حموضة المعدة أحد أبرز المشاكل التى يعانى منها الكثيرون وتسبب ألماً شديداً وحرقة بالمعدة وتعوق عملية الهضم، أسبابها عديدة وأعراضها المؤلمة تتفاوت بحسب حدتها، قد تكون عارضة أو مزمنة لكن يظل الأهم أن تعرف أسبابها وكيفية تجنب حدوثها وعلاجها إن لزم الأمر.
تفرز المعدة مجموعة أحماض كالهيدروكروليك ومجموعة الإنزيمات اللازمة لهضم الطعام وأي خلل في تلك العملية يسبب حموضة المعدة كنتيجة لمشكلة الإرتجاع المعدي المريئي التي يرتد فيها الحمض وإفرازات المعدة خارج المعدة للمريء بعد تناول الطعام. أما حموضة المعدة فهي شعور بحريق وألم بمنطقة الصدر أسفل عظمة القصّ يشتد بالإنحناء للأمام أو الإستلقاء على الظهر أو عند الأكل وتشتد في ساعات الليل.
عن أسباب الحموضة المزمنة
تتسبب بعض العادات الخاطئة في زيادة فرص الإصابة بالحموضة كتناول أطعمة دسمة وغنية بدهون غير صحية تؤدي للسمنة والتدخين والإكثار من شرب المنبهات والمياه الغازية كما أن النوم بعد تناول الطعام مباشرةً قد يسبب الإصابة بالحموضة.
تحدث الحموضة المزمنة متزامنة مع الإصابة ببعض الأمراض منها الإرتجاع المعدي المريئي حيث ترتد المكونات الحمضية بالمعدة لأسفل المرىء الذي ينقل الطعام والشراب مما يحدث إلتهاب ببطانة المرىء مع الشعور بألم أسفل الصدر وحرقة المعدة. أما داء مريء باريت فيحدث بإرتجاع للمريء وتتغير طبيعة الأنسجة بالأنبوب الذي يصل المرىء بالفم وقد ترتبط بإحتمالية الإصابة بسرطان المريء ولذلك يجب إجراء فحوصات وعلاج المشكلة مبكراً كما تعد الإصابة بالميكروب الحلزوني للمعدة وتعرف بجرثومة المعدة أحد الأسباب الرئيسية للحموضة.
لعلاج حموضة المعدة
يجب تجنب الأطعمة التى تزيد الحموضة كالقهوة والمشروبات الغازية والكحوليات والأطعمة الحارة الغنية بالدهون وإستبدالها بالأطعمة الغنية بالألياف لمساعدة الجهاز الهضمى على أداء وظيفته كالشعير والسبانخ والتوت والأرز القرنبيط البروكلى والبامية والشاي الأخضر والينسون مع الإكثار من الموز لغناه بالبوتاسيوم الذي يقلل حموضة المعدة وتجنب السكريات والأهم شرب كثير من المياه والسوائل الطبيعية بالإضافة لمضغ الطعام جيداً وببطء وتقسيم الوجبات اليومية لخمس وجبات بكميات قليلة لتفادي التخمة وعسر الهضم.
ينبغي الحرص أيضاً على إنقاص الوزن والتخلص من الدهون التي تسبب الحموضة وعسر الهضم لذا علينا الإهتمام بممارسة الرياضة والمشى ساعتين يومياً لزيادة النشاط وحماية المعدة من الإلتهابات والحموضة مع الإبتعاد عن التدخين لتأثيره السلبي علي الجهاز التنفسي فقد يؤدي لإلتهاب الرئة والحساسية وضيق التنفس ومن ثم زيادة الحموضة.
وعند النوم، يجب وضع الرأس على وسادة عالية ليكون مستوى المرىء أعلى من المعدة لتقليل الحموضة والألم كما يجب تجنب تناول الطعام قبل النوم مباشرة. ويظل مضغ العلكة من الأشياء المفيدة لحموضة المعدة حيث تعمل على إفراز اللعاب والإنزيمات المهدئة للحموضة ولكن يجب تجنب العلكة بنكهة النعناع وأخيراً وليس آخراً تجنب التوتر والقلق للحد من زيادة حموضة المعدة وآثارها السلبية.
علاجات طبيعية ونتيجة أكيدة
عليك بتناول الينسون الدافئ الذي يعمل على ارتخاء عضلات المعدة وتقليل الأحماض أو الكمون الذي يقلل إفراز الحمض ويمكن تناوله شراباً أو إضافته للطعام، هناك أيضاً أوراق الريحان المغلية وتعمل علي تحسين الهضم وتقليل الحموضة. وللتخلص من الغثيان والألم المصاحب للحموضة، عليك بتناول بيكربونات الصوديوم مع المياه الدافئة أو زيت الزيتون وهو أيضاً من أفضل العلاجات الفعالة بالإضافة لعصير الصبار ويستخدم لتهدئة الحروق وإلتهابات المريء وجوز الهند لترطيب المعدة وأخيراً البروكلي والبطيخ والخس والكرفس.
أطعمة تسبب الحموضة .. تجنبها
تسبب بعض الأطعمة حموضة شديدة وأولها الشوكولاتة الغنية بالميثيل زانتين التي ترتبط بالكافيين فتضعف صمام المعدة وتسبب إرتخاء العضلات التي تتحكم في التدفق الخلفي لحمض المعدة مما يسمح له بالتسرب والشعور بالحرقة. وبرغم أن الحليب يستخدم لعلاج للحموضة لكنه أيضاً قد يسبب زيادتها فحليب البقر ومنتجاته من الجبن والزبادي تحفز إنتاج الأحماض وخاصةً لدى من يعانون من حموضة مزمنة.
وبرغم فوائد الأفوكادو الصحية، إلا أن به نسبة عالية من الدهون مما يسبب إبطاء هضم الطعام وإفراغ المعدة والضغط على صمام المعدة وتسرب الحمض للحلق، نفس الشيء بالنسبة للجبن الغني بالدهون والبصل حيث يؤدي لإرتخاء العضلة العاصرة للمريء والتي قد تسبب ارتداد الحمض ولا يشترط تناول البصل بمفرده لحدوث الحموضة بل حتي بإضافته للأطعمة كما أنه مصدر للألياف المخمرة المسببة للتجشؤ وتفاقم أعراض ارتداد الحمض. وأخيراً القهوة من أكثر مسببات حرقة المعدة وكذلك الشاي والمشروبات الغازية فالكافيين يعزز إنتاج الحمض الزائد ويضعف صمام المعدة ولذا يجب عدم الإكثار من تناول تلك المشروبات.