أرضها كرامة وسماؤها عزة وشعبها مفخرة وجيشُها خير أجناد الأرض، وُلد التاريخ علي أرضها وصفق العالم لأمجادها ووقفت البشرية تقديراً وإعتزازاً وإعترافاً بعظمتها وجسارة شعبها. إنها مصر، أرض الكنانة ومقبرة الغزاة وقاهرة الطغاة وأصل التاريخ ومهد الحضارات وفجر البشرية وصمام الأمان ورمانة ميزان العالم بأسره.

إنها مصر التي نعرفها، مصر التي عادت لتوها من أسرها، مصر التي تحررت من صمتها وكسرت حاجز خوفها وعادت لأحضان شعبها من جديد. أرض السلام والمحبة ومنبع الخير والجمال وشعب أصيل حُر لا يُضام، شعب قال كلمته وعبر عن إرادته وإنطلقت ملايين جموعه تختار من تريد. إختار الشعب بقلبه وعقله وحواسه وأمله وعزته وإنكساره ونُصرته وهزيمته وكرامته وإرادته الحرة.

إختار قائداً وضع فيه أمله ورأي فيه بصيص النور يبزُغ من حلكة الليل الدامس، وميض حلم داعب قلوب نال منها اليأس وغشاها صقيع الأسي ولا سبيل واضح في الخلاص. نعم، قال الشعب كلمته واختار رئيسه ولا عزاء لمن قاطع ومن امتنع ومن أراد الكيل من تلك البلدة المحروسة بقدرة بارئها وبسالة جُندها وعزيمة رجالها وصبر نسائها وموتوا بغيظكم فاليوم عيد وغداً أكثر إشراقاً والأمس سيمسي حتماً واقعاً نحياه جميعاً ونتقاسمه معاً.

اليوم عيد، عيد الحرية وإنتصار الإرادة الشعبية وإكتساح قوة الشارع الجسورة في مجابهة طغيان صنعته أيدي الإرهاب السوداء. اليوم عيد لنا ولتاريخنا ولأجيال ستذكرنا من بعد رحيلنا. عيد العودة ومصر الحبيبة المخطوفة بأحضاننا من جديد. وألف حمد الله عالسلامة يا ست الكل، ألف حمد الله عالسلامة يا مصر المحروسة ودوماً منصورة، مرفوعة الرأس شامخة كما عهدناك وكما رآك العالم وسجلت البشرية بسالة شعبك بشتي بقاع الأرض في صمته وفورانه وسكونه وإنتفاضته. اليوم، انتهي الفصل الأسود من تاريخنا المعاصر وبدأت فصول جديدة ستأتي حتماً بكل الخير والأمل والتفاؤل والسيسي اليوم رئيسي ورئيس كل المصريين، قائد خرج من جوف الظلام ليحيل الكابوس أملاً ويهزم رياح الموت بإرادة الشعب القوية في البقاء.

وبعيداً عن ميولي الشخصية التي لم أنكرها طيلة عام مضي منذ بداية ظهوره علي الساحة السياسية، أراه رجل المرحلة والقائد الأقدر علي إدارة الحالة التي نحياها ولم شتات الوطن من جديد بعبقرية وحنكة وحرفية أذهلتنا وأدارت العالم من حولنا. أراه البطل الذي حلمت به الملايين والتفت حوله جموع شعب طال صبره في انتظار قائده والراية التي يتوق للالتفات حولها. نحن شعب بطبيعته عاطفي يتوق للمثل الأعلي ويستكين خلف القائد ويعشق الزعيم وليس أفضل من هذا الرجل الذي حمل الراية وواجه العالم وأعاد مصر المخطوفة لأحضان أبنائها من جديد.

سيدي الرئيس وأقولها اليوم بدون تردد وإستحياء، لديك هبة وعليك واجب وبعنقك أمانة وخلفك شعب علي أهبة الإستعداد لإعادة بناء الوطن بعد سنوات الهلهلة السياسية والتدهور الإقتصادي والهرتلة الإجتماعية والفورات الثورية والتخبط الشديد الذي عانينا منه خلال السنوات القليلة الماضية. عليك عبء إعادة بناء الوطن ولن تحمله وحدك فسواعد أبناء مصر حاضرة وإيماننا بتلك البلدة وتمسُكنا بها بدا واضحاً جلياً.

إخترناك لتُعيد للأمة مجدها وللشعب عزته وللدولة هيبتها، نريدها دولة قانون أساسه الإحترام المتبادل وميثاق الثواب والعقاب وقوامه دولة مدنية متحضرة تحترم الحقوق والواجبات. لك كل التقدير والإحترام قائداً ورُباناً لسفينة نتقاسمها معاً ولنا عليك حق البذل والعطاء والشدة عند الحاجة واللين بدون تراخ والعمل الدءوب علي طول الخط.

كتبت تلك السطور وبداخلي طاقة نور من ضوء الشمس الساطع من حولي وضحكة ابن أخي الصغير فرحاً بإتمام عامه الأول. في هذا الشهر، جاء يوسف الصغير إلي الحياة وفرحنا به فرحتنا بأخيه الأكبر وللحق كانت فرحة منقوصة فالعالم من حولنا كان يُخيفنا ومُجرد تصور أن ينشأ هذا الوليد وينمو ويكبر بأحضان الأسر والهزيمة كان يزيد القلب مرارة والروح ضيقاً والنفس شروداً والعقل شللاً.

واليوم، انزاحت الغُمة وذهب الغم إلي غير رجعة. ضحك يوسف الصغير وعبث بأوراقي المتناثرة وضحك معه القلب فرحاً فاليوم عيده وعيد الأمة العربية بأسرها وفرحة المصريين حول العالم وفرحة العالم بعودة العزة إلي أرضها فلتهنأ وأبناء جيلك فمصر الحبيبة ستكون أجمل عروس تُزف اليكم أطفالاً واعدين وشباباً صالحين وستكون أيامكم أفضل من أيامنا فلن تروا ما رأيناه بل ستأتي السنوات القادمة بكل الخير والأمل في منتهاه.

هنيئاً لمصر وشعبها وصغارها وشبابها وكهولها، هنيئاً لمصر ورجالها ونساها وشعبها الكريم، هنيئاً لمصر عودة الحق لأصحابه والمجد لأهله والعزة لوطنها، تحيا مصر ألف مرة ومرة بعد المرة، تحيا مصر ويحيا أهلها أحرار علي أرضها المحروسة بكل الكتب السماوية والمخطوطات الأثرية. عاشت بلادي وعشت يا مصر قلب العروبة وأصل البشرية ومفخرة التاريخ بجسارة شعبك وإصراره علي بقائك دوماً حرة أبية مرفوعة الرأس شامخة علي مر الزمان.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام