فى أغنية رائعة لمنير بتقول «إللى غايب هاته تانى وإللى خاصم صالحه تانى ع إللى فايته من سنين وإللى حيران طمنه وإللى قاسى حننه وإللى غيران هدى قلبه بكلمتين، يبقوا كل الناس حبايب والهواء فى الدنيا دايب وإعشقوا يا مشتاقين،
كلنا بنحس إن الفترة دى كلها روحانيات عالية ودايماً بنسترجع كل ذكرياتنا مع أحبابنا وإزاى كنا بنحتفل ونتجمع بقلوب كلها خير ومشاعر دافية، بنفتكر الضحكة إللى بتطلع من قلوب صافية. بس بتلاقى نفسنا واقعين فى حيرة؛ ما بين نسامح ونفتح الباب من تانى ولا نفضل على موقفنا والباب إللى يجيلك منه الريح سده وإستريح؟
إزاى تانى أسامح ناس كانوا فى يوم قريبين منى وإستأمنتهم على نفسى وفهموا طيبتى وتغافلى وكمان تجاوزى عن الإساءة بدل المرة مرات كل ده إتفسر قلة حيلة وسذاجة؟! ده أنا ما صدقت نسيتهم بمواقفهم.. إزاى أسامح مواقف خذلان وحزن ووجع علم فى قلبى وخربش فى روحى وحتى مفيش كلمة إعتذار او إحساس بندم؟!
تيجوا نقسم علاقتنا بناس حوالينا لنوعين، النوع الأول هي العلاقات إللى بتكون مضطر تتقبل وجودها فى حياتك لإنك لو لغيتها من حياتك هتأثر بشكل سلبى على علاقات تانية أهم زى المعارف أو درجات من القرابة، حقيقى إن فى نوع من الوجع أحياناً مش هتقدر تنساه فى العلاقات دى فبيكون الحل إنك تتقبل وجودهم لإستمرار علاقات أهم، سامح حتى من جواك على إللى فات لإعتبارات تانية مهمة لكن هتحط حدود لمدى وجودهم وتدخلهم فى حياتك، مفيش أعذار ومبررات، مفيش عشم مالوش لازمة، حافظ على مسافة آمنة بينكم تحفظك من إنهم يستبيحوا حياتك ومشاعرك تانى وترجع تتوجع وتندم. والنوع التانى إللى حياتك من غيرهم ناقصة حاجات كتير زى صلة الرحم والأصدقاء المقربين إللى بتلاقى معاهم مساحة الأمان والبوح بيكونوا ونس الروح وطبطبة على القلب وإيد بتسند ودي أهم دايرة علاقات بتحقق توازن.
النوع ده هو إللى لازم تبذل فيها كل جهدك إنك تسامح وتصفى كل الخلافات بينكم، تفهم وتعذر وتبدأ صفحة جديدة بوعى مختلف وتواصل أوضح. إتكلم عن التصرفات إللى بتضايقك ومش مقبولة وتفهم إنت غلطت فى إيه وإزاى هتتجنبه، تخلق مساحة لتقبل الآخر بعيوبه وتلاقى طريقة للتعامل بها معاه من غير ما تضغط على نفسك وده بإدراكك إن زى ما فيك عيوب الآخر برده فيه عيوب وممكن مش مدرك أو مش قادر يغيىرها فحاول تتقبله زى ما هو من غير ما تضغط عليه إنه لازم يغير من نفسه. عشان تخف الضغط النفسى عليك وإنت بتتعامل معاه وعشان تتجنب أى مشاكل فى المستقبل، خليك واعى إن عيوبه تخصه هو وإن مالكش علاقة بيها، مش إنه المقصود تحديدا بالتصرف ده سلوكه بناء على قيمه ومعتقداته وتفسيره الخاص للأمور وحسب صورته الذهنية عن نفسه.
وقتها هتكون خلقت فى العلاقة مساحة للتقبل والرحمة، هتدرك دافعه وضعفه ومخاوفه وبالتالى نظرتك وإحساسك تجاهه هيختلف. كل ده هيخليك قادر تفتح صفحة جديدة بوعى أعلى وهترجع علاقات كانت إتقطعت أو كانت كلها مشاحنات وتوتر وهتكون قادر تصلح علاقات متوترة فى دواير أبعد. بالإضافة إن تأثير كل ده عليك هيخليك تكتشف فى نفسك حاجات كانت محتاجة تتغير بس كانت خارج دايرة إدراكك، ممكن تكتشف إن من غير ما تقصد كنت سبب فى تصرفات الآخر.. رؤيتك عن نفسك وعنه هتختلف.
علاقاتنا بالناس إللى فى أقرب دايرة لينا تستحق صفحة جديدة.. تستحق كل مجهود نبذله فيها. صعب إن كل علاقة يحصل فيها مشكلة نقرر إننا نبعد ونقفل الباب لكن ينفع نتواصل ونسامح ونزرع رحمة وخير. صفحة جديدة بوعى ونضوج أعلى ننور لبعض الطريق ونسهل الحياة لبعض.