عقد من الأحجار الكريمة صُنع منذ أكثر من 3000 عام قبل الميلاد ولكن تصميمه حمل الكثير من اللعنات التي تلاحق من يرتديه، لم تكن تلك اللعنات أسطورية بل كان لها وقائع تاريخية موثقة وبعضها أثببته الصور الفوتوغرافية فترردت أنباء عن أن كل من يرتدي العقد الملعون يُقتل وفي بعض الأحيان ينتحر.

اتفق المؤرخون على أن قلادة مردوخ صنعها كهنة الآله مردوخ وكانـت مليئة بالطلاسم والنقوش التي لم يجدوا لها أي تفسير فيما البعض أكد أن مردوخ هو نفسه النمرود ذلك الملك الجبار الذي حكم بلاد بابل وقتل أبيه وتحالف مع الشيطان وكفر وفي المقابل منحه الشيطان قوى سحرية سيطر بها على البلاد.

ضحايا اللعنة
اختفت قلادة مردوخ لعقود ثم عثر عليها الرومان واهداها الروم إلى هارون الرشيد والأرجح أنهم كانوا على علم بسر لعنته فهم كانوا يكرهون هارون الرشيد لأنه هزمهم بكثير المعارك، وقبل الخليفة الهدية ولكنه لم يرتديها بل أهداها لابنة عمه وزوجته زبيدة التي انزعجت وانقبض قلبها عندما رأت القلادة ولم تقل ذلك لهارون الرشيد خوفًا على مشاعره وفي كل مرة تحاول ارتدائها ترتجف وتمتنع بمجرد رؤية الطلاسم المنقوشة على العقد الملعون فقررت الاحتفاظ بها داخل صندوق خشبي وعدم ارتداءه أبدا.

ظلت قلادة مردوخ محفوظة في صندوق خشبي حتى توفي هارون الرشيد وبوفاته بدأت رحلة اللعنات فقد أصبح ابنه الأمين خليفة المسلمين في ذلك الوقت وفتن بالعقد الملعون وبجماله وظل يرتديه ليكون أول ضحاياه ويقتل على يد طاهر بن الحسين خلال الفتنة ليستولى طاهر على كل ممتلكات الأمين ومنها القلادة الملعونة.

وبعد أيام من قتل طاهر للأمين وارتداءه العقد مات مسموماً وهو يرتدي العقد الذي حفظ بعدها في خزائن الدولة حتي أخرجه الخليفة العباسي المستعصم الذي قتله المغول بقيادة هولاكو بطريقة بشعة وقتلوا معه جميع أفراد عائلته.

استولى هولاكو على كل ممتلكات المستعصم ومن بينها العقد الملعون ولم يكن يعلم سره فأهداه لعشيقته فانسا وكانت زوجة أحد قادة الجيش وانبهرت العشيقة بالهدية وارتدتها وعندما رأي زوجها قلادة مردوخ تزين صدرها تأكد أنها على علاقة بهولاكو فقتلها وارتدى العقد الملعون ليقُتل بدوره على يد المسلمين في موقعة عين جالوت بقيادة السلطان سيف الدين قطز  والذي حصل على العقد عقب قتل قائد جيش المغول.

ولم يعش سيف الدين قطز طويلًا بعد ارتداءه قلادة مردوخ فقد قتله الظاهر بيبرس الذي انتقلت اللعنة إليه فقتله أعوانه وآخر من امتلك العقد الملعون كانت ملكة مصر شجر الدر والتي ماتت مقتولة بالمغطس وهي ترتدي قلادة مردوخ وبعدها اختفى العقد الملعون الذي كان علامة للقتل والغدر في حياة الملوك والخلفاء لسنوات.

اللعنة تطارد ملوك فرنسا
لم يختف العقد طويلاً فقد عثر عليه الملك الفرنسي لويس التاسع وعندما ارتداه تدهور به الحال حتي مات بالطاعون وقلادة مردوخ حول عنقه ومن يومها انتشر خبر اللعنة التي يسببها العقد لكل من يرتديه فظل محفوظاً في خزائن العائلة الملكية الفرنسية لمئات السنين حتي ظهر مجدداً في عهد الملك لويس السادس عشر.

لم تكن الملكة ماري انطوانيت زوجة لويس السادس عشر تؤمن بلعنة قلادة مردوخ فقررت تحدى كل أقوال السحرة ارتدائها بكل شجاعة ولكنها لم تكن تعلم أنها تجلب بذلك التحدي نهايتها المأساوية هي وزوجها فبعد أيام من ارتدائها العقد قامت الثروة الفرنسية وقتلت الملكة وزوجة وقالت جملتها الشهيرة "ليتني تخلصت من هذا العقد الملعون وسمعت نصيحة الساحر كالبسترو".

كينيدي ضحية مردوخ
وبعد أعوام أصبح نابليون بونابرت مسؤولا على العقد وأهداه لزوجته التي خافت من ارتداءه بعد علمها بقصة لعنته واحتفظت به بعيداً عن القصر الملكي، وعندما قامت الحرب العالمية الثانية واستولي هتلر على كنوز فرنسا أهدى العقد لقائد جيشه جورينج لكنه غضب عليه بعد هزيمة ألمانيا وسجنه فانتحر الأخير في السجن وهو يرتدي قلادة مردوخ.

وبعد هزيمة ألمانيا، سرق العقد وانتقل للولايات المتحدة الأمريكية وبيع في مزاد علني واشتراه الرئيس السابق جون كينيدي وارتداه يوم اغتياله عام 1963 ووثقت الصور الفوتوغرافية تلك اللحظة التي قتل فيها كينيدي مرتدياً العقد الملعون. وكان كيندي آخر الملوك الذين حلت عليهم لعنة قلادة مردوخ واختفى العقد بعدها بصورة غريبة ويعتقد أن هناك من قام بسرقته حين نقل جون كينيدي للمستشفى.

إقرأ أيضاً