رسام ونحات ومهندس وشاعر إيطالي، كان لإنجازاته الفنية أثراً بالغاً على الفن بعصره وخلال المراحل الفنية اللاحقة، إنه مايكل أنجلو هذا الرسام العبقري الذي أرسي أسس مدرسة فنية فريدة خاصة به سار علي نهجها الكثيرون من بعده لكن الريادة ظلت لمؤسسها.

إعتبر أنجلو أن جسد الإنسان العاري الموضوع الأساسي بالفن مما دفعه لدراسة أوضاع الجسد وإيماءاته المختلفة ورصد تحركاته ضمن البيئات والمواضع المختلفة حتى أن جميع فنونه المعمارية إحتوت على شكل إنساني سواء من خلال نافذة أو جدار أو باب كما كان يبحث دائماً عن التحدي بشتي صوره سواء كان جسدياً أو عقلياً وأغلب المواضيع التي كان يعمل بها كانت تستلزم جهداً بالغاً وكان يختار الوضعيات الأصعب للرسم إضافة لذلك كان دائماً ما يخلق عدة معاني ويعبر عن كثير من الأحاسيس والمشاعر من خلال لوحته a بدمج الطبقات المختلفة في صورة واحدة، وأغلب معانيه كان يستقيها من الأساطير القديمة والدين وموضوعات أخرى. وللحق، صنع منه نجاحه في قهر العقبات التي وضعها لنفسه فناناً مذهلاً إلا أنه كثيراً ما كان يترك أعماله دون إنجاز وكأنه يُهزم بطموحهِ نفسه.
         

وتظل من أعظم أعماله النحتية تمثال داوود وتمثال بيتتا العذراء تنتحب وقد قام بإنجازهما وهو دون سن الثلاثين. وبرغم كونه شديد التدين فقد عبر عن أفكاره الشخصية فقط من خلال أعماله الأخيرة إذ كانت أعماله الأخيرة من وحي واستلهم الديانة المسيحية كصلب المسيح. كما تعرف خلال مسيرته الفنية على مجموعة من المثقفين ذوي نفوذ اجتماعي كبير وكان رعاته دوماً من رجال الأعمال فاحشي الثراء أو أصحاب مكانة إجتماعية قوية بالإضافة لأعضاء الكنيسة وزعمائها، ومنهم البابا يوليوس الثاني وكليمنت السابع وبولس الثالث. سعى أنجلو ليكون دوماً مقبولاً من قبل رعاته لكونهم الوحيدون القادرون على جعل أعماله حقيقة وكان يعتبر الفن عملاً ينطوي علي جهداً كبيراً وعملاً مضيفاً فكانت معظم أعماله تتطلب جهداً عضلياً وعدد كبير من العمال وقليلاً ما كان يفضل الرسم العادي الذي يمكن أداءه بلباس نظيف. وتُعتبر هذه الرؤية إحدى تناقضاته التي جعلته يطور من نفسه من حرفي لفنان عبقري.

                   

في فترة من حياته، حاول أنجلو تدمير أغلب لوحاته ولم يبق منها إلا القليل ومنها لوحة «دراسة لجذع الذكر» التي أكملها عام 1550 وبيعت في صالة مزادات كريستي بأربعة ملايين دولار، وكانت أحد أعماله الأخيرة قبل أن يتوفي عام 1564.

إقرأ أيضاً