خبير تسويق، خريج جامعة أمريكية إدارة أعمال قسم تسويق وحاصل علي بكالوريوس إقتصاد من لندن ثم ماجستير في التسويق الدولي، بدأ رحلة الكتابة بإصدار كتابين عن سلوك المستهلك في التسويق، وكتب كتب باللغة الإنجليزية وديوان شعر ورواية النمر التي إستغرقت عاميين كامليين في الكتابة، سراج الدين ياسين سراج الدين وحديث مطول عن الثقافة والأدب والحياة.

أراك شغوفاً للكتابة باللغة العربية، فما السبب؟
أعشق اللغة العربية منذ صغري وكنت أكتب شعر وقصص قصيرة فهي موهبة وشغف بدأ منذ أيام الدراسة، كنت محظوظ بفضل نشأتي بمناخ حافل بالشخصيات العريقة أمثال فؤاد سراج الدين وياسين سراج الدين وكنت دائماً أجلس مع والدي وشخصيات أكبر مني سناً وأستمع بعناية لما يدور من حولي مما زاد من تعلقي باللغة العربية. أما السبب الثاني فكان أحد أساتذة اللغة العربية في المدرسة وهو من حببني فيها بالإضافة لوالدتي الدكتورة عواطف سراج الدين ولها باع كبير في التربية والتعليم. إجمالاً، الخلفية الثقافية كان لها دور كبير في تكويني وثقل موهبتي مع الجهد الكبير الذي أبذله حتي كان قراري بكتابة رواية النمر والتي لاقت نجاحاً باهراً أسعدني وزاد من حماستي لتقديم المزيد.

حدثنا عن رواية النمر وكيف كان إختيار الإسم؟
يضفي إختيار إسم النمر غموضاً ويدفع القارئ للتساؤل والدهشة كما يشير للقوة والوضوح وهو نسبة لإسم البطل وهو ناصر النمر، حرصت علي إستخدام اللغة العربية الفصحي بأسلوب البسيط يناسب القارئ الكبير والصغير وركزت علي أن تكون الحوارات بالفصحي وكان تحدياً كبيراً بالإضافة لفكرة الرواية ذاتها فليس لدينا روايات تعتمد علي الأدب الحركي بل أغلبها بوليسية أو تسعي لحل لغز ما لذا قدمت أدب الحركة حيث التشويق والإثارة وباللغة الفصحي البسيطة، يمتزج بالرواية عدد من الأنماط الفنية كأسلوب القطع أو الفلاش باك بين الشخصيات كما طعمتها بالأدب الأساطيري القديم الإغريقي في بعض المصادر والإسقاطات لإضفاء الطابع التاريخي ومزيد من المتعة بمتابعة الأحداث بنقل القارئ لعصور لم يشاهد ثقافتها من قبل فيشعر أنه بعالم تاريخي برغم أن الأحداث معاصرة وإستخدمت أيضآ الحبكة والعقدة كنوع من التحدي لإضفاء الإثارة وهو تكنيك معقد في الكتابة ولكن أراه الأمثل لجذب إنتباه القارئ.

ماذا عن مرحلة النشر؟
إنها المرحلة الأكثر إرهاقاً إذ إستغرقت وقتاً كبيراً ومرهقاً للإنتهاء من كافة المراحل من مراجعة وتدقيق وطباعة. كان الأمر مغامرة ولم يلق ترحيباً في البداية من قبل دور النشر لأسباب تجارية وتسويقية فكل دار لها رؤيتها وإتجاهها التسويقي وأنا أقدم لون مختلف فكان الأمر لهم مخاطرة وفي النهاية وفقت بدار العين وهي دار كبيرة ولها إسمها في عالم النشر كما حصدت جوائز عديدة. والحمد الله صدرت الرواية وموجودة بأكبر منافذ بيع ونجحت في جذب شريحة كبيرة من الشباب لإيقاعها السريع وسرعة إيقاع الأحداث كما نجحت في إجتداب الكبار وهناك عدد من النقاد أشادوا بها لكونها تمثل إتجاهاً جديداً به جرأة ومخاطرة في طرح قضايا هامة ومكتوب باللغة العربية الفصحي.


كيف تري الحالة الثقافية الحالية بمصر؟
أري أن الأدب في حالة إزدهار  وأعتقد أننا في مرحلة هامة من تاريخنا الأدبي. لقد نالت السوشيال ميديا قطعاً من إهتمام الكثيرين ممن يستخدمونها للتثقيف ولكن تظل متابعة الروايات هي الهواية الأفضل لدي الكثيرين فهي الحصان الرابح بين الأعمال الأدبية. لا نستطيع أن ننكر أن هناك تدني علي الساحة الثقافية بمصر ولكنه ليس تدني أدبي فقط بل هو تدني أخلاقي وسلوكي وللأسف يزداد بسبب بعض الكتاب.

من هو كاتبك المفضل ولمن تقرأ بإنتظام؟
قراءاتي منوعة فمن الكتاب المصريين أميل أكثر للجيل القديم خاصة توفيق الحكيم ونجيب محفوظ فالحكيم تلقائياً لأقصى درجة في أسلوب سرده فتشعر وكأنه صديق يجلس معك جلسة سمر. أما محفوظ فيرسم شخصياته بواقعية وتنبض حواراته بالحياة برغم إستخدامه للغة فصحى رصينة وهو مزيج مميز لا أعتقد أن أحداً بلغ مكانته بالإضافة ليحيي حقي ويوسف إدريس وأنيس منصور. ومن الشباب، أحب أحمد مراد وخالد مجدي ومن الأجانب أحب ستيفين كنج كاتب الرعب والإثارة ومؤلف سلسلة دافنشي دان براون.

كيف تري الحياة، فلسفتك وقناعاتك؟
هناك أربع قواعد للحياة هي الوقت والحب والموت والخوف وكلعها تعكس فلسفة الحياة ببساطة وتحرك أي إنسان فإذا تحدثنا عن الموت سنجد أنه لابد أن يستثمر الإنسان وقته وطاقته في الحياة فكل الناس زائلين وإذا تحدثنا عن الحب سنجده الأوكسجين الذي نتحرك به وليس المقصود به هو حب الحبيب فقط بل أيضاً حب الأم أو الأخ أو الزوجة أو حب كل ما نفعل. أما الخوف، فهو عدو فتاك يعرقل مسيرة الفرد ويضيع الفرص ويكبل كل شيء ومتي تحرر الفرد من خوفه وجد نفسه. وأخيراً الوقت هو المتحكم في كل العوامل.

هل إنخفضت نسبة القراءة؟
إطلاقاً بل هي في زيادة مستمرة ومبشرة بالخير فالقارئ المصري ذكي وعلي الكتاب إحترامه وأنا أختلف مع الإدعاءات بأن القراءة في سبيلها للإنقراض وهو إفتراء يسيء لنا كشعب ولا يعبر عن الواقع الحالي فالنسبة مرضية ولكن بوسائل تكنولوجية جديدة.

هل تري إنحساراً لللغة الفصحى بالأدب الحديث؟
علي النقيض فنحو 80 % من الروايات الحديثة مكتوبة بالفصحي سواء الحوار أو سرد الأحداث بل أجزم بأنها قادمة لتحتل الساحة وأنصح الكتاب والقراء بقراءة الأعمال الأدبية العربية القديمة والجديدة والتعلم منها فعلينا جميعاً أن نعي أن لا أحد كبير علي التعلم وعلينا الإلتزام بلغتنا الجميلة إذا أردنا لها الإزدهار.

وأخيراً.. حلمك؟
أن أصبح أحد الكتاب المميزين بكتابة الأدب البوليسي وأحد العلامات الفارقة في هذا النوع من الكتابة كما أتمني أن أراني في مجالي السينما والتليفزيون.

إقرأ أيضاً