في قلب بيت الهراوى، يقع بيت العود العربى وأسسه الفنان العراقى نصير شمه عام 1998 كأول مركز متخصص لدراسة العود فى العالم لتأصيل ثقافة العزف المنفرد وتطوير المهارات بالإضافة لأنشطة ثقافية من ندوات وأمسيات.

تشمل الدراسة تقنيات العزف والأداء ومؤلفات مدارس العود ورموزها من الاساتذة والفنانين كجميل بشير وسالم عبد الكريم والشريف محيى الدين حيدر وروحى الخماش ومنير بشير ورياض السنباطى ومحمد القصبجى ومحمد عبد الوهاب وفريد الاطرش وجورج ميشيل ومسعود جميل بك وجميل بك الطنبورى وآخرون وأعمال عازفى العود من الدول العربية والمناهج التى وضعها شمة بالإضافة لعروض موسيقية يشارك فيها الخريجين ويستضيف البيت كبار الفنانين للحديث فى شئون الموسيقي وإعداد برامج موسيقية وأبحاث موسيقية متخصصة عن العود.

إستطاع نصير شمة أن يحقق حضوراً عالمياً للعود وصارت آلة العود الشرقية حاضرة مع الآلات العالمية الشهيرة كما أسس لنفسه أسلوباً خاصاً في العزف عرف بإسمه. إفتتح أول فرع لبيت العود العربي بالقاهرة وتحقق الحلم بإفتتاح عدة فروع بمناطق حول العالم منها بيت العود العربي بأبوظبي كما وضع شمة الأساس لكثير من المقطوعات وألف ألحاناً كثيرة للعود وأقام مشاريع جمع فيها بين آلته وآلات شرقية مختلفة.

أسس شمة فرقة عيون لموسيقى الصالة العربية على غرار موسيقى الحجرة العالمية وصارت من أكثر الفرق العربية حضوراً إذ أعادت للموسيقى بريقها بالمزج بين الكلاسيكية والحداثة وقدمت حفلاتها حول العالم فمثلت العالم العربي في فرانكفورت كما افتتحت مهرجان رافيينا الموسيقي بإيطاليا وعزفت على أكبر المسارح العربية والعالمية.

أسس شمة أيضاً فرقة تخيل كما أسس أول أوركسترا ضم عائلة العود ووصل عدد أعضاء الفرقة لخمسين عازفاً وعازفة كما أسس أول فرقة لعازفات العود، ليصبح العود آلة قائدة لآلات العالم كما دعا أهم عازفي العالم على آلات مختلفة لتأسيس أوركسترا بإسم أجمل الأصوات وقدمت الأوركسترا أعمالها بقيادة آلة العود. وضع شمة أيضاً عدداً من الألحان لآلة العود وآلات أخرى كالقانون والقيثارة كما وضع الموسيقى التصويرية لعدد كبير من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية والروائية القصيرة والوثائقية ونال جائزة أحسن موسيقى من مهرجان البحر المتوسط في فرنسا عن فيلم أحلام وحصد كثير من الجوائز والتكريمات عربياً وعالمياً وصار العود إسماً مرادفاً له كما حصل على لقب سفير الشرق إلى الغرب من قبل وزارة الثقافة الألمانية.

وعلي الجانب الإنساني، أسس شمة جمعية لمساعدة الأطفال الموهوبين من العراق ودعم نضالات الشعب الفلسطيني وساهم بإيواء اللاجئين العراقين فقد أدرك منذ طفولته أهمية الثقافة بحياة الانسان وبنى لنفسه نهجاً لا يكتفي بالموسيقى بل تجاوزه ليقرأ بمختلف العلوم والثقافات.

ولأن معاهد تدريس الموسيقى لم تكن معنية الإ بالموسيقى، أسس لطلبته مكتبة ثقافية غنية وأقام ندوات أسبوعية يعقدها لطلبته مؤكداً على قيمة المعرفة الشاملة التي وصفها بأنها العمود الذي يمنح العازف الثقة خلال وجوده على المسرح.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام