تساءلت دوماً عن تلك القوة الخفية الكامنة بداخلي والتي تأخذني دوماً للبحث عنك.. ودوماً أبحث عنك.. وأنت بعيد، أبحث عنك.. وأنت قريب، أشتاق إليك.. وأنت بمنأي، تأخذني اللهفة.. وعلي القرب، أرنو إليك.. وأبداً ودوماً أنبش بين السطور بحثاً عن طيفك الحاني وبين الألحان المنسابة ذلك اللحن غير المكتمل بدونك.. ودوماً أبحث عنك..

مئات من علامات الاستفهام الصامتة تتعالي.. تتناثر من حولي دون لين أو هوادة.. استفهام وتعجب وحيرة وكثيراً من الدهشة والسعادة بك وأسف قاتل على أيامي بدونك.. لم كل ذلك الشوق الجارف لكائن يسكن الروح والقلب والوجدان.. لتوأم النفس الحائرة دوماً بحثاً عنه.. لوليف القلب المكلوم بدونه وأنفاس الروح التواقة لمعانقته والدائمة الشوق إليه.. لم كل ذلك الحنين إليك والسعي ورائك والبحث أبداً عنك.. لماذا يغشى الصقيع أيامي الطويلة بدونك ويعم الدفء ساعاتي القصيرة معك.. لماذا تبدأ منك الحياة وتستمد دقاتها وتصمت سنوات عمري المتراكمة بدونك.. لماذا تبدأ فصول القصة منك وينتهي العمر دوماً إليك؟

أيكون ذلك المارد العتيد مؤلف الأفئدة والألباب.. أتكون تلك العصا السحرية جامعة شتات الأرواح المتناثرة أم هي لهفة الحبيب لنصفه الآخر أو قل الدائرة المكتملة متي اجتمع شطرا الرحي ونصفا الجسد في قالب واحد هو كل الحياة ومنتهي الأمل وأعلي قمم الأمس واليوم والغد مجتمعين في صفحة واحدة وسطر واحد وكلمة واحدة.. هي كلمة أحبك.. صغيرة الحجم.. تلك الكلمة التى تحمل في فحواها كل المعاني وكل الصور وقصة هي كل القصص.. قصة كل العشاق وتلك الحدوتة القديمة تتوارثها الأجيال المتعاقبة وتعيش علي ذكراها أجيال لن نراها ولن تدرك منا سوي حفنة من ذكريات ولت وبقايا من سطور وقليل من ألوان باهتة بفعل زمن ولى وأيام انقضتت.

أحبك.. نعم أحبك.. ومن حنايا القلب ودقاته الصامتة.. أحبك.. أقولها.. أرسمها.. أعزفها.. أنقشها علي الجدران وأخط بها سطور الأيام التائهة بدونك.. فأنت لي الحياة.. كل الحياة.. أمساً مضي بدونك أرويه لك.. حاضراً أتقاسمه معك وغداً لا تحلو ساعاته بدونك.. أنت لي ذكرى ولت بعيداً عنك.. خطت ملامحك قبل أن تراك ورسمت ملامح لوحة اكتملت فقط برؤياك ولقياك وتواصلي الدائم معك.. أنت لي أمل أحياه وأحيا به وأحيا عليه وفقط لأجله تمضي سنوات عمري معك.. حلماً يداعب أطياف الخيال.. منك وإليك.. تأتي الحياة.. كل الحياة.. بك يسير قطار العمر وإليك تهفو الروح التائهة بدونك والعين الدامعة أبداً بعيداً عنك.. وأبداً ودوماً أبحث عنك.. وأبداً ودوماً أشتاق إليك.. وأبداً ودوماً أعود بشوقي الجارف إليك.

أحبك.. أحبك.. أحبك.. كم تبدو الكلمة هينة في لفظها.. هائلة القوة والتأثير في معناها.. فقيرة في حروفها.. شديدة الثراء في فحواها بقدر ما أحمله لك.. أحبك بلا سبب.. بلا هدف.. بلا مبرر.. بلا غاية.. بلا منتهي.. بلا رؤية واضحة لسنوات ممتدة.. أحبك كائناً ملأ جوارحي.. امتلك أيامي.. شكل حياتي وأيامي وسنوات عمري التائهة بدونه.. أحبك لحناً تائهاً في سيمفونية لا تكتمل بدونك.. ولوناً يزين إطار لوحة في غرفة صغيرة تجمعنا معاً.. أحبك صوتاً حالماً يتردد بين حنايا القلب وصرخة تعلو بين الضلوع فتذيب صقيع ليالي الشتاء وتلطف لهيب الصيف ونيرانه.. أحبك بداية هي منك ونهاية هي دوماً إليك.. وأنفاس تتهادي شوقاً وأبداً بحثاً عنك.. وأجدك أو لا أجدك.. لا يهم.. فالأصل في بحثي عنك وترقبي الدائم للحظة اللقاء. أحبك مرفأ لسفينة العمر الحائرة ومرسي الأحلام التائهة.. وأبداً بحثاً عنك.. أحبك قوياً متي وهنت.. كريماً متي بخلت.. صلباً متي تهت.. عفواً متي عندت.. محباً متي كرهت.. سعيداً متي شقيت.. شديداً متي لنت.. وأبداً عتيداً متي عصفت بي الريح العاتية.. أحبك بداية.. نهاية.. وكل الحياة.. أتدري كم أحبك.. ولو تدري كم أحبك.. تدري أو لا تدري.. لا يهم.. فالأصل مشاعر خلقت منك وإليك.. ودقات قلب لا ينبض بدونك وعمر توقف علي أعتاب جدرانك.. أحبك نسمة صافية، حالمة، غاضبة، شاردة، وتائهة أبداً بحثاً عنك.

أتدري.. وآه لو تدري.. كم أحبك.. إلهي كم أحبك.. علي درب الحياة.. في رحلة عمر طالت علي قصرها بدونك، التقينا.. غريبان في سفر أيام جمعتنا معاً.. وطريق يبدو وعراً هو لنا الراحة والأمل وكل المنتهي.. أحبك.. أعشقك.. وأتوه أبداً بدونك.. صدفة جمعتنا معاً وسنوات طويلة أحكمت الرباط ووثقته وعنفته فلينته ليؤلف الشتات المتناثرة ويجمع القلوب علي ميثاق أبدي ووعد أبداً بلقاء.

سعيدة.. تسألني عن السعادة.. أما نظرت إلي المرآة قط من قبل؟ السعادة.. في إطلالة وجهك العذب وابتسامتك الصافية.. في أمل تبثه بين جوارحي وسراب يقتله تواصل دائم ولقاء لا يفتأ وحلم لا يموت.. وما السعادة بعيداً عنك!! سعيدة أنا.. بل أنا كل السعادة.. يا توأم النفس ونبضها الحي.. خلقت متي جمعتنا أقدار خلقت كلانا للآخر وجمعتنا في منتصف الرحلة سوياً.. سعيدة.. سلني عن السعادة.. يا مهجة الروح وتوأم الوجدان.. سلني عن السعادة يا منية النفس الحائرة ودقات القلب الصامت بعيداً عنك.. سل قلبي كيف كان يحيا بدونك.. تتصارع دقاته مع رؤياك ويتوق شوقاً إليك بين أحضانك الدافئة.. سل عقلاً أسرته وقلباً امتلكته وحياة هي منك وإليك.

وهبتني الحياة.. كل الحياة.. وهبتني الرضا عن عمر مضي بدونك.. بحلو أيامه ومر أحداثه وتفاصيل كثيرة توالت ومرارة ذكراها.. وسنوات طويلة ستمضي معك.. وهبتني الأمل.. كل الأمل.. جعلت من الصقيع شتاء دافئاً ومن الخريف ربيعاً دائماً.. ومن التعاسة بسمة حانية ومن الشقاء كل الهناء.. وهبت للعين الدامعة ضحكة.. وللنفس المكلومة فرحة ولسنوات عمري سر الوجود وأصل السعادة ومعني الحياة.. لملمت أشلائي متي احتضنت مرساك سفينتي الرحالة ومنحت قلبي السعادة.. كل السعادة.. بأمل في وجودك يتجدد دوماً بلقياك.

أشتاق إليك.. ودوماً أشتاق إليك.. وأبداً أشتاق إليك.. شوق الليل الحالك لوميض الفجر ونوره.. شوق الأم لوليد مرتقب ولهفة الجنين لحنان الأب ودقات الحياة.. ودوماً أشتاق إليك.. شوق البيداء لقطرات الندي.. شوق الأنهار لحبات المطر.. شوق الحبيب للغائب المرتقب.. شوق السكون لضجيج الصخب المتعالي وشوق النفس الصامتة لدقات الحياة.

وأتوه.. أتوه في بحر عينيك بعمقه ودقات قلبك بعنفوانه وبأسه وأنفاسك الحالمة بثوراتها وشدتها ولينها.. أتوه بين القوة والانهزام.. بين الشدة والانكسار.. بين الأمس واليوم والغد.. أتوه بين ضلوعك تأخذني بعيداً وبعيداً ودوماً إليك.. وأبحث عنك.. ودوماً أعود إليك.. أبحث عنك بين الأوراق المتناثرة.. وأوراق الشجر المتساقطة.. وقطرات الندي وحبات المطر.. بين فصول العام وسنوات العمر تمضي بنا معاً.

سطور أخطها لك.. هي منك وإليك.. فأنت المني.. كل المني.. وأنت العشق والهوي وأنت الحلم الجميل أحياه.. وأنت لي الأمل والمنتهي والحياة.. كل الحياة.. وأولاً وأخيراً.. أحبك.. أحبك.. أحبك.. قد تباعدنا أيام طويلة.. ودقات ساعات عمر قد يفرقنا.. وأبداً أبحث عنك.. وأبداً ودوماً أعود إليك.

كلماتي إليك..
ما العمر إلا دمعة ووفاق        صدفة تجمعنا وصدفة لفراق
بالأمس كنا قبلة العشاق        واليوم صرنا للدموع رفاق
والأرض كانت كعبة المشتاق    أمست بأسف مقبرة أشواق
عجبي لقدر جمعنا لفراق        وللهو دهر باعد العشاق

وأحبك.. قبلة ومرسي وأملاً وحلماً.. وأبد الدهر وعد بلقاء

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام