قنبلة الكوميديا المصرية والعربية، الوجه الضّاحك والموهبة المتفجرة، الإسم الذي أصبح علامة مسجّلة لخفّة الدّم وسرعة البديهة في تاريخ السينما والمسرح في مصر فقدم ما يقرب من 600 مونولوج، إنه شكوكو إبن حي الجمالية وكان طفل شديد الحركة يعمل صباحاً في النجارة وهي مهنة والده وينطلق ليلاً للرقص والغناء في الأفراح الشعبية.
إسمه من صياح الديك
ولد محمود إبراهيم إسماعيل موسى الشهير بـشكوكو في 1 مايو 1912 إبن حي الجمالية في 1 مايو 1912 وكان طفل شديد الحركة يعمل صباحاً في النجارة وهي مهنة والده وينطلق ليلاً للرقص والغناء في الأفراح الشعبي وكلمة شكوكو جزء من اسمه وقد أطلقه عليه جده وكان يهوى تربية الديوك الرومي التي تتعارك فيما بينها فيما يطلق أكبرهم حجماً صيحة متميزة وكأنه يقول ش ش كوكو فأعجب الجد بالديك وعندما أنجب ابنه إبراهيم ولداً أراد الأب تسميته محمود لكن تمسك الجد باسم شكوكو وارضاء للإثنين تمت كتابته في شهادة الميلاد محمود والشهرة شكوكو ثم أعيد قيد اسمه مركباً محمود شكوكو.
من الغناء إلي المونولوج
في عام 1946، أسس فرقة استعراضية بإسمه وضم إليها عبد العزيز محمود، وتحية كاريوكا وسميحة توفيق وقدمت الفرقة عروضها على مسرح حديقة الأزبكية لكنه أدرك مبكراً أن الغناء ليس طريقه فتحول للمونولوج ليكتشفه على الكسار ويلحقه بفرقته المسرحية ليغني المونولوجات في فواصل الفصول المسرحية. ومع اعجاب الجمهور، قرر الكسار رفع أجر شكوكو الذي أتته فرصة تقديم فقرة بحفل تقيمه الإذاعة في نادي الزمالك، وبمجرد انتهاء فقرته وعقب صعود أحد المطربين على المسرح هتف الجمهور طالباً شكوكو، ليقدم ٣ فقرات مذاعة على الهواء بناء على طلب الجمهور كأول وأخر فنان فعل هذا في تاريخ الإذاعة.
قصة الأقلام السبعة
قدّم شكوكو كثير من الأغاني الاستعراضية في السينما والمسرح أشهرها افتتح الحفلة، ألفين سلام وفرحنا لك، أنا معلم وابن معلم، الجدعنة من جدى وأبويا، جرحونى وقفلوا الأجزخانات، يا خولى الجنينة ادلع يا حسن، يا ستهم، يا مسافر وقلوبنا معاك كما أثرى السينما بأدوار كوميدية خالدة أشهرها بطولته لفيلم عنتر ولبلب والأقلام السبعة الشهيرة التي أصبحت رمزاً لانتصار الحقّ برغم الضعف، ومن أبرز أفلامه شلة الأنس وشباك حبيبي ويحيا الفن وبلدي وخفة والأسطى حسن.
نجم ما بعد الحرب
كان شكوكو عبقرية فنية فكان أمّياً لكنه أثرى الفنَّ العربي بأكثر من 600 منولوغ أغلبها من تأليفه وكان أول مونولوغست يسجل مونولوغات في تاريخ الإذاعة المصرية كما نحخ رسم شخصية بصرية له كانت أحد علامات نبوغه فالجلباب البلدي والطاقية نجحا في عبور العصور وبقيت عروسة شكوكو في يد الأطفال برغم غياب صاحبها منذ أكثر من ثلاثة عقود.
كان شكوكو نجم فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية والتي غلبت عليها أذواق الطبقات محدودة الدخل بسبب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية نتيجة الحرب وبحث الجمهور عن ممثل حقيقي يعبر عنهم كما أرادوا بطلاً شعبياً ليس طيباً وسلبياً كإسماعيل ياسين أو ساذج كحسن فايق فجسد شكوكو شخصية البطل كرجل بسيط شجاع وتلقائي وتمكن من أداء شخصية المكوجي والقهوجي والنجار.
زيجات شكوكو
تزوج شكوكو للمرة الأولى وأنجب حمادة وهو أكبر أبنائه لكنه لم يكن سعيداً بهذا الزواج ثم وقع في حب قتاة بادلته نفس الشعور وعندما تقدم لخطبتها رفضته أسرتها فتزوج بها سراً وانفصل عن زوجته الأولى لكن أصيبت زوجته الثانية بمرض خطير جعله يصطحبها للطباء في الداخل والخارج، وبعد مشاهدة أسرتها التي رفضته في البداية معاناة شكوكو لعلاج زوجته، أدركوا مدى حبه لابنتهم واعتذروا له وتدهورت حالة زوجته التي أوصتته بعدم الزواج من غيرها بعد وفاتها وتمسك بالوعد لكن أسرة زوجته أقنعته بأن يتزوج شقيقتها لكنه لم يستطع أن يستكمل حياته معها فإنفصلا.
شعبية جماهيرية واسعة
لعب شكوكو دوراً وطنياً بارزاً أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ونجح في جمع تبرّعات مالية كبيرة لصالح المجهود الحربي مستغلاً شعبيته مما ساعد على ترسيخ مكانته بين المصريين ليتحوّل لأيقونة لا تغيب عن قلوب الجماهير فكان محبوباً فنياً وإجتماعياُ حتي أن زفاف ابنه سلطان كان مظاهرة حبّ جماهيرية عبرت عن شعبيته الواسعة وقد كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات في عيد العلم كما صنع له الفنان إبراهيم البريدي لوحة تشكيلية بجلابيته وطاقيته ولوحة أخري له مع شارلي شابلن.
وكانت النهاية
فاق ما قدمه شكوكو للفن ما قدمه شارلي شابل حتي انتهي به الحال في غرفة ضيقة بمستشفى المقاولون العرب عام 1984 حيث كان على موعد مع ألمه الأخير، وبعد ثلاث أشهر من العلاج فقد خلاله ماله لدرجة أن الأقارب أكملوا علاجه على نفقة الدولة بدون علمه لكنه خرج مطالباً جمهوره على صفحات الجرائد بزيارته لتمتلأ المستشفى بالورود والزائرين حتى رحل عن عالمنا في ٢١ فبراير 1985.