عضو المجلس القومي لشؤون الإعاقه ومؤسس جمعية التقدم للأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد، تم أختيارها ضمن أفضل 50 سيدة تأثيرًا في مجال المال والأعمال والحياة في مصر في عام 2017، نظرا لدورها المجتمعي وعطائها في مجال الإعاقة والتوحد، كما أن رحلتها مع نجلها أمر جعلها تستحق عن جدارة لقب عدوة الأوتيزم .

متى تأسست الجمعية وما أهم أهدافها؟
بدأنا كمجموعة من أولياء أمور عام 1998. كنا 7 سيدات 5 لديهن أطفال يعانون من التوحد مما شجعنا علي تأسيس جمعية لدعم مرضي التوحد. في عام 2005، بدأنا بحملة توعية حول المرض بمشاركة عدة جمعيات ترعي المرض وفي عام 2014 بدلنا الحملة من التوعية للتقبل ووجدنا تفاعلاً أكثر. ركزت رؤيتنا علي دعم التفاعل مع أطفال التوحد وكانت البداية بدعم أنفسنا والأصدقاء حتي بدأ نشاطنا يتسع وبدأ المجتمع يشعر بجهودنا فأسسنا مقر الجمعية وأصبح لدينا رعاة. تهدف الجمعية لتوفير الخدمات من تأهيل وتدريب وتعليم وتمكين الأطفال ذوي التوحد بدء من التدخل المبكر والنمو للتوظيف وتوفير فرص عمل.

ماذا عن أنشطة الجمعية؟
نعقد سنوياً أنشطة للتعريف بمهارات أطفال التوحد من معارض رسم وأنشطة رياضية وإجتماعات مستمرة مع أولياء الأمور. إخترنا في مرة موضوع هام وهو الفتيات والنساء علي طيف التوحد فلدينا تشخيص خاطئ بوجود بنات مصابات بالتوحد بنسبة 1 لكل 5 أولاد لذا عزمنا علي إظهارهن برغم عدم تشخيصهن وبدأنا في إستخدام أدوات تشخيص مختلفة لتحديد من هن بحاجة لتشخيص وقدمنا معرض بصمات تشكيلية ضمن الفعاليات تحت شعار أبريل شهر تقبل التوحد لجذب الرأي العام وتعريف المجتمع بمشاكل ذوي التوحد وقدراتهم. ننظم سنوياً مهرجاناً رياضياً يضم أكثر من 20 لعبة من جري وأنشطة فردية وجماعية ويشارك به طلاب جامعات مختلفة للدمج العكسي بمعني ليس دمج أبنائنا فقط بالمجتمع بل يشارك المجنمع بدوره مع أبنائنا وهو هدف رئيسي للحملة الثانوية الخاصة بالجمعية بالإضافة لمعرض فني لما للفنون من دور كبير في تهذيب السلوكيات الشاذة التي تظهر علي مرضي التوحد ويشرف عليه فريق متخصص.

ما هي الطرق المعتمدة للتعامل مع طفل التوحد؟
طفل التوحد لا يعاني من مرض لكن معاناته الحقيقية هي التواصل فالمتوحدون منعزلون تماماً عن المجتمع ولا يهتمون بما يدور حولهم ولا بمن يتحدث إليهم. ومن خلال برنامج التحليل السلوكي بالفنون وتنمية المهارات، نساعد المتوحدين على الإندماج فهو علاج شامل لتعليم المرضي المهارات التي يحتاجونها ليعيشوا حياة عادية فتنمية المهارات لا تهدف فقط للتخلص من السلوكيات السيئة بل هي الأفضل لمعالجة المشاكل والإضطرابات السلوكية بتعليم المرضي طريقة بديلة ومقبولة إجتماعياً ويظهر التحسّن بشكل سريع إذا طبّق بشكل سليم. ولنجاح هذا النظام، يتعين على الجميع من المتخصصين والمحللين السلوكيين، والأهل العمل سوياً لوضع برنامج ناجح للمرضي علماً بأن التدخل المبكر يأتي بنتائج أفضل فالبرنامج التعليمي يغطي كافة الجوانب الوظائفية كالتواصل الإجتماعي والأكاديمي والنطقي والنفسي وغيره.

ما أهمية العلاج بالفنون لأطفال التوحد؟
الأنشطة الفنية أحد أهم الأنشطة التي تقدم لأطفال التوحد  لأنها تساعدهم علي تنمية إدراكهم الحسي واللمسي والبصري عن طريق الإحساس باللون والخط والمسافة والبعد والحجم والإدراك باللمس عن طريق ملامسة السطوح لذلك يعتبر العلاج بالفنون من الوسائل الناجحة لعلاج الإضطرابات لدي ذوي الإحتياجات الخاصة ومنهم أطفال التوحد وهي جزء أساسى من برامج تنمية المهارات التواصلية والإجتماعية لذوى الإحتياجات الخاصة، وهناك أساسيات للعلاج بالفنون لتحقيق الأهداف المرجوة من العلاج كالمواد والمكان وتنظيم العلاج وتحديد وقت للفنون، أما الزمن فيتم تحديده بحسب حالة الطفل وطريقة العلاج فردياً أو جماعياً، وتتم الأنشطة الفنية بجلسة الفنون الأساسية وهناك أنشطة فنية حرة يترك له الخيار فيها وأهم المواد المستخدمة هي ألوان الباستيل المائية وأقلام الفلوماستر وفرش الألوان وعجينة الصلصال والورق والمقصات وأشكال نماذج فنية والصمغ. هذا وتتفاوت آلية الجلسة من بسيطة لمعقدة تبعاً لعدة أمور منها المواد المتوفرة والوقت المتاح وطبيعة العلاج سواء فردي أو جماعي وهدف العلاج وكذلك مهارات الطفل والبرنامج المطبق.

ماذا عن فوائد العلاج بالفنون لأطفال التوحد؟
يطلق الشعور التعبيري والإنفعالي لدى الطفل من خلال تطور التفاعل الإنساني بينه وبين العمل الفني والمعالج كما يعمل على تنمية وعي الطفل بنفسه وكونه قادر على إخراج عمل جميل ومتميز بالإضافة لتنمية إحساسه بنفسه لينمو إحساسه بالبيئة من حوله كما يثري الأسلوب النمطي الروتيني الذي يتبعه التوحديين في الرسم ويجعل أسلوبهم أكثر ليونة فيما يتعلق بالأعمال المصنعة ومن خلال هذه الطرق يتعلم الطفل كثير من طرق التواصل مع البيئة المحيطة تلك الطرق التى يحرم منها العديد من الأطفال التوحديين وأنا لا أنكر دور الفن في المساعدة علي العلاج ولكن لا يستطيع الفن وحده تقديم العلاج الشافي لطفل التوحد فهو قد يقوم بدور الوسيط في تنمية بعض المهارات لدى الطفل أو المساعدة في تنمية بعض الحواس.         
كيف هي علاقة الجمعية بالأولياء الأمور؟
سعد أولياء الأمور بإكتساب مهارات مختلفة لتطوير سلوك أطفالهم. في البداية، عانينا كثيراً إذ كان الجميع يأملون في المعافاة التامة وهذا ما لا نستطيع تقديمه في حينه فنحن نساعد فقط بتقديم الطرق اللازمة لتحسين الحالة تدريجياً ودورنا الرئيسي هو إستقبال أولياء الأمور وتوعيتهم وتصحيح الأخطاء التي يقومون بها لقلة إلمامهم بالأمور الأساسية التي توفر لهم نجاحاً أكبر في التعامل مع الأطفال. لقد كبرنا بأبنائنا وحالياً نعمل علي مرحلة التدريب من أجل التوظيف والعمل التجريبي لدعم التوظيف المحمي وهناك العديد من المدرسين المؤهلين لتدريب الأطفال بنسبة تتراوح ما بين مدرس لكل 3 طلاب ونقوم بتوفير الوظيفة المتاحة وفقاً لإمكانياته وهناك من يعمل في الحلي وإنتاج المنسوجات وغيرها من الأشغال. ويظل هدفنا هو التوظيف الأمثل للإمكانيات فالإنسان خلق ليعمل لذلك يجب إحترام قدراته وخلق مجال عمل مناسب له.

حدثينا عن التحديات وهل هناك مساندات؟
أكبر تحدي هو أن يعترف المجتمع بوجود أطفال التوحد ويتقبلهم ويسهم في دمجمهم مع العالم المحيط. هناك أيضاً ضرورة لتكون اللائحة التنفيذية لذوي الإعاقة منصفة للأشخاص من ذوي الإعاقة مع توفير جو ملائم للأطفال المرضي بضوضاء أقل لأطفال التوحد، أما عن المساندات، تقدم لنا وزارة الثقافة بإشراف الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة كثير من الدعم بالإضافة لصندوق التنمية الثقافية كما وقعنا بروتوكول تعاون مع وزارة التضامن الإجتماعي لإنشاء مركز تشخيص وتدخل مبكر بكل محافظات مصر علي مدار عامين وللحق هناك وعي أكثر حيث أصبح المجتمع علي معرفة أكبر وأعمق بمريض التوحد وكيفية التعامل معه.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام