عاد الأطفال إلي المدارس وزادت فرص الإصابة بالأمراض وإنتشار العدوي بينهم لذا تتصدر الوقاية الآن قائمة أولويات الجميع وعنها يتحدث الدكتور نبيل فوزي إستشاري طب الأطفال.

كيف نحمي أطفالنا مع بداية الدراسة؟
هناك كثير من الإجراءات الوقائية أولاً أن نعلم الطفل ألا يقترب من الأطفال الاخرين بدرجة كبيرة، لأنه لا يستطيع التمييز بين الطفل المريض والطفل السليم، ولذا فالأفضل أن يتجنب التعامل مع أي طفل أخرعن قرب، بل يبقي مسافة مناسبة بينه وبين الآخرين سواء أثناء الدراسة أو اللعب، وإذا شعر الطفل بإصابة أحد زملائه يجب أن يبتعد عنه قدر المستطاع، ويغسل يديه جيداً بشكل متكرر في فترة تواجده بالمدرسة، على أن يقوم بفركها جيدا بالماء والصابون ثم غسلها جيداً بالماء، ومن ضمن وسائل تأمين الطفل من الأمراض وعدوى المدارس، أن تساعدالأم  في تقوية جهازه المناعي الذي لازال في مرحلة التكوين والنمو، من خلال مد الطفل يوميا بالخضروات والفاكهة التي توفر ما يحتاجه الجسم من فيتامينات ومعادن أساسية، وتعتبر الفاكهة والخضروات الغنية بفيتامين سي على رأس القائمة، مثل الجوافة، الحمضيات، والفلفل الأخضر والملون، كما أن بقية العناصر تشكل أهمية كبيرة في تناول الطعام لتوفير وجبات متكاملة، سواء بروتينات أو نشويات، ولكن بقدر كاف لا يسبب مشاكل صحية للطفل.

وعلي الأمهات التأكيد علي أطفالهم بأهمية شرب الماء للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض، وعلينا أيضا التنبيه التام علي إستخدام الطفل لأدواته الشخصية، وضع كافة الأدوات الشخصية اللازمة للطفل في حقيبته حتى لا يضطر لإستخدام أدوات غيره من الأطفال، سواء أدوات الطعام أو المنشفة أو أي أغراض أخرى يحتاجها خلال اليوم الدراسي، وتشتمل أيضاً على الأدوات المدرسية التي يمكن أن تكون وسيلة لنقل الفيروسات عند تبادلها بين الأطفال، مع الإهتمام بنظافة الأدوات الخاصة بالطفل وتطهيرها يومياً بعد عودته من المدرسة، فهذا يضمن التخلص من البكتيريا والملوثات بقدر المستطاع، فالطفل يحتاج إلى التوجيه في سنه الصغير ليقي نفسه من الأمراض أثناء تواجده بالمدرسة، فالأم لا تكون معه ولا يمكنها مراقبته للتأكد من أنه لا يعرض نفسه لأي مخاطر صحية.

لماذا تكثر الأمراض عند الأطفال في فصل الصيف؟
الصيف يعتبر من أكثر فصول السنة إظهاراً لأمراض معينة بسبب الإرتفاع الشديد في درجات الحرارة والرطوبة معاً، والأطفال هم الفئة العمرية الأكثر تأثراً بهذه التغيرات المناخية، نظراً لضعف جهازهم المناعي وعدم قدرتهم على مقاومة هذه التغيرات وما يصاحبها من ظهور أمراض محددة يطلق عليها أمراض الصيف، وهي أمراض تصيب الناس على مدار العام، لكنها تزداد انتشاراً في الصيف لدي الأطفال.

ما هي أكثر أمراض الأطفال شيوعا في فصل الصيف؟ وكيف نقي أبنائنا من أمراض الصيف؟
بقدوم فصل الصيف يتعرض الأطفال للإصابة بالعديد من الأمراض التي تؤثر علي صحتهم وسلامتهم‏، منها النزلات المعوية وإرتفاع درجة الحرارة والحمي الشوكية والالتهاب السحائي والحصبة وغيرها من الأمراض الخطيرة، ومن أسباب حدوث النزلات المعوية إنتشار الذباب والأتربة، ومع إرتفاع درجة الحرارة تزداد السخونية أيضا، لذا لا بد أن تحرص الأم علي قياس درجة الحرارة, وفي حالة ملاحظة إرتفاعها يمكنها إستخدام المخفضات، وفي حالة عمل الكمادات للطفل يتم الإبتعاد عن الثلج والماء البارد حتي لا يصاب الطفل بنزلة شعبيا، أما إذا استمرت درجة الحرارة مرتفعة علي مدار اليوم يجب إستشارة طبيب، وتعد الحصبة من الأمراض التي تصيب الطفل في الصيف, وهي من الأمراض التي تحتاج إلي مضاد حيوي مع تناول السوائل بكثرة وتغذية الطفل جيدا، كذلك يجب الأهتمام بالحفاظ علي نظافة جسم الطفل وملابسه ومراعاة إستحمامه يوميا لحمايته من التعرض للأمراض.

ما العمل في حالة إصابة الطفل بالإسهال الصيفي؟
يجب أن ينتبه الآباء لمثل هذه الحالات التي ينتج عنها فقدان كميات كبيرة من سوائل الجسم وإرتفاع درجة حرارة الطفل، وربما تتطور الحالة فيصاب الطفل بفقدان الوعي،لذلك ننبه على المراقبة المستمرة من أول ظهور لإعراض الإسهال، يجب أن نعمل على تعويض الجسم عن السوائل التي يفقدها، فنعطي الطفل المشروبات الخفيفة ، أو تحضير مشروب الجفاف ويشترى من الصيدلية ويذاب في كمية المياه النقية المحددة، وهو يعمل على تعويض الجسم للسوائل وكذلك الأملاح اللازمة فإذا استمرت الحالة فيجب عرض الطفل على الطبيب المختص فوراً وعدم الاستهانة بتكرار حالات الإسهال .

هل تعرض الأطفال للشمس تغني عن فينامين د؟
لا غني لفيتامين د وخاصة لسد حاجة الجسم من فيتامين د، مع قضاء بعض الوقت في الخارج، للتعرض إلى أشعة الشمس التي تقوم بتصنيعه تحت الجلد، وتتوقف كميته على قوة الأشعة فوق البنفسجية، ففي وسط النهار تقوم بصناعة كمية أكبر عن فترة الصباح الباكر، أو بعد الظهيرة، وفي حال كان الجو مشمساً، ولكن أخذ القدر الكافي من حاجة الجسم لفيتامين (د) لا يتطلب التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة.
أغلب الاطفال يعانون من مشكلة صعوبة التنفس فما السبب والحل ؟ وكيف تؤثر درجات الحرارة على الجهاز التنفسي للطفل ؟
التأثير السلبي لارتفاع درجات الحرارة على الأطفال مرضى الجهاز التنفسي زائد مع ارتفاع نسبة الرطوبة، مما يؤدي إلى قلة نسبة الأكسجين في الجو بشكل كبير، الأمر الذي يؤثر سلباً على الجهاز التنفسي ومرضى الحساسية والربو الشعبي وبذلك تزداد نوبات الحساسية الصدرية والأزمة الربوية ومع إرتفاع درجات الحرارة تزداد نسبة الأعتماد على مكيفات الهواء، والتي لها تأثير سلبي على الجهاز التنفسي، نتيجة الفروق الكبيرة في درجات الحرارة مابين الأماكن المفتوحة في الخارج والأماكن المكيفة، مما يعرض الرئة إلى اختلال في درجة حرارة الهواء الداخل إليها ويجعلها غير قادرة على مقاومة أي التهابات أو تأثيرات فيروسية أو فطرية، كذلك تراكم بعض الغبار والأتربة المنزلية داخل فلاتر المكيفات وتكاثر ما يسمي حشرات الفراش  تؤدي جميعها إلى الإصابة بحساسية الصدر والربو الشعبي المزمن لدي الأطفال والكبار، وكثير من الناس لا يدركون أن فلاتر المكيفات تحتوي على مثل هذه الحشرات والتي يمكن أن نراها بسهولة بأنواع بسيطة من العدسات، وسيصاب الكثيرون بالذعر إذا عرفوا أن هذه الحشرات موجودة بكثرة حتى على الفراش والوسائد، كما تؤدي هذه العوامل إلى الإصابة بحساسية الجيوب الأنفية، حيث يشعر الطفل بعطس مستمر خاصة في أوقات الصباح الباكر مع حدوث رشح مزمن في الأنف وزكام لدى التعرض لفترات طويلة لهواء المكيفات.

كيف تؤثر ضربات الشمس على الإنسان خاصة الأطفال؟
يتسبب إرتفاع درجة الحرارة في فقدان الجسم كميات كبيرة من السوائل أثناء عملية التعرق عند الإنسان، حيث يحاول الجسم تخفيض درجة حرارته بإفراز العرق الذي يتبخر ويقلل من تلك الحرارة، ولكن كثرة التعرق تؤدي إلى نقص كمية السوائل بالجسم، والأخطر هو إفراز بعض الأملاح مع العرق والتي تؤدي إلى اضطراب التوازن بين أملاح الجسم، وهذا الاضطراب له مضاعفات خطيرة على جميع خلايا الجسم، وكذلك على خلايا الكليتين اللتين تتوقفان عن إخراج البول في محاولة الجسم الاحتفاظ بالسوائل، ومعنى ذلك تراكم المواد الضارة والتي كانت تخرج مع البول من داخل الجسم، وتزداد كثافة الدم بنقص السوائل ويقل مرورها للمخ وباقي الأعضاء أو تحدث جلطات داخل الأوعية الدموية فيصاب الطفل أو البالغ بما يسمى بضربة الشمس.

كيف نحمي أطفالنا من أمراض الصيف؟
أنصح بتفادي تعرض الأطفال طويلاً لأشعة الشمس إضافة للتخزين الجيد للأطعمة وعدم تناول طعام أو شراب غير مخزن بشكل صحي فقد تكون أفسدته درجات الحرارة المرتفعة، وعدم فرك العين بأيدٍ ملوثة أو السباحة في مسابح غير صحية، وعدم التعرض لأشعة الشمس الحارقة واستخدام النظارات الشمسية إذا أمكن لحماية العين من الرمد الربيعي، وعلي الأمهات النظافة الشخصية والبعد عن وجبات السريعة التي يقبل عليها الأطفال لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الكبروهيدرات والدهون مما يسبب شعوره بالعطش، كذلك سرعة الذهاب إلى الطبيب إذا ما شعر الأطفال بأعراض ارتفاع درجة الحرارة أو القيء والإسهال، لأن التأخر في العلاج قد يعرض حياة الطفل المريض للخطر، مع الإهتمام بتغذية الطفل لكي ترفع من مناعته وتعززها، وتقديم له بعض الفواكه التي تمد جسمه بالسوائل التي تقلل من العطش والجفاف مثل البطيخ والكريز والشمام، يجب أن يرتدي الطفل الملابس القطنية الفاتحة اللون والواسعة الفضفاضة.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام