زادت نسبة إصابة الأطفال بأمراض القلب خلال السنوات الأخيرة وتأتي التشوّهات الخلقية وسوء التغذية كأحد مُسبّباتها الرئيسية، ولأن الإهتمام بصحة الطفل الأساس لبناء أبناء أصحاء وأمة قوية، كان الحوار مع د. هشام شوقي أستاذ جراحة قلب الأطفال بكلية طب القصر العيني.

ما الجديد بجراحات قلب الأطفال؟
تتم جراحة القلب المفتوح بفتح الصدر وإجراء جراحة بعضلات القلب أو الصمامات أو الشرايين تجري الآن بدون بثقوب صغيرة لإصلاح أضرار بالقلب. والجديد هو التشخيص المبكر فقد تتسبب المشكلات بوفاة الأطفال بسن مبكرة لذا يتم التعامل مع الطفل بعد أسبوع من ولادته وللعلم نحن نواكب الدول الأوروبية من حيث النسبة.

ما هي أكثر عيوب القلب الخلقية ذيوعاً؟
يصاب طفل من كل 120 طفل بعيب خلقي بالقلب وتظهر عادة بعد الولادة أو خلال الأشهر الأولي علي هيئة لون جلد رمادي أو أزرق باهت مع تنفس سريع وتورم الساقين أو البطن أو حول العين وضيق تنفس أثناء التغذية مما يؤدي للهزال وتظهر أيضاً علي هيئة زرقان بالشفاه والأطراف بسبب ضعف تدفق الدم للرئتين وقلة الأوكسجين بالدم وتؤثر تلك العيوب علي الوعي والذكاء لدي الطفل وتحتاج لتدخل جراحي مبكر. أما المشكلة الثانية فهي تدفق الدم المتجه للرئتين مما يسبب إحتقان وإلتهابات رئوية وبالتالي ضعف الرضاعة وسوء التغذية وتأخر النمو وأخيراً المشكلات الناتجة عن تدفق الدم بمعدل غير طبيعي ويتم الكشف عنها بمرحلة متأخرة لذلك نؤكد علي أهمية الكشف المبكر فأغلب العيوب الخلقية ليس لها سبب معين والهدف من العلاج هو تنظيم سريان الدم بمرحلة مبكرة.

ماذا عن العيوب المكتسبة؟
قد تؤدي الحمى الروماتزمية لتلف الصمامات وتبدأ أعراضها بعد أسبوعين لثلاثة أسابيع من إلتهاب اللوزتين فتسبب ارتفاعاً في الحرارة وآلام وإلتهابات بالمفاصل، ومن الأعراض التي تُنذر أيضاً بإحتمالية إصابة الطفل بروماتيزم القلب سرعة ضربات القلب وتعالج بالمضادات الحيوية أما إذا وصلت الإصابة للمفاصل أو القلب فيعتمد العلاج على حقن البنسلين طويلة المفعول والأسبرين والكورتيزون في حالات الحمي الحادة.

في كل الحالات، يجب الكشف عن مدي تأثير الحمي علي عمل الصمامات وإذا حدث ضيق أو إرتجاع بالصمام لابد من عمل قسطرة لتوسيع الصمامات وتحدث للطفل بعمر ثمانية سنوات وأهم أسبابها تكرار الإصابة بالحمي الروماتزمية وأخيراً علي الأم الإهتمام بأدوار البرد التي تصيب الطفل لتفادي أعراضها الجانبية السلبية.

كم تبلغ نسبة العمليات الجراحية بمصر؟
عمليات القلب المفتوح للأطفال تخصص دقيق جداً يتطلب مهارة فائقة ولنا أن نفخر بأن النتائج التي نحققها تضاهي بنسبة كبيرة جميع الدول حيث يتم حالياً علاج ما بين عشرة آلاف حالة سنوياً وفي مصر نجري جراحات لخمسة أو ستة آلاف طفل ولدينا عجز بأربعة آلاف حالة سنوياً.

هل يشترط سن معين للجراحة؟
يعتمد تحديد السن علي مجموعة عوامل علي رأسها طبيعة المشكلة فهناك عيوب لا تحتمل تأخير وتستوجب التدخل الجراحي الفوري من سن يوم وحتي أسبوع أو أسبوعين وفي حالات أخري يكون التأخير عن شهر واحد خطر بالغ حتي أننا لا نقبل إجراء الجراحة بعد هذا التوقيت. أما في حالات تضخم الدم علي الرئتين فيمكن تأجيل العملية حتي بلوغ الطفل خمس سنوات.

كيف يتم الإستعداد للعملية؟
قبل العملية، نجري الكشف المبكر بالموجات الصوتية والأشعة المقطعية علي القلب وقد تستدعي بعض الحالات إجراء قسطرة. أما بعد العملية، فلا توجد إجراءات بعينها فالطفل يتحول لشخص طبيعي ولكن للأسف هناك معتقدات خاطئة سببها الخوف الشديد تعوق نمو الطفل بصورة سليمة وصحية.

ما هي نسبة حدوث تشوهات نتيجة الجراحة؟
لا توجد نسبة لحدوث أية تشوهات جراحية حيث تترك الجراحة بعد العملية خدش خفيف وسط الصدر يختفي مع التقدم بالعمر كما يلجأ أغلب المرضي لجراحات تجميلية لإخفاء الخدوش التي تختفي أيضاً من تلقاء نفسها.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام