أثرين السينما بدور الأم برغم عدم إنجابهن وكان أداؤهن مقنعاً للغاية برغم عدم تجربة الأمومة في الواقع، إنها حالة إبداع وإحترافية جعلت الجمهور يستعيد ذكراهن كلما ذُكرت الأم أمامه فأصبحن الأمهات الأشهر والذكري العالقة بأذهان الأجيال المتعاقبة.

عذراء السينما الحزينة
إشتهرت أمينة رزق بلقب أم السنيما لكنها لم تتزوج وكانت مثالاً للحزن حتي أطلق إسمها على كل من يبكون كثيراً، قدمت الدور بتلقائية شديدة في أولاد الذوات والجنة تحت قدميها والسقا مات وقنديل أم هاشم ولك يوم يا ظالم ودعاء الكروان والشموع السوداء وأريد حلاً وبداية ونهاية. ولدت أمينة رزق فى 15 أبريل 1910 بطنطا والتحقت بمدرسة ضياء الشرق وبعد وفاة والدها انتقلت مع والدتها للعيش مع خالتها بحي روض الفرج بالقاهرة وكان عمرها 8 سنوات.

أمينة رزق ويوسف وهبي
ظهرت على خشبة المسرح عام 1922 وغنت مع خالتها بمسرحية لفرقة علي الكسار ومنها لفرقة رمسيس التي أسسها يوسف وهبي عام 1924 وإرتبطت به ولم تتزوجه رغم حبها الشديد له. أصبحت أمينة رزق شخصية أساسية بالمسرحيات والأفلام التي قدمتها الفرقة. وفي عام 1925 أسند لها وهبي دور ليلى بمسرحية الذبائح، وفي عام 1930 أسند لها البطولة مع فردوس حسن والتي أدي خروجها لجعل أمينة رزق البطلة الوحيدة فقدمت راسبوتين وأولاد الفقراء وبنات اليوم والطمع وعطيل وفاجعة على المسرح وحب عظيم ورجل الساعة والدنيا مسرح كبير والدم الملوث وغيرها.

الأم علي طول الخط
إنضمت للفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى عام 1944 ثم المسرح القومي عام 1958 وتألقت بعشرات العروض كما بزغ نجمها بالسينما والإذاعة. أدت دور الأم ولم تكن تجاوزت 35 عاماً. أما دورها الأعظم ففي فيلم بداية ونهاية عام 1960 وهناك أيضاَ التوت والنبوت وقنديل أم هاشم وعودي يا أمي والمجرم وأريد حلاً والتلميذة وبائعة الخبز وغيرها فقد شاركت في بطولة 500 مسرحية و200 فيلم وعُينت بمجلس الشورى المصري عام 1991 ومنحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى ورفضت الإعتزال برغم حادث سيارة تعرضت له وأصابها بكسور بساقها لتتوفي عام 2003 عن 93 عاماً.

زواج مع إيقاف التنفيذ
أما الراحلة فردوس محمد فلقبت بأم السينما المصرية رغم عدم إنجابها، قدمها المخرج محمد كريم في دور الأم وكان عمرها 28 عاماً في فيلم دموع الحب ولما سافرت مع فريق العمل لباريس كانت مسئولة عنهم حتي أنها أحضرت من القاهرة ملوخية وبامية. لم تنجب فردوس محمد رغم زواجها مرتين الأولي وهي صغيرة والثانية وكان أغرب زواج بالوسط الفني فقد تلقت الفرقة دعوة لتقديم عروضها بفلسطين لكن القوانين لم تكن تسمح بسفر غير المتزوجات ووقعت الفرقة في ورطة لأن دور الفنانة كان رئيسي. وجد صاحب الفرقة فوزي منيب الحل في زواج فردوس من أحد أعضاء الفرقة وهو محمد إدريس فتزوجا صورياً وسافرا لفلسطين. وبعد إنتهاء العرض، فاجأها إدريس بطلبه للزواج فوافقت وتحول الزواج الصوري لحقيقي واستمر خمسة عشرعاماً انتهى بوفاة إدريس.‏

وش السعد للريحاني
كان نجيب الريحاني يتفاءل بوجودها بأفلامه وعندما قدم غزل البنات مع ليلى مراد لم يجد لها دوراً فرفض التمثيل حتى اضطر أنور وجدي ومحمد عبد الوهاب لإيجاد دور مربية ليلى مراد. قدمت الأم بكثير من الأفلام كحكاية حب ورد قلبى والمجرم والملاك الصغير وسيدة القصر وشباب إمرأة والبنات والصيف ورحلت فى 22 سبتمبر 1961 إثر إصابتها بالسرطان عن عمر يناهز خمسة وخمسين عاماً وبعد رحيلها ترددت شائعات بأن لديها إبنة كانت تتظاهر بأنها إبنة أختها بسبب وفاة أبنائها فور ولادتهم ولكنها معلومة غير أكيدة.