الام العصرية والأم المصرية بالكوفى شوب ومع كل واحدة طفل رضيع، الأولي تستخدم الببرونة والثانية ترضع صغيرها طبيعياً، ماذا لو شرحت كل منهما إختيارها، من ستكون أكثر إقناعاً؟

الأولى أمسكت الببرونة وضعتها بفم صغيرها الذى أمسكها بكفيه وظل يمتص لبنها بنهم بينما وضعت هى ساقاً على ساق وقالت للثانية "إيه رأيك فى البودى بتاعي ولكنك للأسف لا تستطيعي إرتدائه لأنه ضيق ولا يمكنك إخراج الثدى منه للإرضاع". قالتها وهى تنظر إليها بإشفاق وقد احتضنت صغيرها لإرضاعه وهو يحرك كفيه وساقيه بسرور ويصدر مناغاة سعيدة.

ردت الأم المصرية "وهل أحرم صغيرى من حقه لأرتدى ما أشاء من ملابس؟" فقالت الأولى بثقة "لا للرضاعة الصناعية ميزات أخرى فأنا أرضع طفلى مرات قليلة يومياً لأن اللبن الصناعى بطيء الهضم ويشعره بالإمتلاء وأعرف قدر ما تناوله من طعام بالنظر لمقياس الببرونة لكن ليس للثدى مقياس كما أن طفلى يفضل اللبن بارد صيفاً ودافئ شتاءاً ويمكنك بالتجربة تحديد درجة الحرارة التي يفضلها الطفل. ثم ما رأيك فى الحرية؟ إنك لا تستطيعين الخروج إلا إذا تركت لطفلك لبن وقد لا تخرجين إطلاقاً إذا كان طفلك لا يأخذ الببرونة، أما أنا فأخرج فى أى وقت وأترك طفلى مع زوجى أو أمى والببرونة فاللبن الصناعي بديلاً آمناً وقريباً من اللبن الطبيعى ويفي بإحتياجات الطفل فبه كل ما يحتاجه الطفل من فيتامينات ومعادن وبرغم أن أغلب أنواعه يشتق من لبن البقر القليل بالحديد فأعطيه حديد بالفم فينمو بنفس سرعة أطفال الرضاعة الطبيعية ويتمتع بنفس السعادة وهناك ميزة أخري وهي شعور الأب بالمسئولية والتعب والتواصل مع الطفل مثل الأم تماماً".

عندما وضعت طفلى كتب لى الطبيب الأطعمة التي تؤثر سلباً على اللبن ومعناه حرماني من أطعمة أحبها والسيجارة والقهوة أما مع الرضاعة الصناعية فآكل ما أشاء وحين أذهب لمكان عام لا أبحث عن ركن منعزل فالرضاعة الصناعية غير محرجة ومعها تكون نفسية الأم مستريحة فلا هرمونات تعكر المزاج ولا ربطة ولا إجهاد. ما رأيك؟ أرأيت كم هى رائعة الرضاعة الصناعية؟ وسحبت الببرونة من فم الصغير وحملته حتى تجشأ ثم ألقته على الأريكة بإهمال.

ردت الأم المصرية "الرضاعة الطبيعية لا غني عنها فلبن الأم به مئة عنصر لا توجد بالألبان المصنعة ثابتة التركيب فهو سهل الهضم ويقل به الصوديوم الذى يؤثر على الكلي وأيضاً الأحماض الأمينية بحليب الأم متوفرة بقدر يفي بمتطلبات الطفل ونموه وأهمها التاورين المسئول عن نمو الدماغ والمتوفر بمقدار 30 ـ 40 ضعف في لبن الأم مقارنة بالصناعي حيث أكدت دراسة طبية أمريكية عام 2002 أن التطوّر الذهني للأطفال منذ الطفولة ثم المراهقة وحتى العشرينات يتأثر بالرضاعة وأن الأطفال الذين تغذوا من لبن الأم أكثر ذكاءً ممن اعتمد غذاؤهم على اللبن الصناعى. لبن الأم أيضاً لا يسبب حساسية للطفل بينما أظهرت الأبحاث العلمية أن 10% من الرضع يعانون من حساسية للبن الأبقار أو اللبن الصناعى فى العامين الأولين كما أن نسبة سكر اللبن أو اللاكتوز في لبن الأم تبلغ 7 % وتشكل مع المادة الدهنية  الجزء الأعظم من مادة الدماغ فنسبة اللاكتوز العالية بلبن الأم أساسية لتكوين الدماغ ونموه وهو ما يحتاجه الرضيع بالأشهر الأولى من عمره. ولو حصرت نسبة الإصابة بالإمساك والإسهال لدى الرضع لوجدتها أقل بكثير لدي من يرضعون لبن الأم الذي يحتوي أيضاً على خلايا مناعية حية وأجسام مضادة للجراثيم والسموم كالخلايا اللمفاوية نوع (ب) والحبيبية والبلعمية والكلوبيولين واللاكتوفيرين والليازوزيم والمكملات وكلها تكسبه مناعة وحماية من العدوى والتلوث أثناء إعداد اللبن الإصطناعي.

أظهرت الدراسات أيضاً أن فم الطفل وفكه ينموان بشكل سليم إذا رضع من ثدى أمه حيث تناسب الحلمة الربانية شكل الفم، أما حلمة الزجاجة فتشوه الفك وتجعل الأسنان غير سليمة. يزيد وزن طفل اللبن الصناعى أكثر من أطفال لبن الأم فتسعد الأم برؤية أطفالهن وقد كبر حجمهم ولكن ثبت أنهم أكثرعرضة لأمراض القلب والسكر والضغط وغيرها لاحقاً. تساعد الرضاعة على عودة الرحم لحجمه الطبيعى وينظم انقباضاته بإفراز هرمون من الغدة النخامية يزداد بتأثير المص من الثدى ويقلل الإصابة بالنزيف المؤدي لفقر الدم مع تجنب الإصابة بسرطان الثدي والمبيض فالأمهات اللاتي يرضعن أولادهن أقل إصابة مقارنة بمن لا يرضعن أو غير المتزوجات .

ثم إن إحتضان الصغير وهو يرضع يقوى صلته العاطفية بالأم فيتابعها بعينيه وتقبله وتمسح رأسه فيسعد وهو يسمع دقات قلب أمه ويشم رائحتها وينمو سوياً نفسياً وعاطفياً وجسمياً. أنت متحمسة للزجاجة، ألا تلاحظين أن كل ميزات اللبن الصناعي ترتبط بك وحدك وكأنك تريدين الراحة لنفسك على حساب الصغير بعكس فطرة الأم فأنت تحرمينه من كنوز إلهية وتحرمين نفسك من زاد عاطفى وصحي لا مثيل له، راجعى نفسك، الرضاعة هدية إلهية ونعمة للأم والطفل وأفضل سبل التغذية وأكثرها فائدة فهي الغذاء المثالي ولا يحتاج الطفل لغذاء آخر حتى ستة أشهر كما لم يتم التوصل لغذاءٍ بديل أو بنفس الآثار النفسية والعاطفية والغذائية للرضاعة من لبن الأم.

إقرأ أيضاً