عادة فرنسية سادت العالم بإستثناء ألمانيا وإسبانيا لفضل الملك شارل التاسع بالقرن السادس عشر حين تبنى التقويم المعدل في أول أبريل قبل التراجع عنه. وبنفس اليوم بالعام التالي، أطلق الفرنسيون موجة شائعات كذبوها في نهاية اليوم ليتحول الكذب لتقليد سنوي مشرّع ليوم واحد فقط.

في أوروبا حتى وسائل الإعلام تدخل اللعبة حيث بُث أحد أشهر المقالب على القناة السويدية عام 1662 قبل اختراع التلفزيون الملون عندما ظهر خبير ليعلن إمكانية الحصول على صورة ملونة بوضع كيس نيلون على الشاشة وصدقه الكثيرون وحاولوا تطبيقه. ويظل الإنجليز أكثر من يجيد لعبة الكذب التي تطبقها أغلب الصحف والتلفزيونات كل عام وأشهر مقلب ما بثته بي بي سي عام 1957 عن اكتشاف أشجار سباغيتي بسويسرا وصدقته الغالبية واتصلوا بالقناة للسؤال عن مكان شراء شتلاتها. ويرى آخرون بوجود علاقة بين الكذب في أول أبريل وبين عيد هولي بالهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام فيقوم البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم إلا مساء الأول من أبريل. جانب آخر من الباحثين بأصل الكذب يرجع نشأته للقرون الوسطى حيث كان أبريل وقت شفاعة المجانين فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء لأجلهم فنشأ عيد جميع المجانين علي غرار عيد جميع القديسين فيما أكد آخرون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر حول العالم إلا في القرن التاسع عشر. والواقع أن تلك الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها وسواء كانت صحيحة أم لا فالمؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول أبريل ففي إعتقاد البعض أن شهر أبريل يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح.

             

أصبح أول أبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم فيما عدا الشعبين الأسباني والألماني فاليوم مقدس دينياً في أسبانيا كما يوافق يوم ميلاد بسمارك الزعيم الألماني المعروف. والطريف في كذبة أبريل أنها تساوي بين العظماء والصعاليك والأغنياء والفقراء فقد حدث أن كان كارول ملك رومانيا يزور أحد متاحف عاصمة بلاده في أول أبريل فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية إحدى قاعات المتحف ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة فلما رآها أمر أحد حراسه بإلتقاطها فأومأ الحارس على الأرض يحأول إلتقاطها بدون جدوي وفي عام آخر رسم الفنان نفسه على أرض المتحف صوراً لسجائر مشتعلة وجلس يراقب الزائرين وهم يهرعون لإلتقاط السجائر قبل أن تشعل نارها بالأرض الخشبية. إنها ثقافة ساخرة شرعها الناس بكل أنحاء العالم في الأول من أبريل، وإن اختلفت مسميات ضحاياها، فهو مغفل أبريل في إنجلترا وسمكة أبريل في فرنسا. وبرغم أن الكذب من مساوئ الأخلاق، إلا أن الكثيرين يمارسونه علي سبيل الدعابة فيما ظل أصل كذبة أبريل غامضاً كالأساطير التي اختلط فيها الواقع بالخيال.

أول كذبة أبريل ورد ذكرها جاءت في مجلة دريك في اليوم الثاني من أبريل عام 1698 حيث ذكرت المجلة أن عدداً من الناس تسلموا دعوة لمشاهد عملية غسل السود في برج لندن في صباح اليوم الأول من شهر أبريل ولم يكن الأمر سوى خدعة للبريطانيين.ومن أشهر ما حدث في أوروبا في أول أبريل أن جريدة إيفننج ستار الإنجليزية أعلنت في 31 مارس عام 1746 أن غداً أول أبريل سيقام معرض حمير عام بغرفة الزراعة لمدنية أسلنجتون الإنجليزية وأن رئيس وزراء بريطانيا يدعو جميع البريطانيين لمشاهدة المعرض مجاناً فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشاداً عظيماً وظلوا ينتظرون فلما أعياهم الإنتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئاً فعلموا أنهم جاءوا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير. ومن الكذبات التي عاشها العرب ما حدث في الأول من أبريل عام 1976 عندما قطع راديو إسرائيل فجأة برامجه المعتادة وقال أيها المستمعون الكرام منذ دقائق قليلة هبطت فجأة طائرة الرئيس المصري أنور السادات بمطار بن جوريون بتل أبيب وهو في طريق عودته من ألمانيا الإتحادية للقاهرة واستقبله في المطار أفرايم كاتزير رئيس دولة إسرائيل وعدد من كبار المسئولين ومن المتوقع أن يجري الرئيس المصري محادثات هامة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية وسنوافيكم تباعاً بكل تفاصيل هذا الحدث الكبير في تاريخ إسرائيل، وبعدها بعشر دقائق قطع راديو إسرائيل برامجه مجدداً وقال لمستمعيه عفواً أيها السادة خبر هبوط طائرة الرئيس المصري أنور السادات في مطار تل أبيب الذي أذعناه عليكم منذ قليل هو كذبة إبريل لهذا العام، فاليوم هو أول شهر إبريل لعام 1976، وكأن كذبة إبريل هذه المرة تحولت لنبوءة فبعد ذلك بثلاث سنوات تحولت الكذبة لحقيقة، أما كذبة 2004 فهي عندما انتشر خبر اغتيال بيل جيتس صاحب أكبر شركة برمجيات في العالم حيث ورد الخبر على لسان بعض المصادر الأمريكية في ظهر أحد الأيام الأخيرة من شهر مارس بشكل موسع على شبكة الإنترنت ثم نفت المصادر الخبر مؤكدة أنه فقط كذبة أبريل.

     

بدأت القصة منذ نحو 1000 عام على أرض إسبانيا التي كانت في ذلك الوقت لا تزال تحت حكم المسلمين وكانت محاولات الأسبان والأوروبيين غير المسلمين للإعتداء عليها وإخراجهم تفشل الواحدة تلو الأخرى، أراد الأوربيون أن يعرفوا أسباب هزائمهم المتكررة فأرسلوا جواسيسهم لإسبانيا ليتعرفوا على نقاط قوة أهله من المسلمين فكانت الإجابة هي الإلتزام بالتقوى وتعاليم الإسلام فلم يكن المسلمون هناك مسلمين بالإسم فقط بل كانوا يجعلون من الإسلام دستور حياة يمارسونه بالفعل ولم يكونوا يقرؤون القرآن للتلاوة بل ليتعلموا من آياته ويعملوا بها، عندها بدأ الأسبان يبحثون عن استراتيجية مناسبة لضرب قوة المسلمين، وتفتيت وحدتهم، فكانوا يرسلون إليهم الخمر والتبغ بالمجان وحاصروا الشباب بثقافات غريبة لغسل عقولهم وللأسف إنجرف شباب المسلمين وراءهم حتى بدأت شوكة الأسبان تقوى وكان لهم ما تمنوا فأفلحت خطتهم هذه في إضعاف الشباب ونجحوا بعدها في طرد المسلمين من إسبانيا بعد حكم دام ثمانية قرون. وفي الأول من أبريل، سقطت غرناطة آخر حصون المسلمين هناك ومع سقوطها بدأ أعداء الإسلام يحتفلون بهذا اليوم واختير له إسم «كذبة إبريل» رمزاً لما فعلوه مع المسلمين من خداع وغزو ثقافي ثم طرد.

      

كما إن نوح عليه السلام بعد أن صنع سفينته الشهيرة أرسل حمامة للبحث عن مكان أمين لترسو عليه السفينة إذا حدث الطوفان فلما عادت الحمامة وكان ذلك يصادف أول أبريل وقالت لسيدنا نوح إن الطوفان خلفها سخرت منها بقية طيور وحيوانات السفينة وقالت إن النبأ الذي جاءت به الحمامة هو كذبة أول أبريل، وكان أول أبريل قديماً ببعض البلدان هو أول أيام الصيد ولكن الفشل في معرفة أماكن الأسماك كان يلازم الصيادين في هذا اليوم ومن باب التندر اعتبر الناس أن الصيد في ذلك اليوم أكذوبة ومنها جاءت الأكاذيب التي تختلق في أول أبريل ومنها جاءت تسمية كذبة إبريل بسمكة إبريل.

إقرأ أيضاً