صاحب تفشي فيروس كورونا، إنتشار كثير من المعتقدات الخاطئة التي إنتشرت بدون سند علمي وأغلبها معلومات تتعلق بالتغذية السليمة والمناعة وغيرها، لذا لزم الحوار مع المختصين. عن التغذية السليمة والحفاظ علي الصحة العامة، تتحدث أخصائية التغذية العلاجية د. أمنية درويش.

هل من عادات غذائية معينة لمقاومة الفيروسات وكيف نقوي المناعة؟
لم يثبت علمياً أن هناك أغذية بعينها من شأنها حمايتنا الإصابة بالفيروسات، لكن بشكل عام أي نقص ببعض المغذيات يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض كما يمكن تقوية المناعة من خلال تناول إحتياجات الجسم الأساسية من كل العناصر الضرورية عن طريق الغذاء المتكامل والمتوازن يومياً وفي حالة نقص أي عنصر يمكن تعويضه بالمكملات الغذائية بعد إستشارة الطبيب.

ما رأيك في هوس الفيتامينات المنتشر الآن؟
إنتشرت الإشاعات بأن جرعة عالية من فيتامين سي تقي من فيروس كورونا وأمراض أخرى وهو أمر لم تثبته الدراسات حتي الآن. يحتاج الجسم إلى 125-90 ملليجرام من فيتامين سي وتختلف تلك النسبة لدي الشخص المدخن وعموماً لا حاجة للحصول على فيتامين سي من المكملات الغذائية إذا كنت تتناول الخضروات والفواكه الطازجة والحمضيات والفلفل الملون والكيوي والفراولة والورقيات الخضراء والبقدونس والبروكلي. تحتاج أجسامنا أيضاً لفيتامين دي وهو متوفر بالأسماك الدهنية كالسالمون والسردين والحليب والألبان المدعمة بفيتامدين دي والبيض مع التعرض لأشعة الشمس المباشرة لمدة 15-10 دقيقة وهي فترة كافية ليمتص الجسم الفيتامين بصورة طبيعية. أما الزنك فيتوفر بالمأكولات البحرية واللحوم والدجاج والألبان والأجبان والبقوليات والمكسرات والحبوب الكاملة والبيض بالإضافة لفيتامين E ويتوفر بالمكسرات والبذور والزيوت كزيت الزيتون والأفوكادو والأسماك وأخيراً البروتين لتعزيز المناعة. وبعيدا عن الأغذية، أنصح بضرورة ترطيب الجسم وشرب من 10-8 أكواب مياه يومياً مع النوم السليم والرياضة حتى لو بالمنزل والأهم الإبتعاد عن التوتر والقلق فهما يضعفان جهاز المناعة والحرص علي من التنفس العميق والإسترخاء.

وماذا عن الخلطات الغذائية المنتشرة ومدي فاعليتها؟
إنها جميعاً أمور غير مثبتة علمياً فغير صحيح أن الثوم أو العسل أو الليمون أو غرغرة الحلق بالمياه والملح تقينا من فيروس كورونا كما أن تناول الثوم والبصل والكركم والزنجبيل واللبن والعسل لا يعالج الفيروس لكن هذا لا يعني إنعدام أهميتها فكلها مواد غذائية مضادة للأكسدة كما أنها تعزز المناعة وتفيد الجسم.

كيف إذن نقوي جهاز المناعة ونحافظ علي عاداتنا الصحية؟
الأمر سهل علينا بتناول كميات وفيرة من المياه بما لا يقل عن 10-8 أكواب يومياً لتنقية الجسم من السموم والمركبات الضارة وتحسين عملية تدفق الدم المحمل بالأوكسجين لجميع الأعضاء الحيوية خاصة تلك المسئولة عن المناعة كالطحال والغدد الليمفاوية فيصبح الجسم أكثر قدرة على مكافحة الفيروسات وبالتالي تقل فرص الإصابة بالأمراض. ويظل الأساس لنظام صحي وغذائي متكامل في تناول الأطعمة الصحية وأبرزها الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتين والبقوليات لغناهم بالعناصر الغذائية التي تقوي المناعة مع تقليل الكافيين فينصح بتناول المشروبات المنبهة بإعتدال والأفضل إستبدالها بمشروبات آمنة كالمشروبات العشبية الساخنة أو العصائر الطازجة غير المحلاة والإقلاع عن السكر فالسكر الصناعي الموجود بالمشروبات الغازية والعصائر المحلاة يضر بصحة الجسم خاصة عند الإفراط في تناوله لذا ينصح بالإبتعاد عن تناول منتجاته قدر المستطاع وإستبدال السكر العادي بعسل النحل فله خصائص علاجية مفيدة وكذلك إستبدال الدهون المشبعة بالدهون الصحية.

ما هي سبل التغذية العلاجية لمرضى كورونا المعزولين بالمنزل؟
هناك بعض المغذيات الهامة يجب على مريض كورونا الإهتمام بتناولها ومنها الأحماض الدهنية أوميجا 3 طويلة السلسلة وهي أحماض دهنية متعددة (PUFAs) لا يمكن تصنيعها بالجسم وتأتي من النظام الغذائي السليم وتتوفر بالمكسرات والتونة وزيت الزيتون ويجب أن نتناول ما يكفي منها في اليوم الواحد بما لا يقل عن 500 ميلليجرام مع ضرورة توفر فيتامين أ، ب٦، ب١٢، ج وجميعها تتوفر بالسمك والمصادر النباتية والفجل والسبانخ والكرنب والمسلوق والجوافة والعنب الأسود والليمون والبرتقال والمحار ولحم البقر والمعاز والرومي والدواجن والبيض والحبوب الكاملة وجميعها فيتامينات مقوية للجهاز المناعة ضد الفيروسات.

هل يجب ايقاف أي دايت بسبب الكورونا؟
إطلاقاً بل بالعكس إنها فترة يجب أن نستغلها في تعديل نظامنا الغذائي ونعتاد فيها على نظام الحياة الصحية وبالتالي سيقل الوزن تدريجياً وبدون معاناة.

ما هيَ أهمّ أنواع الرياضة التي تنصحين بها لسلامة الجسم؟
أفضل أنواع الرياضة هي التي نمارسها في الهواء الطلق كالمشي والعدو والرياضات التنافسية كالتنس وكرة القدم وكرة اليد السلة والكرة الطائرة فكل تلك الرياضات وخاصة الألعاب الجماعية لها فائدة على لياقة الجسم والصحة النفسية لذا أنصح باللجوء للصالات الرياضية أو الچيم فقط لتقوية العضلات أو عند عدم إمكانية ممارسة رياضة معينة.

هل يمكن ممارسة الرياضة مع إرتداء الكمامات؟
لا يجب ممارسة بالكمامة الرياضة إلا في حدود المشي المنتظم غير ذلك تكون شديدة الخطورة على التهوية المطلوبة للرئة والدورة الدموية لتوفير الأوكسجين خاصة أن متطلبات الجسم منه تتضاعف أثناء ممارسة الرياضة.