كان لنا في تاو تجربة مميزة أبحرنا خلالها لآسيا الساحرة المليئة بالغموض والخيال والأساطير. ولمن لا يعرفه تاو هو أحد أفخم وأشهر مطاعم فندق دوسيت تاني ليك فيو بالتجمع الخامس وهو المطعم الذي يقدم تجربة آسيوية مميزة في قلب القاهرة يقب عليها عشاق الإبحار لسحر الشرق بأسراره وعلاماته وقصصه المثيرة والأهم الأطباق الشهية والمبتكرة الغنية بالنكهات التي يقدمها بتوقيع أمهر الشيفات<

تبدأ المغامرة بمجرد دخولك المكان لتجد أمامك المدخل الفاخر والذي يذخر بالألوان الدافئة والمحببة لشرق آسيا لكأنك غادرت العاصمة وإنطلقت لبلاد بعيدة. ولا يعتمد المطعم على شكله الخارجي فقط بل تستكمل عناصر الديكور الداخلية الصورة النهائية الرائعة وذلك بواسطة الإضاءة الخافتة والتي تضفي طابعاً رومانسياً محبباً وكثير من الخصوصية كما يضفي إستخدام الخشب علي نطاق واسع دفئاً شرقياً أصيلاً وخالصاً فقطع الديكور محدودة واللمسات الآسيوية مبهجة فضلاً عن الإطلالة الرائعة علي بحيرة صغيرة تقبع في هدوء بداخل الفندق فتقودك للمطعم الذي ما أن تدلف أبوابه حتي يستقبلك الجميع بإبتسامة لافتة وترحيب كبير.                                     
ولعل أهم ما يميز تاو هو المطبخ المفتوح والذي يمكنك من خلاله رؤية الشيف وهو يقوم بتحضير الطعام أمامك وهو مقسم لثلاث أركان وهم ركن للطعام الصيني وآخر للياباني وأخيراً الهندي  وفي كل مطبخ ستشعر وكأنك بداخل البلد ذاته كما يقدم المطعم مجموعة متنوعة من الطعام اليابانى حيث يقدم السوشى والتيبانياكى والتي تم إعدادها بواسطة طهاة مهرة من اليابان بجانب الأطباق التقليدية والتي تعمتد في الأساس علي الطهي بالبخار. أما في المطبخ الصينى، فستشعر للوهلة الأولي وكأنك بداخل سوق في الصين مليء بالأطباق الحارة كالتندورى الهندي بجانب الأطباق المبتكرة من الفلبين وتايلاند التى يستمتع الرواد بتذوقها فى أى مكان يختاروه فى المطعم. وكل ركن لديه طاقم عمل مخصص له من نفس البلد فإذا أردت دخول الهند سيستقبلك العاملين ويرحبون بك علي الطريقة الهندية وإذا أردت دخول اليابان سيرحب بك العاملين بطريقة اليابان فهي ليست زيارة لمطعم آسيوي للغداء وحسب بل هو إنتقال حقيقي للبلد والتعرف عليها في رحلة إبحار بمطعم تاو.                
ستدهشك قائمة الطعام الطويلة والمتنوعة وتدفعك لتجربة المزيد من الأطباق وسرعان ما سيصبح المطعم وجهتك المفضلة. أيا كان المدخل الذي تختاره لابد من تجربة مشروب الترحيب الذي يقدمه الشيف الهندي القادم من شمال الهند وهو خليط متجانس من الزبادي والمانجو واللوز والفاكهة المجففة علي الطريقة الهندية وللحق كان لذيذاً للغاية. قدم لنا الشيف بعدها مجموعة مقبلات من الصين والهند واليابان ولكن عليك تجربة الديم سوم بالخضروات والجمبري الطازج والفراخ التي تقدم مع أكثر من صوص كما قدم لنا الشيف أيضاً كيكة السمك مع البطاطس والبصل المقرمش الحار وكان جيداً للغاية من حيث التقديم والطعم المختلف وأخيراً لا يفوتك تجربة الجمبري الساخن والمقرمش من الخارج والطري من الداخل فهو نموذجياً إلى حد الكمال وكان بحق نجم المقبلات كما قدم لنا الشيف أيضا مشروب الجيلي وهو مزيج من الليمون والخيار المنعش وإن لم يكن الأفضل .                             
جائت بعد ذلك تجربة الأطباق الرئيسية ومجموعة من الأطباق الآسيوية المختلفة فمن المطعم الصيني قدم لنا طبق شوان تيان جي المكون من الفراخ مع الخضروات بمذاق الحلو والحادق وكانت الفراخ شهية جداً ولكن الإستمتاع الحقيقي في التندورى من المطبخ الهندي حيث النكهة المميزة بالتوابل الهندية مع الخبز الهندي بالزبدة والجبنة لمجرد غمس قطعة من الخبز الهندي في صوص الفراخ تشعر بحالة من الهوس والجمال في آن واحد وكأنك مهاراجا يجلس علي طاولة بالحي الهندي، وكنوع من إستكمال سيمفونية العزف الآسيوي، قدم الأرز المقلي مع الخضروات بداخل أوراق زهرة اللوتس وكان تجربة فريدة ومبتكرة. ومن المطبخ الصيني أيضاً، قدم لنا السمك الطازج والمقدم بطريقة جيدة وبمذاق مختلفة وكل الأطباق المتنوعة من المطبخ الآسيوي في مكان واحد.

أما قسم الحلويات فأدهشنا بالفعل فقد قرر الشيف أن يجمع كل دفء البلاد الآسيوية في قطعة من الثلج تذوب داخل الفم باعثة لحظات من السعادة والمتعة تمر عليك مع كل معلقة من أيس كريم الليمون بالفواكه المجففة والفستق فقد أبدع شيف تاو في الجمع  ما بين الصين والهند واليابان في كوب من الأيس كريم .

تم تقديم جميع الأطباق بشكل جيد وكانت الخدمة سريعة وفعالة وأكثر من رائعة، لا أتذكر إسم النادل لكنها كانت يقظة للغاية وكان المكان مريحاً للغاية أيضاً بالإضافة للطعام الذي كان أكثر من ممتاز. وأخيراً، إذا أردت الهروب من كل الطاقات السلبية التي تحيط بك، ما عليك سوي التوجه لتناول الغداء في مطعم تاو بفندق دوسيت ثاني بالتجمع حيث ستحظي  بتجربة مدهشة تستحق المغامرة ولكن المشكلة الوحيدة التي ستقابلها هو انك ستشعر بالحنين للذهاب مرة أخري لتذوق أشهي طعام آسيوي.