مثيرة للجدل، مثقفة جداً، أعمالها تحمل أفكاراً طازجة، تبهرك بأدائها ببساطة وتعيش حالة تألق فني شديد، إنها حنان مطاوع التي إحتلت حققت نجاحاً كبيراً بالدراما، تعيش حالة بريق فني بنجاح أعمالها وتشاركنا حوار خاص يتناول أعمالها وتفتح قلبها لأمور حياتها ونشأتها وسط مناخ فني مميز.
عدت للسينما بعملين فما سر غيابك عنها؟
الفنان لا يختار بين السينما والتليفزيون والمسرح بل نختار مما يُعرض علينا وأنا أبحث عن عمل يثير شيء بداخلي حتى جاءني يوم مصري وقابل للكسر، شجعني السيناريو الممتاز وجذبتنى الأدوار وفرق العمل ومخرجين عملت معهم بأكثر من عمل كما أن الدورين مختلفان فقد لمسني يوم مصري بصدق أما قابل للكسر فهو تحدي صعب رغم أنه غير معقد بل يحكي تفاصيل ثلاثة أيام بحياة البطلة.
حدثينا عن عايدة فى لمس أكتاف
رشحني المخرج حسين المنباوى لشخصية عايدة وقد سبق وتعاونا في حلاوة الدنيا وهو مخرج متميز يجيد إظهار إمكانيات الممثل والشخصية جذابة وطريقة هانى سرحان فى الكتابة رائعة فقد زودها بكثير من الطيبة بشراسة وضعف وإنكسار فهى إنسانة بالمقام الأول والإنسان متقلب وهو ما ذكره الله عزه وجل فالنفس البشرية بها التقوي والفساد وكلنا بداخلنا الخير والشر فقد تغلب القسوة علي البعض وتغلب الطيبة علي الآخر ولكننا لم نعتاد في الدراما تقديم النفس البشرية بتقلباتها بل نقدم الشرير أو الطيب وكأن البشر ملائكة وشياطين لذلك فالدور كان منطقة جديدة إذ يظهر الشريرة بضعفها فعايدة شخصية فاسدة لكن لديها مناطق ضعف وهي أيضاً ساذجة وتتاجر في المخدرات. لاقي العمل نجاحاً كبيراً وحفظ الجمهور إسم عايدة مما أسعدنى جداً، أنا عموماً لا أتوقع كيلا أشعر بإحباط كما أن كل مشاهد العنف كانت صعبة وثقيلة على قلبى لأنى ضد العنف تماماً والأصعب أن يمسك الفنان بتفاصيل الشخصية من الألف للياء وهو أمر صعب لى.
كيف تحولتي في مشهد واحد من الهدوء للإنهيار؟
تقمصي الشديد للشخصية جعلني أشعر بها إلي حد كبير مما أظهر إنفعالاتي بصدق فالشخص الطبيعي يتحول في لحظة عند التعرض لأي موقف مؤلم وبرغم كونها تاجرة مخدرات فهي ضحية مواقف قهر كثيرة.
تعيشين نضوجاً فنياً وتبحثين عن الأدوار الصعبة
علي الفنان أن يجدد من نفسه وأدائه وأدواره بإستمرار وأن يطلع علي كل جديد بالدراما فالحياة مستمرة ويجب ألا يستسلم بحجة النضوج الفني. أنا لا أبحث عن الأدوار المعقدة بل المختلفة ففي حلاوة الدنيا قدمت شخصية أكثر من بسيطة ولكن الدور كان نقطة فارقة بحياتي وفني وأيضاً 604 وينتمى للرعب والغموض والإثارة وكانت شخصية غنية جداً ولكن ليست معقدة أو صعبة فأنا لا أختار الأدوار المعقدة بل المميزة.
كيف تطورين من أدائك؟
أتردد علي ورش تمثيل للتطرق لأماكن جديدة كالتمثيل بطبقات صوت وحركات وعواطف مختلفة وأختلط بالبشرلتقوية قدراتي فكل شخص يضيف لي شيئاً جديداً فعين الفنان كالكاميرا تسجل كل شيء مع عشقي للأعمال العالمية لدراسة التقنيات الحديثة فهم متطورين جداً وأتمني أن نصل لمستواهم الإبداعي.
ماذا ينقص السينما أو الدراما؟
وجود أكثر من موسم فلا يجب الإنتظار لرمضان لعرض الدراما وهو ما أصبح قيد التنفيذ فهناك أعمال خارج الموسم كما يجب أن يحصل الممثل علي كل الحلقات قبل التصوير لدراسة الدور والإستعداد له مع وجود أعمال درامية من 7 أو 15 حلقة كما يحدث بالخارج مثل Game of Thrones الذي حقق له نجاحه الإمتداد لأكثر من موسم مع وجود أعمال تتجاوز 60 حلقة والأمر يتوقف علي طبيعة القصة والأحداث.
أي أدوارك هي الأقرب لشخصيتك؟
أري نفسي في حلاوة الدنيا بطريقتي علاقاتي بأصدقائي في المدرسة لكنني مستقلة بعكس الدور الذي جاء بشخصية تعتمد علي صديقاتها ولكن روح الشخصية قريبة مني ولكن لا أعتقد أن هناك دور قريب من شخصيتي فعايدة الحناوي لا تحمل أياً من صفاتي ولا شبه بيننا وكذلك دوري في أطفال الشوارع.
مخرجين تركوا بصمة لديك، من هم؟
كثيرين منهم تامر محسن مخرج هذا المساء وهو عبقري ولديه رؤية متكاملة وهالة خليل وهي شخصية تحليلية وحسين المنباوى الذي أتمني العمل معه مرة أخري ورؤوف عبد العزيز وشادي الفخراني وكثير من المخرجين ممن عملت معهم أضافوا لي بصورة أو بأخري.
حلمك وبرجك وحكمتك
أتمني تطوير نفسي وفني أكثر وأن أكون مميزة وصادقة فيما أقدمه وأتمني تقديم أدوار تمس الجمهور وتؤثر فيه. أنا برج الحوت وسعيدة جداً لأن عمرو دياب غني له وكثير من صفاتي تتناسب معه كالعواطف الجياشة والحوت مبدع وروحاني جداً وحنون وهاديء حتي يثور فلا يستطيع أحد أن يقف بوجهه. للفن قيمة كبيرة وعلي الممثل تقديم فن ممتع يعكس حالة المجتمع الذي يعيش فيه وطرح قضايا إجتماعية بحلوها ونشر الوعي والإرتقاء بالفن بصورة عامة. أما حكمتي في الحياة فكن جميلاً تري الوجود جميلاً ولا تسيري مع التيار بل كوني أنتي التيار وهذا هو المبدأ الذي أسير عليه وألتزم به.
لمن تقرأين؟
أعشق نجيب محفوظ وكان له تأثير شديد علي أفكاري وشخصيتي وأراه علامة فارقة بالنسبة لي، أعشق أيضاً مسرحيات توفيق الحكيم وأقرأ للكثيرين فأنا عموماً من عشاق القراءة. لم يثير نجيب محفوظ لدي رغبة في تقديم شخصية ما فكل شخصيات رواياته لمستني وكنت أشعر وكأني بداخل العمل بكل شخصياته رجال ونساء وأنني جزء من النسيج الدرامي والقصة ذاتها ولكن يظل العمل الأقرب لي رواية السراب.
دور تتمني تقديمه أو جزئية لم تطرقيها
النفس البشرية غنية جداً فيمكن تقديم دور كوميدي أو فتاة في حارة شعبية بأكثر من شكل فهناك أكثر من تركيبة للشخصية الواحدة وهناك نماذج عديدة لم تقدم وأنا مستاءة لأننا لم نقدم أعمال تتناول التاريخ الفرعوني وما قدم كان ضعيف ولا يناسب ثراء تاريخنا فهناك شخصيات فرعونية لم تذكر برغم أهميتها كما لم تنجح الأعمال في ترجمة عظمة تلك المرحلة فالبشر العاديين والرسامين والخياطين يجب أن نؤرخهم ليس بشرط أن يكون العمل يؤرخ ملكة فأتمني طرق لتلك المنطقة والمساهمة بمثل تلك الأعمال.