سليل أمراء جبل العرب بمنطقة جبل الدروز جنوب سوريا، عاش أميراً مهاجراً ليصبح ملكاً للعود وأيقونة ألحان شرقية كللتها كلمات أشهر شعراء عصره، تغني بأحاسيس لم يعشها وعاصر العظماء فأثري الفن وأصبح رمزاً للحب، عن فريد الأطرش أتحدث.
سليل الأمراء
هو إبن فهد فرحان إسماعيل الأطرش الذي تزوج ثلاث مرات الأولى طرفة الأطرش وأنجب منها طلال والثانية علياء المنذر وأنجب منها أنور وفريد وفؤاد ووداد وآمال التي أصبحت أسمهان والثالثة هي ميسرة الأطرش وأنجب منها منير ومنيرة وكرجية واعتدال وقد توفي عام 1925 ودفن بمدينة السويداء في سوريا. والدته هي الأميرة علياء المنذر ذات صوت ساحر قادر على تأدية العتابا والميجانا وهو لون غنائي معروف بالشام وقد توفيت سنة 1968 ودفنت في بلدة الشويت بجبل لبنان حيث كان للعائلة منزلاً إضافة لمنزلهم الكبير في بلدة القريا بالسويداء.
طفولة قاسية في الغربة
ولد فريد الأطرش عام 1910 بجبل الدروز وعانى حرمان رؤية والده وهرب للقاهرة مع والدته خوفاً من الفرنسيين الراغبين في الإنتقام لوطنية والده وعائلته، عاش بحجرتين مع والدته وشقيقه فؤاد وأسمهان وإلتحق بمدرسة فرنسية وغير إسم عائلته فأصبحت كوسا وضايقه الأمر كثيراً. ذات يوم زار المدرسة هنري هوواين فأعجب بغناء فريد وأشاد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة فطرد فريد من المدرسة ليلتحق بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك ولما نفذ مال والدته بدأت تغني في روض الفرح مع فريد وفؤاد.
بدايته في عالم الفن
حرصت والدته على بقاء فريد بالمدرسة لكن أوصي زكي باشا بدخوله معهد الموسيقى وتم قبوله وبدأ في بيع القماش وتوزيع الإعلانات لإعالة الأسرة. وبعد عام، إلتقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذي طلب منه عزف العود بفرقته. أقام زكي باشا حفلة لصالح الثوار ونجح فريد بأولي أغنياته الوطنية ثم إلتقي بديعة مصابني فألحقته بمجموعة مغنين لكنه أقنعها بالغناء وحده.
تدهورت أموره المالية فعمل بمحطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه بالمعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله وتم فصله. طلب منه مدحت عاصم العزف على العود للإذاعة مرة أسبوعياً وإستشاره فريد فيما يخص الغناء بعد فشله أمام اللجنة فوافق بشرط الإمتثال أمام اللجنة وكانوا نفس الأشخاص الذين إمتحنوه إضافة لمدحت ونجح وبدأ في تسجيل أغنياته.
سجل أغنيته الأولى (يا ريتني طير لأطير حواليك) وأصبح يغني مرتين أسبوعياً لكن ما كان يقبضه كان زهيداً فإستعان بفرقة موسيقية وسجل الأغنية الثانية (يا بحب من غير أمل) وبعد التسجيل خرج خاسراً لكن تشجيع الجمهور عوض خسارته.
وفاة موسيقار الأزمان
أدمن لعب الورق وعرف بحبه للخيل وراهن يوماً على حصان وكسب وتركت وفاة أخته أسمهان أثراً عميقاً بقلبه فاعتقد أن المقامرة ستنقذه وتعرض لذبحة صدرية وبقي سجين غرفته تسليته الوحيدة كانت التحدث مع الأصدقاء وقراءة المجلات وإعتبر العمل علاجه الوحيد حتي سقط من جديد واعتبرها الأطباء السقطة الأخيرة لكن في نفس الليلة أراد دخول الحمام فكانت السقطة الثالثة وتوفي بمستشفى الحايك في بيروت إثر أزمة قلبية عام 1974 عن عمر 64 سنة وحمل لقب ملك العود وموسيقار الأزمان.
مشوار فني حافل
شارك الأطرش في 31 فيلماً سينمائياً كان بطلها منذ عام 1941 وحتى 1975 أشهرها حبيب العمر وهو قصة حقيقية. أما فيلم عهد الهوى فمقتبس من رواية غادة الكاميليا حيث قام يوسف بيك وهبي بعرض مسرحية تناولت الرواية بمشاركة روز اليوسف وأثار العرض ضجة كبيرة وأرباح طائلة بعدها أقنع يوسف وهبي فريد بدور أرمان ومريم فخر الدين بدور مرجريت وإكتفي لنفسه بدور الأب. كان يختار قصصه بعناية فعهد الهوي كفقدان الحبيب بعد أن غفر له زلاته وحكاية العمر كله كضياع عمره أما ودعت حبك فأثار ضجة بسبب وفاة البطل وإضطر فريد للخروج فاتحاً الستار قائلاً "ها أنا ذا لم أمت" وأخيراً رسالة من امرأة مجهولة وهي قصة حياته.
كان له مواقف مع الكثيرين فصرحت صباح أنه أول من قدمها ولكنها لم تنصفه في حياته حتي قال وفاته "لم تقدرني صباح كما يجب لقد قدمت لها خدمات تستحق التقدير" وأخيراً كتب عنه الباحثون عشرات الكتب تناولت حياته الإجتماعية والفنية والعاطفية.