الكوتشينج لييس نصائح للنجاح ولكنه رحلة لإكتشاف الذات وفي النهاية القرار للشخص فدور اللايف كوتش هو المساعدة وليس حل المشاكل، وتظل العلاقات الأسرية الأكثر طرحاً وربما أيضاً أهمية لإرتباطها بمستقبل أجيال وعنها يتحدث خبير التنمية البشرية طارق ميشيل موجهاً الحديث للآباء عن كيفية التعامل مع الأبناء.

لتحقيق السعادة بالمنزل علينا معرفة أي طريق نسلك وما الهدف من تكوين أسرة سعيدة ومن ثم مجتمع ناجح فعلم الإجتماع الأسري يتناول أسس تكوين أسرة ناجحة وكيفية تربية الأبناء وتعليمهم واكسابهم المهارات لتحقيق الناجحات المستقبلية. للأسف تعاني الأسرة المصرية من تحديات كبيرة من ساعات عمل طويلة لغياب الوعي بالسلامة الصحية أو النفسية لأنفسهم وأبنائهم بسبب الأمية الثقافية ففاقد الشئ لا يعطيه وأخيراً تبدل الأخلاق فلا أحد يطيق أحداً بل يشكو الكل من الكل والجميع يعتقد أنه على صواب ومظلوم والنتيجة تشوه الشخصية المصرية فلم تعد متسامحة، متصالحة مع نفسها، محبة للخير وللغير، مسارعة لمد يد العون، متدينة بإعتدال ومنفتحة على الثقافات.

حالنا اليوم بكل أسف
فى الشارع يصطدم بك شخص بقصد أو بدون قصد أو يتسبب لك بأذى متعمداً أو غير متعمد وعندما تنظر إليه تراه متحفزاً وقد يتعدى عليك باللفظ أو الضرب بعدما كان من قبل يعتذر بأدب والسبب هو تخلينا عن السلوكيات التي تربينا عليها لذا علينا إستعادة هويتنا الأصيلة وإيقاظ قيمنا وتوريثها لأبنائنا لنحقق سعادة بالأسرة وننمي مجتمعنا فالأسرة مجتمع صغير وإنشغالها عن دورها هو ما أدي لتدهورها فنادراً ما يجتمع أفراد الأسرة على مائدة طعام أو أمام شاشة تلفزيون ولو مرة واحدة يومياُ ناهيك عن الإجتماع أسبوعياً في جلسة حوارية للإطمئنان علي الأحوال أو حل المشكلات وغرس القيم بنفوس الأبناء كما كان الحال زمان.

كثير من أبناء هذا الجيل لم يشهد تلك الجلسات وربما لم يسمع عنها فأفراد الأسرة الواحدة يتواصلون بالموبايل والرسائل أحياناً من غرف نفس البيت. وللعلم الحال نفسه في الريف فرب الأسرة يكدح في قراريط لتوفير لقمة العيش وتنحصر معرفته بأولاده فيما تعرضه الأم عليه بحجرتهما وهو يغالب النوم بعد يوم شاق وربما يغلبه النوم قبل أن تكمل الأم حديثها وقد تكون هي نفسها تعاني لكونها عاملة أو بسبب خدمة أولادها وأعباء بيتها، وإن لم ينم الأب أثناء كلام زوجته فربما نهرها لتتوقف عما يعتبره ثرثرة مكتفياً بمطالبتها بالتصرف وربما وبخها لكونها المسئولة عن التربية فيما ينحصر دوره في جلب المال متجاهلاً أن الرعاية التربوية والتوجيهية والرقابية أهم بكثير فقلة المال مع تربية الأولاد على الفضيلة والقناعة والرضا لا يؤثر على حياة الأسرة وكثرة المال مع غياب التربية لا قيمة له.

مهارات أساسية تعلموها أرجوكم
يكتسب الأهل مهارات كثيرة أثناء تربية أبنائهم كالمهارات السيكولوجية وفن التعامل مع الآخرين وغيرها عليهم أولاً توفير وقت للأبناء فهم بحاجة للإهتمام والحب والحنان كما أن توفير الوقت للأبناء يمنحهم ثقة كبيرة بالنفس ويجب أن يهتم الأب بتوفير وقت لأبنائه خارج نطاق العمل فالأطفال يكبرون بسرعة دون أن يشعر الأهل بمتطلباتهم النفسية والعاطفية. يجب أن يتفق الأب والأم علي نفس منهج التربية فإختلاف قواعد البيت يخلق حيرة وإضطراب لدي الطفل لذا يجب وضع أسس منذ البداية والإلتزام بها وعدم مخالفتها مع توزيع المهام بالعدل بين الأبناء والأب والأم ليشعر كل فرد أنه مؤثر ولا يمكن الإستغناء عنه والأهم توفير الحرية للأبناء لتعليمهم الإستقلال وحرية التعبير فتدخل الأهل الزائد يخلق شخصاً إتكالياً وغير مسئول وأخيراً تعويد الأبناء علي الحوار ليكتسبوا الثقة بالنفس ويعتادوا علي التفكير والنقاش والتعبير عن الرأي وعلى الآباء التطور مع طفلهما فعندما يكبر يجب التعامل معه بشكل مختلف خاصة خلال المراهقة علماً بأنه يكتسب كثير من صفاتهم فالأصول معروفة للجميع ولكن يجب إستيعاب تطور الزمن بأعراف جديدة علينا التماشي معها بما يتناسب مع التقاليد .

عن التوازن بين النفسية والشخصية
يتحقق بالتواصل بين الأهل والأبناء ففي الماضي كنا نستشير أبائنا وكانوا مرجعيتنا التي انتقلت حالياً لوسائل التواصل الإجتماعي لذا علينا العودة للجذور وإدراك كون التربية عملية شاقة تحتاج لجهد متواصل فبناء النفس من أشق عمليات البناء فالمادة الجامدة تطوعها كما تشاء أما النفس البشرية فتملك الحرية والإرادة وأبناءنا لا تنقصهم القدرات ولا يعوزهم الذكاء،ولكنهم يحتاجون لتربية متوازنة فلن يكون في صالح أحد تلبية الإحتياجات المادية دون الروحية ومن يتوهم أن واجبه كأب ينحصر في تأمين حاجات أسرته المادية واهم فنمو الأولاد انفعالياً هو الأهم، وعلى الوالدين إعادة تقويم تصرفاتهما فالطفل يحتاج لقناعة بإنسجام وتوافق أبويه ويحتاج للحب والإهتمام للتواصل معهما والأخذ بنصائحهما. لا توجد حلولاً سحرية لمشكلات الأبناء ففي ظل الظروف الصعبة أخلاقياً وإقتصادياً يجبر الفرد علي العمل ما لا يقل أحياناً عن عشر ساعات يومياً مع الوقت المهدر في الإنتقال وبالتالي لا يتبقي سوي القليل للأبناء علي فرضية أنهم متاحون في هذا الوقت. المشكلة مركبة والحل في ضرورة تخصيص وقت معين في الأسبوع للعائلة يلتزم به الجميع لتحقيق توازن نفسي وشخصي للجميع.  

ماذا بعد الطلاق
يجب تحمل نتيجة قرار الإنفصال وعدم التخلي عن المسئولية فهناك أباء ينسحبون تماماً بمجرد الطلاق ويقتصر دورهم علي الإلتزامات المادية وهي مشكلة كبيرة وأراها نقص رجولة وكأنه عقاب لطفل لا ذنب له ولأننا مجتمع ذكوري نحمل الأم المسئولية كاملة ونلقي اللوم عليها عند حدوث أي مشكلة للأبناء وهذا يرجع لعدم أخذ قرار الزواج علي محمل الجد من البداية.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام