كانت موهبته الفطرية جواز مروره للفن وتربعه بقلوب المصريين ليثبت أن النجومية الحقيقية ليست في الإيرادات فقط بل في الأدوار الخالدة العالقة بالأذهان لسنوات وسنوات، علاء مرسي المضحك المبكي ومعادلة السهل الممتنع، إقرأ ماذا قال.

حدثنا عن صندوق الدنيا
فيلم لعماد البهات وهو صاحب رؤية فنية ومن تلاميذ الراحل يوسف شاهين وقد صاغ الفيلم من واقع معايشته لمنطقة وشخصيات وسط البلد وأرسل لي السيناريو وعندما قرأته شعرت بحالة توحد مع الشخصيات وكأنها حقيقية. كنت معجب بشخصية البلياتشو ولكن المخرج شاهدني بدور قناوي وهي كنت أتمني تقديمها لتشابهها مع قناوي في باب الحديد لدرجة أنني مثلتها بالمعهد وأُعجب بأدائي وقتها الراحل يوسف شاهين قائلاً "برافو يا ولد" وكانت العبارة وسام شرف لي وسيد مرجيحة هو التجسيد الفعلي لحلمي فهو لا يتكلم، يحب إمرأة ذات سلوك غير مقبول ويتعاطف معها حتي لو أحبت غيره فشرطه الوحيد هو أن يكون بجانبها. تقمصت الشخصية التي لا تتكلم بل تعتمد علي لغة العين والجسد فقط وبدأت التعامل مع رانيا يوسف التي تلعب دورها علي هذا الأساس فأعلق علي ما تفعله أو ترتديه لدرجة أثارت دهشتها. أذكر أحد أصعب المشاهد وكان مع الفنان أحمد كمال حيث أصابتني حالة إنفصال شديد عن الواقع لدرجة أنني نسيت من أنا وأين أكون.

ماذا يمثل لك التمثيل؟
أعشق التمثيل ولا أمتهنه ولا أقوم بأي دور لأجل المال بل يجب أن أحب الشخصية ولهذا أفكر في الإعتزال فلا أجد علاء ولو حاولت إيجاده فقد أسقط بفخ الإكتئاب وأنا لا أريد ذلك. لم ألهث وراء النجومية والمال بل أؤمن بالموهبة الحقيقية لذا أرتجل ولا ألتزم بالنص حرفياً، طبعا هذا لا يلغي دور المؤلف والسيناريست ولكن أنا أخذ روح الشخصية من السيناريو وأضيف لها.

ما أحب المشاهد إليك؟
مشهد في مسلسل جبل الحلال جاء بالصدفة فقد إتصل بي الراحل محمود عبد العزيز وطلب مني زيارته بالكارافان وكان هناك عادل أديب وناصر عبد الرحمن المؤلف وطلبا مني الإنضمام لفريق العمل ولكن لم يكن هناك دوراً لي لكنهم طلبوا مني البقاء في اللوكيشن ليجدوا لي الدور المناسب. وقتها كان التصوير في السيرك وكنت أحكي للمؤلف عن حبي للحيوانات وكرهي لها في نفس الوقت وألقيت مونولوج إرتجالي أعجب القائمين علي العمل فصورناه وظهرت ملامح الشخصية وسعدت بالتجربة وبرد فعل الجمهور.

ماذا عن صورك ومونولوج المسلسل بالسوشيال ميديا؟
لم أشاهد المسلسل ولكن سعدت بتداول المشاهد والكوميكس علي الفيسبوك، أشعر بسعادة كبيرة لأن الناس مازالت تتذكرني وأنا مُعجب جداً بعقلية الشباب الذين يستطيعون صياغة الكوميكسات ببراعة وخفة الدم.

                

لو كنت بمنصب مسؤول، ماذا ستفعل؟
سأجعل الدولة تعود للإنتاج من جديد وسأعيد نظر في أعداد المتخرجين كل سنة من أكاديمية الفنون ممن لا يجدون عملاً فأنا وأبناء جيلي تم تعييننا بالتليفزيون والمركز القومي للسينما والمعهد القومي للمسرح وخريجي الكونسيرفاتوار تم تعيينهم بالأوبرا. لقد استقلت بعد تعييني في المسرح القومي بثلاثة أيام لأن الممثل لا يجب أن يحصل علي راتب أو معاش بل يؤجر علي الساعات التي يعملها.

ماذا عن تجربتك في الإخراج؟
أنا هاوي وأحب الإخراج كممثل ورؤية نفسي من زاوية المخرج وبداخلي رؤية إخراجية ولكن أجهل تقنيات الإخراج والتصوير لذا أتعلمها ولكن لن أحترف الإخراج كما تعلمت إدارة اللوكيشن علي يد مخرجين كبار أمثال عاطف الطيب وعملت معه كممثل ورأيت كيف كان يوجه الممثلين في بداياتي الفنية. أعمل حالياً علي فيلم الحوت الأزرق وتدور أحداثه حول لعبة الحوت التي كان المراهقون يلعبونها وتسببت في حوادث انتحار كثيرة لكني أصغتها بشكل مختلف وهو إنعدام الخصوصية بسبب التطبيقات وفكرة أننا مراقبون طول الوقت والفيلم يعطي إنطباع بالقوة كمستخدمين ضد التلاعب بخصوصيتنا من قبل هذه البرامج والقائمين عليها وقد حرصنا علي تقديم تلك الرسالة بأغنية لمدحت صالح في النهاية.

أيهما أسهل الكوميديا أم الدراما؟
الإثنين أصعب من بعض فإذا كنتِ تعانين من الإكتئاب وقام شخص بإضحاكك فلن تنفع لأن موود الشجن أو السعادة هما المحدد الرئيسي لإستقبالك للمحتوي ولا توجد قاعدة عامة فالمسألة تخضع للحالة النفسية. فناني الكوميديا بدء من شارلي شابلن حتي علي ربيع مرّوا بتجربة حزينة فكلما عاني الفنان من الشجن، زادت حالة السخرية لديه ومن ثم الكوميديا فعند حدوث أي مشكلة بكواليس المسرح، أخرج للجمهور وأرتجل فيضحك الناس ويقول لي زملائي أنه ياليتني أتعصب كل يوم لتخرج مني هذه الطاقة الإبداعية.

من من الفنانين سعدت بالعمل معهم وتراهم أصدقاء؟
محمد هنيدي حبيبي وأيضاً أشرف عبد الباقي وأحمد أدم ولا أتذكر متي عرفتهم ففجأة وجدنا أنفسنا مع بعض، نقسم رغيف الخبز سوياً ونتشارك في أحلامنا حتي كانت مأساة وفاة علاء ولي الدين بعدها تفرقنا وبرغم محاولاتي للم الشمل لم أنجح والأقرب لي حالياً هو هنيدي وهو وش الخير علي المهنة كلها.

أحلامك في الفن
قمت بتأليف فيلم السمان بطولة عفاف شعيب ومحمود الجندي وأحمد راتب ونجوم من الخليج وساهمت بأفكار كثيرة لأفلام موجودة بالسوق ولم أُذكر فيها حتي عملت بفيلم بورصة قهوة مصر وكتبته وطرحت مشكلتي فيها وإستعنت بغادة حنفي وكانت قد عرضت علي أعمالها ووجدتها خفيفة الظل وعملنا سوياً علي الفيلم. فيلم الحوت أخذت فكرته من المؤلف أسامة حسام الدين وبلورتها بشكل مختلف ولكنه الوحيد الذي كتبته منفرداً بدون مساعدة أحد وقد تم الإنتهاء من السيناريو ومتبقي صياغة الحوار.

وأخيراً، خاشع وناشع
عرض لي علي قناة أبو ظبي مسلسل خاشع وناشع في رمضان وقت الإفطار وتدور أحداثه خلال الستينات حين كانوا يستعينون بدول الخليج بالخبرات الأجنبية من كل البلاد ومنها مصر. قدمت دور مُدرس مصري يعمل بالإمارات ويعلم الأطفال القراءة والكتابة بقالب تاريخي كوميدي وهو من تأليف عبد الله أبو زيد أحد نجوم الإمارات وإخراج سيف الدين الشيخ بمشاركة نجوم مسرح الإمارات وممثلة أمريكية تُدعي كاترين.

إقرأ أيضاً