جاءت إلي الدنيا كنسمة صيف عابرة فأمتعت من حولها ورسمت البهجة علي قلوب كثير من الأقل حظاً بحياتها القصيرة التي لم تسعد بها، كانت أميرة للقلوب التي بكتها يوم وفاتها فكانت جنازتها عيداً للحب وذكري لإمرأة جميلة عاشت أميرة ورحلت لتظل حية بقلوب الملايين.

ولدت ديانا في الأول من يوليو 1961 في ساندرينجهام، نورفولك بشمال الريف البريطاني. قضت طفولتها الأولي بين إنفصال وطلاق أبويها وبعدها عاشت مع أمها في شقة بقلب لندن عندما أخذت أمها أصغر إثنين من أطفالها بعد الإنفصال وعاشوا هناك، وفي إحدى إحتفالات الكريسماس، ذهب الأولاد لرؤية أبيهم ولم يسمح لهم بالعودة لأمهم التي رفعت دعوى حضانة للطفلين ولكن الأب عزز موقفه بمساعدة حماته التي شهدت ضد إبنتها مما ساهم في حصول الأب على حضانة ديانا وأختها.

وبعد وفاة الجد أيرل سبنسر السابع وهو ألبرت سبنسر، أصبح والدها أيرل سبنسر الثامن وودعت ديانا الطفولة وإنتقلت لمنزل العائلة وبيت الأجداد. وبعد زواج أبيها من الكونتيسة رين، عاشت بين أبويها حياة غير مستقرة فكانت تضطر للسفر لقضاء الوقت مع كليهما إذ كان الأب يعيش في بيت عائلة سبنسر بينما كان منزل أمها بمدينة جلاسكو بإسكتلندا إثر رحيلها عن منزلها القديم.

لم تحصل ديانا على أية مؤهلات دراسية مما دعاها أن تطلب من أبويها السماح لها بالإنتقال إلى لندن قبل أن تتم السابعة عشرة من عمرها وإشترت شقة هناك وعاشت فيها حتى عام 1981 وسعت خلالها للحصول على دبلوم في الطهي برغم كراهيتها له كما عملت بأكادمية للرقص تمتلكها ثم تركتها وعملت كمنظفة ونادلة قبل أن تجد وظيفة في روضة أطفال.

كانت قصص حب ولي العهد الأمير تشارلز موضع إنتقاد وفي الثلاثين من عمره، كان عليه ضغط ليتزوج زواجاً قانونياً بأن تكون العروس عذراء ذات صفة ملكية أو أرستقراطية وعلى مذهب الكنيسة البريطانية وكل ذلك توفر بجدارة في ديانا. أصبح إرتباط تشارلز وديانا رسمياً في فبراير 1981 وتزوجا في كاتدرائية القديس بولس في يوليو 1981 وسط إحتفال أسطوري شاهده بليون شخص حول العالم فيما عرف بزواج القرن. ومن منتصف الثمانينات وحتي أواخرها، إشتهرت ديانا بدعمها للمشروعات الخيرية بدورها كأميرة ويلز ورقة قلبها وشعورها بمعاناة البشر والعالم من حولها. ويُذكر أنها في أبريل 1997 كانت أول شخصية من كبار المشاهير تلمس شخصاً مصاباً بفيروس الإيدز بمنظمة سلسلة الأمل.

كان الأمير فيليب زوج الملكة اليزابيث الثانية يكره دودي الفايد، عشيق ديانا ويسميه حشرة مليئة بالشحم وكانت ديانا قد قالت قبل وفاتها «سأركب يوماً طائرة وستنفجر، ستقتلنيMI6 . وليلة الوفاة، كانت ديانا ودودي الفايد متوجهــون لفندق ريتـز الذي يمتلكه لتناول العشاء ولما كان الصحفيون يلاحقوهما، رتب دودى حيلة لإبعادهم فقاد سائقه سيارته الليموزين وخرج بها من مدخل الفندق الرئيسى وسار لفترة ثم عاد فتعقبه المصورون ثم عادوا للفندق، وبعد 19 دقيقة من منتصف الليل، خرجت ديانا ودودى من الباب الخلفى المؤدى ولم يركبا المرسيدس ولكن ركبا سيارة أخرى سائقها الرجل الثاني المسئول عن أمن الفندق هنرى بول وبجواره البودى جارد تريفور ريس جونس. وفي ميدان الكونكورد، لاحق المصورون السيارة فإنطلق السائق بسرعة وأخذ الطريق السريع الموازى لنهر السين ومنه لنفق ألما بسرعة تعدت 100 كم/س برغم أن أقصى سرعة بالنفق هي 65 كم/س.

بعد دخول النفق، فقد السيطرة على السيارة فإصطدمت بالعمود الثالث عشر بالنفق، وقع الحادث في الساعة 0:25 من بعد منتصف الليل وتوفي السائق ودودى عقب الحادث مباشرة وكان البودى جارد بحالة حرجة بينما كانت ديانا على وشك الوفاة. تأخرت الإسعاف لمدة ساعة و47 دقيقة وكان هناك طبيب يدعى فريدريك ميلز يمر بسيارته من الإتجاه المعاكس ورأى الحادث فأوقف سيارته وسارع تجاه السيارة دون معرفة من بداخلها، ولما أدرك أن السائق والرجل الجالس بالخلف قد فارقا الحياة، بدأ في إسعاف البودى جارد ووضع كمامة أوكسجين على فم ديانا وكانت فاقدة للوعى لمساعدتها على التنفس، ولم تستطع سيارة الإسعاف نقل الضحايا إلا بعد ساعة بعد إخراجهم من حطام السيارة. وفي 1:30 صباحاً، وصلت ديانا لمستشفى لابيت سالبيتريير ودخلت غرفة الطوارئ وأجرى لها الجراحون عملية لإيقاف النزيف عن الوريد الممزق، وخلال العملية، توقف القلب فحاول الأطباء إنعاشه لكن ماتت ديانا في تمام الساعة 3:57 من صباح يوم الأحد 31 أغسطس 1997 وهى في السادسة والثلاثين من عمرها.

وصلت جثتها بعد أيام لإنجلترا وشيعت الجنازة في سبتمبر 1997. أحدثت وفاتها حزناً كبيراً حول العالم كما أثار الحادث المأساوى الذي لم ينجو منه سوى البودى جارد تساؤلات حول ما إذا كان حادثاً طبيعياً أم مدبراً. وبرغم أن ديانا لم تعد أميرة رسمية، إلا أن تشارلز أصر على أن تقام لها جنازة ملكية لكونها زوجته السابقة وأم ملك إنكلترا المستقبلي. وبالفعل، أُقيمت لها جنازة ملكية خاصة شارك فيها هو وولديه وشاهدها أكثر من 2 مليار شخص حول العالم.

إقرأ أيضاً