أحد رموز الفن علي المستوي العالمي وصاحب فلسفة خاصة جداً تكمن في كيفية تطويع الضوء لأعماله التي بهرت العالم وتركت بصمة عميقة لإعمال لا زالت عالقة بذكرة الفنون العالمية كأحد المدارس العالمية التي يسير عليها الكثيرون، إنه رامبرانت صاحب فلسفة الضوء.

رسام هولندي وأحد عباقرة الفن في العالم، تميز بغزارة انتاجه إذ ينسب إليه أكثر من 600 لوحة كما كان أقرب الفنانين لقلب الإنسانية في صورتها المجردة والفطرية فقد أجاد ببراعة وإنسيابية نقل أفراحها وأحزانها والتعبير عن إنفاعلاتها بقوة وبسالة مع النجاح في تحويلها لأشكال لونية رائعة من إنعكاسات الظلال والنور والتي أصبحت فيما بعد العلامة المميزة لأعماله والمدرسة الخاصة به.

يعد رامبرانت أحد أكثر وأهم الرسامين الذين اهتموا بتصوير أنفسهم فقد فاق عدد صوره الشخصية المئة لوحة كما كان شغوفاً بوجه الإنسان بوجه عام بالإضافة إلي تجسيد تعابير الوجه وكان أيضاً بارعاً في تصويرها بدقة متناهية لتبدو وكأنها حقيقية لكائنات حية هذا بالإضافة لإهتمامه وولعه الشديد بالموضوعات التاريخية والمناظر الطبيعية ومشاهد الحياة اليومية البسيطة.

أشهر لوحاته على الإطلاق والأكبر حجماً والتي يمتزج فيها الضوء والعتمة لإضفاء حركية على المشهد وتصور مجموعة من الحراس الليلين يستدون لمباشرة دوريتهم المعتادة وقد تم تكليفه بإنجاز تلك اللوحة من قبل قائد الحرس الذي يظهر بمنتصف اللوحة بالملابس والقبعة السوداء، كانت ولازالت هذه اللوحة موضع اهتمام كبير من قبل النقاد والمهتمين بالفن التشكيلي إذ استطاع رامبرانت بعبقريته تصوير منظراً وتحويله لكرنفال صاخب من الضوء والحركة والألوان.

تتميز تلك اللوحة بكونها تضم 34 شخصية وهو رقم قلما نجد له مثيلاً بأي عمل تشكيلي آخر بالإضافة للشخصية المحورية باللوحة وهو قائد الحرس وبجانبه مساعده متاهباً وحاملاً عتاده وهناك أيضا الفتاة الصغيرة باللباس الأصفر وفي ثوبها دجاجة ميتة قد تكون شعاراً للحرس أو رمزاً لشئ غير معلوم وقد تعرضت اللوحة للهجوم مرتين الأول عام 1975 عندما قام شخص مختل بمهاجمتها بسكين والثاني عام 1990 عندما قام رجل برشها بحامض الأسيد وألحق بها ضرراً لكن تم ترميمها نسبياً.

إقرأ أيضاً