مهنة إنتشرت في مصر بالقرن التاسع عشر مع إنتشار أعمدة الإنارة التي تعتمد على النار لإشعالها وكان صاحبها عضو ببلدية القاهرة ويمارس مهام عمله يومياً لإنارة الشوارع الرئيسية فقط فيما كان الأهالي يقومون بإنارة الشوارع الداخلية والحواري. عاش المشعلجي لسنوات طويلة كشخصية مؤثرة بحياة المواطنين حتي إختفي كغيره من المهن بظهور التكنولوجيا الحديثة ونهاية خدمتع للأبد.

بدأت فكرة إنارة الطرق بالأعمدة مع الفتح الفاطمي لمصر وإنتشار الفوانيس التي إستخدمها الأهالي بالمنازل أولاً ومنها إنتقلت للشوارع لتصبح وسيلة الإنارة الرئيسية وكان المشعلجي يخرج يومياً قبل غروب الشمس حاملاً عامود حديد تعلوه إسطوانة مستديرة بداخلها قطعة كتان وزيت مشتعلة وعلي ظهره سلم خشبي فيجوب شوارع محددة ويصعد لأعمدة الإنارة وإشعالها ثم يعود صباحاً لإطفائها. 

ويعود تاريخ الإنارة بالمشاعل في الأصل للفراعنة وربما قبل ذلك بكثير فقد عرفت مصر مصباح الزيت منحوتاً في الحجر قبل الفراعنة بنحو ستة آلاف عاماً وكان يستخدم لإنارته زيت الزيتون أو الخروع أو دهن وشحم الحيوانات أو قطعة قماش كتان وهو ما ساعد قدماء المصريين على بناء حضارتهم ومواصلة عملهم ليلاً ونهاراً.

وقد وصف هيرودوتس المؤرخٌ الإغريقي الذي عاش في الفترة بين 420 و 480 قبل الميلاد ليلة منيرة بمصر القديمة لأحد الإحتفالات الفرعونية بقوله «الآن كل المصابيح مضاءة، مليئة زيتاً مملّحاً فيما يطفو الفتيل فوق الزيت، مشتعلاً كل الليل». وهناك أيضاً فنارة الأسكندرية وأحد عجائب الدنيا القديمة التي شيدها بطليموس فيلادليفيوس عام 280 قبل الميلاد بإرتفاع 180 متر ليُرى البحارة نورها على بعد خمسين كيلومتر في البحر كما صنعت مصر وسوريا المشكاة وهي المصابيح المستخدمة لإضاءة المساجد بعصر المماليك وهي أرقى أشكال الإنارة بكل والحضارات.

وأخيراً عندما دخل المعز لدين الله الفاطمي مصر عام 358 هجرياً، إستقبله أهلها ليلاً بالمشاعل والفوانيس التي ظلت مضاءة طوال شهر كامل إبان دخوله مدينة القاهرة لتتحول بعدها إنارة الشوارع لعادة مصرية مستمرة حتى عصرنا الحالي وإن إختلفت السبل والطرق والوسائل المستخدمة في ذلك في ظل تطور العصر والتكنولوجيا الحديثة.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام