إنه مثال حي للشباب الذي يرفض الإستسلام للبطالة ويرحب بكل فكرة جديدة تتيح لهم فرصة تحسين مستوي المعيشة للأفضل. في شارع مصر القابع بشارع أنقرة بمنطقة شيراتون بحي مصر الجديدة، تقف مجموعة عربات المأكولات السريعة بأشكالها وأنواعها المختلفة والطريف أنها لم تعد تقتصر علي المأكولات المصرية الشعبية فقط بل تضم أطعمة من مختلف أنحاء العالم فتجد البيتزا والسوشي والهامبورجر يقدم بأيدي مصرية.

في فترة وجيزة، لاقي الشارع إعجاب الكثيرين فضلاً عن سكان المنطقة الذي يتوافدون علي الشارع ليس فقط لتناول المأكولات والمشروبات بل أيضاً لمشاهدة العروض الفنية والأنشطة الترفيهية والثقافية التي تقدم علي مسرح الشارع أو الشوبنج من الأكشاك التجارية أو الإسترخاء بالإستراحة وطاولات تناول الطعام.

يعتبر شارع مصر أحد المشروعات المبتكرة التي تضع حلولاً واقعية لمشكلة البطالة بواسطة الخروج عن النمط النقليدي الخروج وإستجداث قنوات شرعية للدخل بأسلوب مبتكر من خلال تغيير مفهوم أنواع الطعام المقدم فنجد السوشي  والتشيز كيك  وبعض الأكلات الغربية بأسعار أفضل بكثير مقارنة بالمطاعم والكافيهات الأخري ومن ثم تحقق الحلم وأصبح حقيقة وأصبح أغلب المصريين الآن قادرين على تناول كل أنواع الطعام بأقل الأسعار مع إحترام آدمية أصحاب العربات وعدم ملاحقه البلدية لهم وإحترام المستهلك بإيجاد مكان مناسب يلبي رغباته في ضوء إمكاناته.


تجولنا بالمكان ولاحظنا عربات أشهر الآكلات الشعبية المصرية ومنها الفول والكبدة والسجق الخ حتي جاء فتاتا عربة البرجر اللتان أثارتا ضجة في السوشيال ميديا حيث غيرن من مفهوم أكل الشارع لجيل من الشباب الواعد حتي بلغ رئيس الجمهورية وتحدث عنه بإحدي مؤتمرات الشباب مما دفع بالمسئولين لإتمام إجراءات تقنين وضعهم والتغلب علي المشكلة الأزلية التي تواجه الجميع حيث لا توجد رقابة علي أكل الشارع ولا يوجد من يحاسب أو يفحص جودة الطعام المقدم. وبفضل دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي للمشروعات الصغيرة وأفكار الشباب المبتكرة وخاصة العربات المتنقلة تحول شارع مصر لنسخة من شوارع أوروبا مع توفير أماكن للعرض والوقوف بعيداً عن الفوضي والعشوائية التي كنا نراها بشوارعنا.

ياسمين رحيم (31 عام) صاحبة مشروع برجر ستيشن كانت أول من بدأ مشروع البايك علي رصيف شارع أنقرة منذ عام حتي قامت البلدية بإزالة العربة الخاصة بها ثم تدخل الرئيس وجاءت فكرة شارع مصر كترجمة عملية لتوجيهاتة الهادفة لتشجيع الشباب المكافح بتجميع أصحاب نفس المشروع في مكان واحد. كانت ياسمين فتاة جريئة تصنع البرجر لكنها تتعرض لكثير من المضايقات اللفظية حتي أنها كادت أن تيأس وتترك مشروعها ولكن بفضل تشجيع والدتها وحثها علي عدم الإستسلام والإستمرار تغلبت علي المضايقات التي إنتهت بإنتقالها لشارع مصر.

يحكي لنا إبراهيم حسن طالب في كلية الإعلام وصاحب مشروع «قهوة علي الماشي»  أنه كان يملك عربة للمشروبات بشارع أنقرة وبعد ظهور شارع مصر إستمر في تقديم المشروبات لأن أغلب العربات مخصصة للمأكولات كما أنه يصتع المشروبات بشكل مختلف وجديد وأعرب إلينا عن إعجابه الشديد بالمكان وتوفر كافة الخدمات الأساسية من أمن ونظافة ومياه مرافق بعكس الشارع.   أما عبد الرحمن مصطفي والذي يعمل في «سوشي بايك» فأعرب عن سهولة شروط للحصول علي تصريح وقوف بالعربات في شارع مصر ومنها الحصول على تصريح من محافظة القاهرة مع وجود أفضلية لسكان المحافظة ثم التوجه لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بشارع محى الدين أبو العز بمنطقة المهندسين وتقديم ملخص مشروعه ويتم دراسة مشروعه خلال يومين بالإضافة إلى فيش وتشبيه جنائى وشهادة صحية وجواب التأمينات وصورة البطاقة وبعدها يتوجه لمحافظة القاهرة لشباك خدمة المواطنين بحى عابدين.

      
هذا وقد أكد أبانوب صامويل الحاصل علي بكالوريوس تجارة أن لديه مشروع لصناعة المشروبات من نوعية الميلك شيك بمحتلف المذاقات وهي الفكرة التي لجأ إليها عندما وجد صعوبة فى الحصول علي فرصة عمل بمؤهل ومن ثم قرر العمل فيما يحب ناصحاً الشباب بإستغلال الفرص المتاحة بدل من إنتظار العمل بالمؤهل الذي ربما لا يكون الخيار الأفضل مؤكداً أن مشروع شارع مصر كان أفضل من الوقوف فى الشارع كما أن لديه شهادة صحية وعوامل أمن كطفاية حريق لمواجهة الحرائق وأخيراً ما يتم دفعه للمحافظة شهرياً ليس كثيراً مقابل توفير المكان والخدمات.

«لقد عادت الثقة بين الشباب والحكومة» هذا هو ما يؤكده مينا ماهر (33 عام) الحاصل علي بكاليوريوس حاسبات ونظم المعلومات والذي يعمل في تصميم الجرافكس وصاحب مشروع «مانشيز» مؤكداً أنه برغم توفر فرص عمل بمرتبات تبدأ من 2000 جنيه إلا أن شارع مصر مكسباً أفضل.

وهو نفس ما يؤكده إبراهيم خليل (20 عام) صاحب مشروع بيتزا بايك والذي يدرس حاسبات ونظم المعلومات حيث أوضح أن المبلغ الشهري المدفوع مقابل الوقوف بشارع مصر يبلغ 1450جنيهاً مقسمين إلي 1200 جنيهاً مقابل الإشغال و250 جنيهاً مقابل الخدمات من كهرباء ومياه ومقاعد وهو رقم معقول للغاية وقد لاقى ترحيب كبير من الشباب خاصة أنه كان من المقرر أن يدفع الشاب نسبة من مكسبه اليومى إلا أنه تم إلغاء الفكرة بناءً على طلب الشباب.

أما الزبائن في شارع مصر فسعداء بالفكرة المبتكرة غير التقليدية حيث أبدي أحمد عماد ونادر ممدوح وأسماء عبدالقادر وهم من رواد الشارع إعجابهم الشديد بالفكرة التي تمنح الشباب غطاء قانوني سليم لمشروعاتهم وتحقق طموحاتهم بشكل شرعي وسريع كما أنها توفر متنفساً لكثير من الشباب ممن يرتادوا المكان ومطالبين بتعميم التجربة بأكثر من مكان، لتشغيل أكبر عدد ممكن من الشباب بشكل قانونى.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام