توقف المعارض الفنية بإنتشار كورونا لم تمنع الفنانين من نشر أعمالهم والتعبير عن أحوالهم ومع الفنان التشكيلى الدكتور أشرف رضا، رئيس المجلس المصرى للفنون التشكيلية وأستاذ التصميم بكلية الفنون الجميلة ورئيس مؤسسة أراك للتعاون والثقافة كان هذا الحوار.
كيف إستغليت فترة الحظر؟
كانت أيامي مزدحمة فكنت أقضي أغلب الوقت مع تلاميذي بكلية الفنون الجميلة وخاصة طلاب البكالوريوس وإستطعنا لأول مرة تدريس الفنون عن بعد وتنفيذ مشروعات التخرج أونلاين وأداء المشاريع علي البرامج الإلكترونية. لقد أجبرنا علي هذه الخطوة التي إستغرقت وقتاً كبيراً ما بين تصحيح وإجتماعات ومحاضرات أونلاين. بعدها يأتي وقت عالمي الخاص بالمرسم علي شغل الديكور وأعمالي الأبداعية فأنا أستعد لمعرض جديد في سبتمبر أو نوفمبر.
هل يمكن لكلية عملية الدراسة أونلاين؟
كان تحدياً كبيراً ولكننا نجحنا بإستخدام كل الوسائل المتاحة من برامج فيديو وبرامج إجتماعات إلكترونية فأغلب طلاب المرحلة النهائية كانوا يرسلون الصور المدمجة علي الواتس أب للتصحيح وكان أمراً مرهقاً جداً لكنه بداية جديدة للتعليم بمصر فلأول مرة يتم تنفيذ مشاريع التخرج الفنية إلكترونياً والإستغناء عن الفرشاة والألوان والأدوات التقليدية.
ما رأيك في التعليم عن بعد؟
لابد من إستغلالها فقد وفرت علي الطالب تكاليف الخامات والأدوات والإنتقالات، كان الحد الأدني لتكلفة مشروع التخرج 10 آلاف جنيهاً وكانت عبئاً علي الطالب وأسرته لكن الجهد المبذول لا يقدر بمال إذ يستغرق الطلاب وقتاً أكبر لتجربة التقنيات الجديدة. وبرغم توفر حرية الوقت، ظهرت سلبيات أهمها تشتت الإنتباه وعدم التركيز بالمنزل والخروج من الحالة الفنية بسبب العوامل المحيطة بالإضافة لملل الجلوس بالمنزل الذي أثر سلباً علي نفسيتهم وإبداعهم.
كلمني عن أبجدية التاريخ ولماذا إخترت هذا الإسم؟
عملت منذ عام 2012 وحتي 2020 علي مجموعة التجريدية المصرية وشاركت بها بأكثر من معرض قومي وعالمي وأصدرت كتاب عن التجربة جمع كل رمز من الحضارات التي مرت علي مصر في تكوينات وتشكيلات فنية مجردة من الخطوط الصريحة، إنها الحدوتة التجريدية المصرية بلمسات تواكب تطور كل مرحلة كما خرج منها خط أزياء أطلقته المصممة برديس جمال الدين وكذلك خط أثاث وكلها تحت مظلة التجريدية المصرية في 2012. أما التسمية فتعود لطبيعة مصر فهي ليست فرعونية أو قبطية أو إسلامية بل هي أم الدنيا ومهد لحضارات فرعونية ورومانية وأجريكية وأفريقية ومتوسطية وإسلامية وغيرها ومنها ولدت أشكال ورموز من وحي تصميم من شكل الحروف الأبجدية بلغات التاريخ كأشكال تشبه الحروف الهيروغليفية القديمة أو الزخارف العربية أو الرموز القبطية والفن العربي والجريك رومان بطرق جديدة لذا أطلقت عليها أبجدية التاريخ، نعم تجربة صعبة لكنني أعشق التحدي ومعرض أبجدية التاريخ هو الخطوة الأولي لإنطلاق النشاط الفني من جديد. كانت لدينا خطة طموحة لعام 2020 بالتعاون مع مؤسسة أراك التي أتشرف برئاستها ولكن الأمل في الجزء الثاني من العام.
لماذا لا تقام معارض أونلاين؟
كثيرون يقيمون معارض أونلاين بمصر وخارجها وهناك أيضاً مزادات أونلاين لكن الأمر كله عرض وطلب وتفاعل وبرغم المحاولات لا زالت حالة العميل النفسية عائقاً لإقامة مثل تلك الفاعليات فأغلب الفنانين يخرجون طاقتهم في إبداعتهم ولكن حركة العرض والإقتناء والنقد والإحتفال توقفت فمثلاً عندما بدأت إجراءات الحظر أقمنا بمؤسسة أراك مسابقة للفنانين بعنوان لون قناعك وتفاعل الكثيرون وأرسلوا لنا صورهم مرتدين أقنعة صمموها بألوانهم وأسلوبهم ثم أقمنا بالصور معرض كحالة عشناها.
هل إستعدنا هواياتنا بفضل الحظر؟
بكل تأكيد فبدون تخطيط مسبق أجبرنا علي العودة لما نحب فإسترجع البعض هواية القراءة أو الكتابة وتأليف القصص أو متابعة الفنون التشكيلية والغالبية إتجهت للرياضة وبظهور البرامج التكنولوجية إنتعش النشاط الفني والثقافي.
هل من لوحات جديدة تعبر عن الأزمة الحالية؟
كثير من الفنانين قدموا أعمال نبعت من الوضع الحالي بأسلوب تجريدي فنجد اللوحة قاتمة تميل للعزلة والإكتئاب وتعكس حالة الفنان النفسية.
هل من قضية تترجمها تصميماتك؟
لا نسطيع الحياة بدون مصمم فنحن نجلس بغرفة أثاثها له مصمم، نرتدي ملابس لها مصمم، نركب سيارة لها مصمم فنحن ماحطين بمصممي العالم لذا نعتبر المصمم الجوكر لإمكانه القيام بأي تصميم لصالح المتلقي وأنا لست رساماً وعندما أرسم يكون لي هدف وثقافة أريد نشرها بعكس الزملاء من الرسامين المتفاعلين مع الحياة.
ماذا عن دور الفن التشكيلي في رفع الروح المعنوية؟
إنه أحد أهم أهداف الفن التشكيلي فنحن نحتاج للفن بحياتنا فكثرة رؤية القبح وعدم النظام جعله طبيعياً لذا وجب إحداث صدمة بالشكل واللون والرائحة بالمحافظة علي مظهرنا ونظافتنا ونظافة بلدنا وشوارعنا فإذا ركز المتلقي في لوحة بألوان جميلة ستتغير حالته النفسية وهناك عيادات متخصصة للعلاج بالفن فهو غذاء الروح وعندما تتغذي الروح يتغذي الجسد.
وأخيراً، أحلامك وطموحاتك
أتمني زوال الوباء وأنتظر إفتتاح مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة فهي أكبر مدينة فنية بالعالم وأتشرف بكوني ضمن الإستشارين المشرفين علي المشروع. لقد تم إنشاء أكبر دار أوبرا ومسارح و4 متاحف للفن الحديث والمعاصر ولعواصم مصر وهناك مراسم للفنانين والنحاتين ومراكز إبداع ومكتبة مركزية ومزرات الفنية وأتوقع أن تحدث طفرة كبيرة بالفنون في مصر والشرق الأوسط.