يُولد جميع الأطفال مُتساويين بكافة الفُرص والقدرات فالهندى كالمصرى كالأمريكى بلا فارق بينهم سوي المتغيرات التي تحدث مع بداية النمو والتأثر بالأسرة والبيئة والمجتمع.

ولقد كشف العلم أسرار المخ الذي يتكون خلال أول عاميين علي مولد الطفل فالقاعدة أن 60% من الطاقة تذهب للمخ و40% تذهب لباقي أجزاء الجسد، لذا نجد المخ ينمو سريعاً خلال أول عاميين ثم يبدا الجسم بعدها بالنمو فيما يظل ينمو المخ تدريجياً مما يُتيح فرص كثيرة لتنمية قدرات الطفل كتعلم اللغات الذي يبدأ منذ الولادة وحتى الست سنوات الأولي. بعدها، سيتعلم الطفل اللغة ولكن بصعوبة وكذلك الحرف اليدوية البسيطة فيمكنه تعلُمها بسهولة حتى سن العاشرة. هذا وتُشير الدراسات الأمريكية لكون السنوات الست الأولي هي الفترة الذهبية من عمر الطفل فإذا نشأ بطريقة سليمة، سيُصبح ذكياً .

والطفل بعمر خمسة أشهر بداخل رحم الأم لديه القدرة علي السمع فيسمع صوت القلب ويتأثر بالأصوات من حوله، فإذا كانت الأم عصبية وتتحدث بصوت عال، يتأثر الطفل بها ويصبح مثلها كما أن غذاء الأم يؤثر علي الجنين فمتي حافظت على غذائها، جاء الطفل سليماً وصحياً. وهناك عوامل أخري تُؤثر علي الطفل عقب الولادة وأهمها الغذاء والأساس أن الطفل الذى يتغذى على لبن الأم يُصبح أذكى ممن يتغذى على اللبن الصناعى بنسبة 30% فلبن الأم ينشط مخ الطفل ويقوي مناعته. ينبغي أن يرضع الطفل من الأم خلال الستة أشهر الأولي. وخلال فترة الرضاعة، لا يجب أن تكون الأم ضعيفة أو تتبع حمية لإنقاص الوزن بل عليها الإهتمام بغذائها بما يُحقق للطفل أكبر إستفادة. يأتي بعدها ما يُسمي بالذكاء العاطفى فالطفل عندما تحمله الأم ويُلامس جلدها ويسمع دقات قلبها، يشعر بأمان فيزيد نموه العاطفى والعقلي والطفل الذى يتغذى من لبن الأم يكون دائماً قريب من صدرها وقلبها فيزيد ذكاؤه العاطفى.

بنهاية الستة أشهر الأولي، يبدأ المخزون الإستراتيجي لدي الطفل في التناقص لذا علي الأم إعطاء طفلها اللبن المناسب وعناصر الغذاء الأساسية. ولعل البيئة المحيطة بالطفل هي أحد أهم العوامل أيضاً التي تؤثر علي نموه بشكل ملحوظ سواء نموه العقلي أو الجسدي فلا يجب أن يتواجد الطفل فى بيئة بها تلوث سمعى أو بصرى فالأم عندما تترك طفلها أمام شاشة التلفزيون طويلاً تُؤذيه فحركة  الشاشة سريعة لدرجة تمنعه من تتبعها فيُلحق به الضرر بسبب التلوث البصري كما يؤثر سلباً علي المخ وقدرته علي الملاحقة وقد يتوقف عمله. نفس الشيء للتلوث السمعي نتيجة الهواتف المحمولة والصوت العالى. وأخيراً، التلوث البيئى من عوادم السيارات ودخان السجائر. وأخطر ما يواجهنا اليوم هو إستفحال الأمراض علي نحو يُشكل خطراً حادقاً يحيط بنا فالمرض أصبح أكثر قدرة علي مقاومة المناعة فلا يُجدي معه المضاد الحيوى والأهم التطعيم للتحصين ضد المرض مع الرياضة لتُوجه طاقته للعقل بدلاً من المرض.

ليبدأ مخ الطفل بالتكلم، يجب أن يرى المادة المذكورة بالعين المجردة فمثلاً عندما نقول «قلم» فالطفل يرى القلم فتذهب الصورة للمركز البصرى لدىه ويأخذ المركز البصرى هذة الصورة ويُرسلها للمخ الذي يتعرف عليها ويُدرك أ،ها «قلم» ثم تذهب الصورة لمركز المعلومات على كونها «قلم» لكن قبل أن تذهب لمركز المعلومات، يجب أن نقول للطفل أنه «قلم» فهو يرى شىء جديد لا يعرف إسمه وكيفية نطقه. لذا فمن الضرورى دمج الصورة مع نطق إسم الشىء وتعريفه فيذهب لمركز الكلام إن نطق القلم هى «ق.ل.م» ثم يقوم مركز الكلام بدمج الحروف ونُطقها، وهى عملية سريعة جداً وأى خلل بها أو بأحد مراحلها ينتج عنه عدم نطق الطفل الكلام بصورة صحيحة.

علي الأم ان تبدأ فى تعليم الطفل منذ ولادته ولا تنتظر حتي سن متأخر أو تتركه أمام التلفزيون فهو ليس أم بديلة بل علىها أن تُخصص لأطفالها ساعة يومياً للحديث حتى إذا لم يستجيبوا فمع الوقت سيستجيبوا لها وستزداد قدراتهم الإستيعابية مرة تلو الأخري. ويبدأ الطفل في الإستيعاب بعمر خمسة أشهر. وللعلم، من يقول «تحدث مع الطفل لغة واحدة كيلا يتشتت» فهذا الكلام خاطيء فحسب الدراسات الأمريكية، يستطيع الطفل التحدث بأربع لغات فى آن واحد بسنوات العمر الأولى، يمكن أن يتأخر فى الكلام لمدة 6 أشهر أو سنة  ولكنه سيتكلم بالأربع لغات بعدها ذللك لأنه تعلمهم فى الوقت السليم. أما إذا بدأ الطفل بتعلم الإنجليزية في سن السادسة مثلاً، فلن يتحدثها كما يتحدث العربية كلغته الأم.

أما تأخر التعلم، فمن أسبابه الأساسية الأنيميا وسوء التغذية إذ يعجز المخ عن إستقبال المعلومة وتخزينها والحل هو علاج الأنيميا. أما السبب الآخر فهو الإفراط بالحركة والنشاط  وقلة الإنتباه لدي بعض الأطفال ممن يعانون من خلل سلوكى يبدو بصورة قلة تركيز وإفراط فى الحركة فلا يستطيع الطفل الجلوس علي كرسي لأكثر من دقائق ويُعانى من ضعف التركيز الشديد. ومع التطور الطبى، أصبح علاج تلك الحالات طبياً وسلوكياً مع جلسات نفسية خاصة للأم لتعليمها كيفية التعامل مع الطفل وإستغلال كثرة حركته إيجابياً بالرياضة مثلاً. من اللافت بهذا النوع من الأطفال تفوقهم البالغ في الرياضيات والحساب مع التمتع بذاكرة قوية للغاية، ومن أعراض المرض تكرار حركة بعينها كثيراً مع الميل إلي الإنطوائية وأحياناً التحدث مع أشخاص وهميين ولكنه ليس مرض التوحد.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام