زنوبيا واحدة من ملكات الشرق القديم التي أحتار العلماء في وصفها فهي ملكة تدمر التي إسنقلبت على واحدة من أعظم الإمبراطوريات فخاضت حروباً وأضعتها لسلطتها وأعلنت إمبراطوريتها بقوة لتترك نقوش المعابد والآثار في حمص بسوريا تحكي عنها.

عن الأصل اختلف المؤرخون 
إختلف المؤرخون حول سلالسة زنوبيا فهناك من قال أن أصولها عربية بينما اعتقد آخرون أنها من البطالمة ويقال أن ثمة قرابة ونسب تجمع والدتها بكليوباترا وأنها ولدت بالأسكندرية وتلقت علوم اللغة وتاريخ الإغريق بها فيما أكد مؤرخون أنها من عائلة مرموقة سكنت مدينة تدمر السورية.
وإسم زنوبيا في اللغة الآرامية هو "بات زباي" ويعني لدي الرومان قوة المشترى وفي اليونانية عرفت بإسم "سبتيما زنوبيا"، عاشت بمدينة تدمر الأثرية بمحافظة حمص في سوريا ولها اسم آخر باللاتينية هو بالميرا وعليها أقامت زنوبيا مملكتها وثارت ضد الرومان.

حضور طاغي ينبض بالحق
كان لمدينة تدمر موقع تجاري مميز فاحتلها الرومان في القرن الأول بعد الميلاد وكانت مركز تجاري هام لموقعها الإستراتيجي حتى عصر الملك أذينة الذي تمكن من صد هجمات الإمبراطور الساساني سابور الأول عام 260م حتى خلفته زنوبيا في الحكم وكان لها مخططاً مغايراً لهذه المدينة.
كانت زنوبيا صاحبة حضور قوي وشخصية طاغية ووصفها المؤرخين في كتاب الحدود الشرقية الرومانية والحروب الفارسية بأن لوجهها لون داكن وكانت عيناها سوداء وقوية بما يفوق العتاد وله روح وحضور عظيم يشبه الآلهة وكان جمالها لا يصدق وأسنانها شديدة البياض لدرجة أن كثيرين اعتقدوا أنهم لآليء وكان صوتها واضحا قوياً كالرجال وتتصرف كطاغية وعند الرأفة يحرك إحساسها الحق.

كان زباي والد زنوبيا قائد ورئيس الفرسان وعرف عنه شجاعته وقد ورثت زنوبيا كثير من رجاحة العقل وشدة الجمال وبالفعل تزوجها ثم مرت مملكة تدمر بكثير من الوقائع السياسية والحروب التي مكنته في النهاية من أن يتولى حكمها ويدافع عن مملكته ببسالة أمام جيوش الفرس مما جعل الإمبراطورية الرومانية تعترف به شريكا في الحكم.

لم يتم التأكد من العام الذي أصبح فيه أذينة حاكما على تدمر ويقال ما بين 260 و263 ميلاديا وكان زواجه من زنوبيا التي لم تخف يوما رغبتها في أن تكون ملكة على الإمبراطورية قد أسفر عن 3 أبناء هم "وهب اللات وتيم الله وحيران" وكانت تستهدف أن تقود يوما الإمبراطورية الرومانية.

وفي أحد الأيام وفي أثناء توسعات أذينة داخل حمص قام عليه متمردون أنهوا حياته وتولى ابن أخيه معنى الحكم لكنه لم يلق القبول وتم الإنقلاب عليه وأصبح الابن وهب اللات هو الملك القاصر الذي تتولى وصايته والدته زنوبيا فكانت هي الحاكم الفعلي مع حلول عام 267 ميلاديا.بدا أن الحلم الذي سعت له زنوبيا يتحقق لها الآن وبدات مع توليها للعرش تتخذ القرارات والإجراءات التي تحقق لها ما تمنته فبدأت في إحكام السيطرة على المقاطاعت المحيطة بها من الأناضول وباقي مناطق سوريا ثم توجهت نحو آسيا الصغرى ومنها إلى مصر حيث فرضت سيطرتها على مدينة الإسكندرية في عام 270 وحينها أدركت قوتها وخطورة ما تقوم به زنوبيا.

كانت مصر بالنسبة للإمبراطورية الرومانية مصدرا للأمن الغذائي وهو ما جعلها أن زوال سيطرتها عليها يعني وقوعها في مجاعة وفقدان لواحد من أهم الأراضي الاستراتيجية بعد أن قادت زنوبيا جيوشها نحوها بدعوى إعادتها لحكم روما وتركت ابنها حاكما للإسكندرية وتوسعت في حكمها بعد أن قتلت هيراكليون قائد القصر في بيزنطة.

 

كانت تحمل كثير من صفات القوة والجلد والبأس الشديد وتعرف الإصرار كأنها جاءت لتجسده فيقال إنها تولت الحكم بعمر 14عاما واستطاعت أن تترك آثارا ومعمار له روح رومانية  يشهد على عصرها وفترة حكمها.تم منحها ألقاب "الملكة المحاربة" و"ملكة ملوك الشرق" فقد كانت تقود الجيوش بنفسها مرتدية خوذة أبوللو وتستقبل الوفود وعلى رأسها العمامة الكسروية فكان لحضورها مهابة وإجلال. وفي محاولاتها لتثبيت حكمها وإظهار جانب من الولاء للإمبراطورية الرومانية إتقاء للصراعات أصدرت زنوبيا عملة معدنية تحمل صورة ابنها وهب اللات على وجه وعلى الوجه الآخر صورة الإمبراطور أوليانوس حتى تكون أيضا هذه العملة طريقة لتمييز مملكة تدمر.
نهاية زنوبيا

مع بدء الإمبراطورية الرومانية في الخوف من توسع نفوذ زنوبيا جاء الوقت كي تتصدى لها فتم إرسال جيش قوي بقيادة الإمبراطور أورليانوس نفسه ودارت معركة بينه وجيش مملكة تدمر حتى وصل إلى انطاكية وهزمها فاضطرت للرجوع إلى تدمر وهناك تم حصارها بينما ظلت هي تدافع عن المدينة حتى وقعت في الأسر وأصبحت بقبضة أورليانوس.

اصطحبها أورليانوس إلى روما أسيرة ولكن تم معاملتها بكثير من التقديرويقال إنها أمضت بها قليل من الوقت حتى رحلت عام 273 في ظروف غامضة وما بين قائل بانتحارها ومعتقد بإعدامها أو مصدق لزواجها بسيناتور ألماني واختفائها عن الأنظار تظل تلك حقيقة غافلة عن الجميع ولكن الثابت أنها امرأة قوية استطاعت أن تواجه الجيوش والأعداء وأن تصنع مجدها بذكائها.  

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام