كثير من نفايات البلاستيك ينتهي بها الحال وسط البحار والمحيطات وهو ما ظهر بوضوح علي شواطئ مصر مما ساهم في إطلاق مبادرة بانلاستيك للحفاظ على البيئة الساحلية وضمت حملات توعوية ومبادرات لتنظيف الشواطئ والتحذير من أثار التلوث الجسيمة علي الكائنات البحرية وصولاً لبحر بدون بلاستيك، ومع مؤسس المبادرة أحمد ياسين كان لنا حوار تناول كيفية نشر الوعي البيئي ومكافحة التلوث البلاستيكي الذي يهدد مصر والعالم.

كيف كانت البداية ومن أين جاءت الفكرة؟
كنت أسير مع والدي علي الكورنيش بعد إنتهاء الصيف ووجدنا كثير من المخلفات البلاستيكية تركها المصيفون على الشواطئ ولشغفي الشديد بالبيئة بدأت أفكر في أضرار البلاستيك أحادي الإستخدام وهو كل الأغراض البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة قبل إلقائها أو إعادة تدويرها كالأكياس وعبوات المياه والعلب والأكواب وغيرها بما يمثل نصف إنتاج البلاستيك سنوياً وعالمياً لا يتم إعادة تدوير سوي 10٪ فقط من المواد البلاستيكية لأن البلاستيك أساسه مواد بترولية لذا يصعب إعادة تدويره لتكلفته الباهظة.

ويزور الاسكندرية أكثر من مليونين ونصف مصيف ويغرقون الشوارع والشواطيء بأكواب وأكياس وعبوات البلاستيك وبحلول عام 2050 ستفوق كميات البلاستيك أعداد الأسماك في البحار وهو لا يتحلل ويلوث الأنهار والشواطئ ويهدد حياة الكائنات البحرية ولأن المحيطات مسئولة عن 75% من الأوكسجين الموجود في الهواء فإن دورة حياة بحرية سليمة تعني مناخ جيد مما جعل مبادرة لحظر البلاستيك ضرورة للحفاظ علي البيئة والحياة البرية والكائنات البحرية.

ماذا عن فريق العمل وهل هناك متطوعين؟
أسسنا بانلاستيك أنا ومنار رمضان وعبد القدر خليلي مع فريق عمل مكون من 8 أشخاص وأكثر من 30 متطوع بالإضافة للمجتمع السكندري الاخضر الذي يضم أكثر من1000 متطوع وقد نصل بعد سنتين لأكثر من عشرة الف شخص.

ماذا عن أهم أنشطة المبادرة؟
نعمل علي نشر ثقافة الوعي البيئي ومكافحة التلوث البلاستيكي للشواطئ من خلال تنظيم حملات لتنظيف الشواطئ بالشراكة مع هيئات حكومية ومؤسسات دولية وفريق عمل تطوعي ضخم والتوعية بأهمية الحفاظ علي البيئة البحرية والثروة السمكية والمظهر العام لشواطئنا مع تغيير العادات السلبية التي تشوه جمال الكورنيش فالأساس هو تعزيز العلاقات بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني والمؤسسات الخاصة لرفع مستوي الشراكة المجتمعية وليس فقط تنظيف الشواطئ بل تناول أكثر من ملف للحفاظ علي البيئة والحياة البرية والبحرية.

ما هي أهم المحاور التي قامت عليها بانلاستيك؟
لدينا ثلاث محاور الأول هو توعية الافراد بالأضرار البيئية والصحية الناتجة عن البلاستيك أحادي الاستخدام والثاني هو عمل منتجات بديلة كالشنط القماش والأطباق والعلب من قصب السكر والمخلفات الزراعية النظيفة والثالث هو تعزيز ثقافة المشاركة المجتمعية.

وماذا عن آليات العمل؟
ندعم المنتجات البديلة وقد تحدثنا مع عدد من المحلات لإستخدامها كما نعمل مع وزارة البيئة وهيئة الاستثمار والجهات الحكومية المعنية لدعم فكرة منع استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام تدريجياً وخاصة أكياس البلاستيك كما تواصلنا مع غرفة الصناعات البلاستيكية لتحويل مسار المنتجات البلاستيكية لمنتجات بديلة صديقة للبيئة بدون خسائر وأخيراً نعمل مع بعض المصانع لنشر فكرة تحويل نشاط انتاج البلاستيك للحلول البديلة من خلال حملات توعوية.

ما الصعوبات التي واجهتها في بداية المشروع؟
في البداية لم تكن الفكرة شائعة لأن أغلب حملات التوعية أجنبية ولم يكن هناك حملات توعية عربية مبسطة ولكن اختلف الأمر بداية عمن عام 2021 وخاصة بظهور كوفيد الذي كان بمثاية انذار للجميع بالخطر الذي يهدد صحة الانسان من جراء التفاعل الخاطيء مع البيئة كما ظهرت مؤخراً تقارير كثيرة تناولت مخاطر البلاستيك فهو مسبب رئيسي للسرطان في مصر. 

ما هي أهم المشروعات التي تم تنفيذها حتى الآن؟
شاركنا بحملات التوعية بكثير من المحافظات من الأسكندرية للساحل الشمالي ومطروح وجنوب سيناء والبحر الاحمر كما ذهبنا للأقصر وأسوان والقاهرة والواحات وسانت كاترين وقدمنا توعية بطرق تتماشي مع طبيعة المكان كما نعمل علي تقديم منتجات بديلة فبدأنا في تصميم الشنط البديلة لأكياس البلاستيك مع تسويق منتجات مصانع تتعامل بمنتجات صديقة للبيئة في الجونة وشرم الشيخ ودهب والأماكن التي تطبق قانون منع البلاستيك الصادر عام 2019.

كيف وجدت التفاعل وردود فعل المجتمع المدني ؟
المجتمع المدني متحمس جداً لكن ينقصه الوعي الكافي بسبب الاعتقاد بأن البلاستيك أسهل ورخيص لذا نعمل علي توفير البدائل المناسبة وهو الأمر الذي تحقق مثلاً في استخدام الأكياس القماش فثمنها معقول وتصميمها جذاب ولا تحدث تكدس بالمنزل مع منتجات اخري بديلة كالشاليموه والأطباق والشوك والسكاكين وعلب الأيس كريم وغيرها.

ماذا عن صعوبة تحويل المصانع المنتجة للبلاسيك للحلول الورقية البديلة؟
تكمن الصعوبة في توفير المادة الخام وهي غير مكلفة وقد قدمنا أبحاث توضح أن أغلب المواد الخام مخلفات زراعية ونحن ننتج في مصر مواد خام من المخلفات الزراعية بمعدل 60 مليون طن من كل الأنواع سواء نخل أو بلح فالأساس هو تطويع التكنولوجيا وتغيير طريقة العمل فاستخدام البلاستيك سهل والمصانع علي معرفة بمراحل تكوينه ولكن المخلفات الزراعية جديدة وتحتاج وقت للتمكن من التصنيع. تكمن الصعوبات في العامل الاقتصادي والتوعية وتطبيق القانون لكنها تتهاوي أمام الفكرة وهناك كيانات بدأت تتجه لنفس فكرة بانلاستيك ونأمل في أن نتعاون معاً.

ما هي أكبر المشروعات التي قدمتها بانلاستيك؟
تقديم أكبر حملة تنظيف شواطئ في العالم كله بالأسكندرية وضمت أكثر من 600 متطاوع وخشينا أن نظهر بشكل غير حضاري ولكن حققنا نجاحاً كبيراً في يوم واحد هو يوم تنظيف الشواطئ العالمي وحققت صدي جيد. وحاليا قمنا بأختيار أقدم وأعرق شارع في الاسكندرية وهو شارع فؤاد كمكان خالي من البلاستيك وقدمنا المنتجات البديلة مجاناً.

             

إلى أين تتجه بانلاستيك الآن؟
لدينا مشروعات بيئية مع عدد من الشركاء ومع وزارتي البيئة والتربية والتعليم لإدراج فكرة بانلاستيك بالمناهج التعليمية وقد عقدنا حملة توعوية مع البنك الدولي بالأسكندرية وكانت رودو الافعال فوق المتوقعة من الاطفال وطلاب المدارس الاعدادية والثانوية الذي أصبحوا سفراء لنا بمنازلهم، نأمل في منع جميع أنواع البلاستيك بالمحلات والمطاعم وان يطبق قانون بكل محافظات مصر بمنع البلاستيك، كما نسعي لتناول أكثر من ملف بيئي كملف الطاقة النظيفة مع المشاركة في الأنشطة اليومية لذا نعد ماراثون كل يوم جمعة بالأسكندرية ونستخدم فيه بدائل البلاستيك كما عقدنا ماراثون أخضر واستبدلنا أكثر من 800 زجاجة بلاستيك بزجاجات متعدة الأستخدام من صفيح ناعم صحي.

كيف تتم التوعية المجتمعية؟
من خلال الحوار مع المواطنين على الشواطئ أو السوشيال ميديا للحد من استخدام البلاستيك والتعامل مع نفاياته بطريقة سليمة مع عمل دورات تدريبية للجمهور من مختلف الفئات والأعمار.

إقرأ أيضاً