لعل ما يدور بذهنك بعد قراءة العنوان هو الراحل فريد شوقي في فيلم الزوج العازب التي شاركته البطولة فيه الفنانة هند رستم. ولكننا نتكلم هنا عن الرجل الذي يتزوج بمحض إرادته من فتاة أحلامه ليعيشا معاَ في تبات ونبات ثم يتحول بعد الزواج لرجل أعزب بمعني الكلمة، لا يعبأ بمهامه كأب وزوج بل ويكره الحياة الأسرية!
ليس بالضرورة أن يكون كل الرجال ذوي أخلاق فاسدة أو أن كل فتيات الجيل غير مؤهلات للمسؤلية بل إنها ظاهرة تحتاج لنظرة أعمق وأشمل للوقوف علي أسبابها ومنع تكرارها. فما هي صفات الزوج العازب؟
يجمع بين مزايا العزوبية من ومزايا الزواج
الزواج مظهر اجتماعي للكبار فقط، كونك متزوج وتعول يعني أنك أصبحت في مصاف الكبار ولم تعد "طفلاً مدللاً" بعد اليوم، ولكن هذا المظهر الإجتماعي الأنيق يأتي بثمن باهظ وهو تحملك لمسؤلية بيتك وأهل بيتك للأبد أن تكون سيد القوم عندما تكون خادمهم! أو بمعني آخر دخول الحمام مش زي خروجه!
يرفع شعار "إلا الكبائر"
نعم يا عزيزي، كلنا نعلم أن الزنا محرم بجميع الأديان. ولكن، أليس حراماً ان تأتي بفتاة معززة مُكرمة من بيت أهلها وتعيش معها تحت سقف واحد ويكون هدفك الأسمي هو نيل حقوقك الشرعية؟ هذا ليس سبباُ كافيا للزواج ولا يجب أن يكون.
يؤمن بأن الزواج نصف الدين وشر لابد منه
ولكن الزواج ليس حفل زفاف وجلسة تصوير فأنت ستتقاسم مع زوجتك نصف حياتك، وقتك، مشاعرك، أموالك، أوقات حزنك وفرحك، نجاحاتك، طموحاتك، أهدافك فقد يكون الزواج هو نصف الدين فعلاً ولكن هذا يعني أيضاً أن تستبدل كلمة أنا بكلمة نحن.
يجد سعادته مع أصدقائه ونجاحه بأي مجال إلا مع أسرته
لأن الأسرة بالنسبة له هي مصدر النكد والعكننة. إحساسه بأن عليه إلتزامات تجاهم يكاد يخنقه ولذلك هو دائم الهروب منهم وقائمة الحجج والأعذار جاهزة وبيتم تحديثها كل فترة.
لديه الزوجة والصديقات
من قال بأن إمرأة واحدة تكفي؟ يجب أن يكون في حياة كل رجل منهم صديقة يفضفض معها ويبكي في حضنها ويشكي لها مر حياته ولا مانع من شوية فرفشة ع الخفيف وخروجة وألا سهرة وكل واحد يروح بيته. وهناك قصص لسيدات فضّلن عدم ذكر أسمائهن منعاً للفضائح تفيد بأن أزواجهم تقدموا لخطبة فتيات في الحقيقة وإخفاء الزوجة الأولي والأبناء فهل هذا يُعقل؟؟ وهل تصحح خطا بخطأ أفدح منه؟!
ومع الرجوع للأجيال الأكبر سنا، جيل آبائنا وأجدادنا، نجد أن معايير الزواج السليمة قد تم نسفها، وتم استبدالها بمعايير مشوهة، تدمر نواة المجتمع ويدفع ثمنها الكل فالزواج لم يعد الرباط المقدس، فأصبح تجربة، يا تصيب يا تخيب! ولو خابت مش مشكلة، في بدائل.
القهاوي مثلاً موجودة منذ قديم الأزل وجري العُرف بأن الرجل يتردد عليها كثيراً للدردشة مع أخذ سيجارتين وكوب من الشاي ثم يرجع لبيته في ميعاد معقول. لا للسهر حتي بزوغ الشمس!
الجيل الحالي يفضل التسكع ليلاً ونهاراً في القهاوي ليجد من "يخدم" عليه في الشيشة والمشروبات ولا يجد هذا "الدلال" في بيته وبالطبع لن يجده لأن روقة في فيلم العار ليست موجودة علي أرض الواقع، وإذا كانت موجودة، فبالتأكيد لديها زوج غني يغدق عليها بالمال والمجوهرات والخدم والحشم...عشان كده هي رايقة.
أجيال الماضي كافحت وضحت من أجل الحياة الكريمة ولذلك فالزواج لم يكن سهلاً والتفريط فيه كان من رابع المستحيلات.
الزواج للأجيال الحالية قُدم لهم علي طبق من فضة. لم يتسني لهم الكفاح والتضحية من أجل الوصول إليه فالأهل قاموا بتذليل كل العقبات ظنا منهم أنهم يحسنون صنعاً. وليس الهدف هنا هو إلقاء اللوم علي الأهل، فهدفهم هو سعادة أبنائهم ولا يبخلون عليهم.
والسؤال الآن للرجل، إسأل نفسك
- هل أنت مستعد لتوديع القهاوي حتي ساعات متأخرة من الليل؟
- هل تتخيل حياتك بعد الزواج بحلوها ومرها ولازلت تريد الزواج؟
- هل أنت مستعد للنقاش والتفاوض والتضحية من أجل أسرتك؟
- هل بإمكانك إسعاد أهل بيتك ولو بأقل القليل؟
- هل تفهم ما هي "القوامة" التي ذكرها الله في القرآن؟
- هل تؤمن بأن الزواج "شركة" بينك وبين زوجتك؟
كن صريحا مع نفسك قبل أن تكون صريحا مع شريكة حياتك فقرار الزواج لا يخصك أنت وحدك.