وجد في رمال واحة الخارجة بالوادي الجديد ضالته المنشودة ومنها يستوحي رسوماته التي تبهر أهل الواحات وزوار معارضه، عن توظيف الرمال في رسومات بديعة تبوح بأسرارها في لوحات تنبثق منها الطيبة المصرية، تحدث فنان الرسم علي الرمال أحمد وهبة فماذا قال؟
كيف كانت البداية؟
بدأت الرسم على الرمال منذ 30 عاماً فكنت خطاطاً ورساماً لكن أردت تكوين بصمة خاصة تعكس بيئتي الصحراوية فبدأت في الرسم علي الرمال وإحترفته ولا يوجد بمصر بل والعالم من يحترف ذلك الفن لذا ارتبط بإسمي وحددت رسالته في تخليد التراث والحياة البدوية بالواحات.
كيف إستخدمت الرمال في تشكيل لوحات؟
فكرة اللوحات ليست في الرسم بل هي رحلة بحث عن الجمال فأثناء مشاركتي برحلة خلوية لأحد جبال الوادي الجديد، إستهوتني ألوان الرمال الخلابة واحتفظت بكمية منها وفكرت في استبدال الزيت والفحم بالرمال لرسم لوحاتي وقررت الخروج عن المألوف فالغالبية تستخدم الرمال العادية المصبوغة برغم أن لدينا رمال ملونة طبيعية وهنا قررت عمل لوحات للتعريف بثروات بلدنا.
ما هي خطوات تصميم لوحة الرمال؟
أجمع حبات الرمال الصخرية بألوانها المختلفة من جبال الواحات ثم أرسم لوحاتي معبراً عن تراثنا البدوي ولدينا أكثر من 32 لوناً طبيعياً أي كل الألوان الطبيعة عدا الأزرق الذي استغني عنه في رسم السماء بتحديد وقت الرسم غروب أو شروق حين لا يكون لون السماء أزرقاً خالصاً. بعدها، أجمع خشب الدوم من هدم البيوت القديمة لعمل قاعدة لوحات رملية وهو خشب معمر ومعالج طبيعياً وخفيف فيمكن تثبيت الرمال عليه وقد إستخدمه الفقراء قديماً في صناعة التوابيت ثم يأتي لصق حبات الرمال وقد إستخدمت الصمغ العربى ولم ينجح ثم صمغ المشمش وكانت فاشلة أيضاً حتي توصلت للغراء الأبيض مع مادة طبيعية تستخرج من شجرة العشار فرائحتها النفاذة تبعد الحشرات وتحفظ اللوحة من السوس والنمل والأفضل عمل ثلاث طبقات من الغراء الأبيض وأخرى من الرمال وإعادة ذلك بعد أن تجف كل طبقة تماماً ثم نبدأ برسم الرمال الملونة.
ما أبرز الصعوبات التي تواجهها؟
المحاولات التي أبذلها لإنجاح مفهوم الرسم بالرمال فهدفي الأساسي رسم لوحات تستمر على جودتها لسنوات طويلة مع من يقتنيها دون أن تتساقط الرمال لذلك أكون شديد الحرص في إختيار الخامات الطبيعية المعمرة لتظل اللوحة علي جودتها.
ما أكثر ما يجذب الجمهور الغربي لرسوم الرمل؟
أري أن أكثر ما يجذب الجمهور الغربي لتلك اللوحات ترجمتها للأجواء التراثية في بعض مناطق مصر ورغبتهم الشديد في الإطلاع علي تراث الشرق الذي يظهر بشدة في اللوحات سواء من خلال الأجواء الشعبية والفتاة الريفية وحياتها والبيوت والمناظر الطبيعية المستوحاة من الجبال والتفاصيل التاريخية والإجتماعية وحياة أهل الواحات.
ما أقرب لوحاتك لقلبك وما مدي تأثرك بطبيعة الواحات؟
كل لوحاتي قريبة لقلبي وتبرز تراث الواحة من درب السندادية وهو أقدم دروب الخارجة وقد نزح إليه الرحالة العرب منذ قرن مضى فبه عين مياه صالحة للشرب جفت منذ خمسة عشر عاماً. جسدت بلوحة أخرى بعض معالم قرية القصر بالخارجة وبها مسجداً شيد عام 50 هجرياً كما وثقت ما يعرف بـفترة الدميرة التي يتم فيها جمع البلح وهو المحصول الرئيسي لدينا حتي أننا نؤجل المناسبات لما بعد تلك الفترة التي تبدأ في أغسطس وتنتهي في أكتوبر، شجرة الدوم المنتشرة بكثرة في الواحات ولا تطرح ثمارها إلا بعد 20 عاماً حاضرة أيضاً في لوحاتي التي تجسد منازل الواحات الملتصقة فلا يفصل الجيران سوى نصف متر مما يعكس قوة العلاقات كما أظهرت كيف أن أهل الواحات المصرية من أوائل من عرف الجرافيتي بنقوشات مزخرفة كان يزين بها منزل العائد من الحج. رسمت أيضاً المقتنيات التقليدية كالزير الفخاري المصنوع من الخوص المزخرف بالصوف الملون وقبضة القمح التي يعلقها الأهالي على الأبواب للبركة والرزق.
كيف تسوق أعمالك؟
أعرض لوحاتى بمتحف الواحات ويضم تراث الواحة القديم وأشارك بالمعارض كمعرض دبى للتراث ومعرض الفنون بالجامعة الأمريكية وساقية الصاوى والمعهد الثقافى الروسى والمعهد الثقافى الإيطالى ومعارض الواحات برعاية قصر الثقافة وقد زارها الفنان الأمريكى روبيرت دينيرو وإقتني لوحة تصور قرية القصر الإسلامى بواحة الداخلة وأقمت جداريات بحجم 15 متراً وبإرتفاع 4 أمتار بشرم الشيخ فى طريق دهب ولوحات بورتريه للشيخ خليفة والشيخ محمد بن زايد وأهديتها لهما بمعرض بالإمارات.
ماذا عن خططك المستقبلية؟
أفكر فى عمل دورات تدريبية فهو لوناً جديداً من الفنون لم ينتشر وأتمنى أن يتطور والجيل الجديد من المتدربين يطلقون عنان أفكارهم لهذا الفن الجديد فالرسم بالرمال وألوانها الطبيعية يختلف تماماً عن تلوين الرمال والرسم بداخل الزجاجات واتمني أن تتبني الدولة الفكرة وتساعدها.