أحد أكثر المخرجين تأثيراً فقد أرسي قواعد مدرسة سينمائية بأساليب صنعها بنفسه لينتج عمل فني متكامل وممتع وكان يظهر دائماً بأعماله في دور عابر أو مشهد بسيط المهم ألا يخلو عمله من وجوده وتميز أيضاً في الكتابة، إنه ألفريد هيتشكوك فهل تعرفه؟

عندما حبسه والده
ولد هتشكوك في لندن وكان الطفل الأصغر لثلاث أطفال لأب كان بائعاً للدواجن والخضروات هو وليام هتشكوك وأم هي إيما جين وسمي ألفريد تيمناً بعمه، كان كاثوليكي روماني وإرتاد كلية السالزيان والمدرسة اليسوعية الكلاسيكية بكلية القديس إغناطيوس في لندن وعاني في طفولته من الوحدة بسبب سمنته. تزوج من ألما لوسي ريفيه الملقبة بالسيدة هيتشكوك في ديسمبر 1926 وأنجبا بات وكانت زوجته ملاذه الأول يأخذ رأيها بكل عناصر أفلامه من قصة وحوار وموسيقى. أرسله والده وهو في الخامسة من عمره لمركز الشرطة ومعه ورقة تطالب بسجنه لخمس دقائق لتصرفه بشكل سيء لذا نجد القسوة والإتهامات أساسية بأفلامه. وفي نفس العام، توفي والده وإلتحق بمدرسة للهندسة والملاحة وأصبح رساماً ومصمم إعلانات لشركة كابلات.

خلال الحرب العالمية الأولى، أستبعد من الخدمة العسكرية لسمنته وكانت نتيجة لمشكلة بالغدد لكن تم تسجيله كطالب عسكري بفوج المهندسين الملكيين عام 1917 فكان يستلم إحاطات نظرية وفي نهاية الأسبوع يقوم بتدريبات عسكرية فكان يسير حول هايد بارك مرتدياً لفافات الساق التي لم يستطع أبداً إتقان لفها حول ساقيه.

بداية الإنطلاقة الفنية
بدأ مشواره الفني عام 1919 بكتابة عناوين فرعية للأفلام الصامتة، بعدها تعلم المونتاج وكتابة السيناريو وأصبح مساعد مخرج عام 1922 ليخرج أول أفلامه حديقة المسرات عام 1925 وصوره في ميونخ وعرفه الجمهوربفيلم النزيل عام 1927 وفي عام 1934 أخرج فيلم الرجل الذي عرف أكثر من اللازم ثم الدرجات الـ39.

وظل أبطاله في صراع
أكثر ما ميز أبطاله هو الصراع النفسي ففي الشمال والشمال الغربي كان روجر ثورنهيل بريئاً جعلته أمه قاتلاً وفي الطيور نجد رجل بريء ناضل لتحرير نفسه من أمه كما عانى القاتل في الهيجان من كراهيته للنساء ما عدا والدته. وعن اضطراب علاقات الأبطال والأمهات نجد كره الشرير برونو في غرباء على قطار لوالده مع علاقته الوثيقة بأمه. قدم هتشكوك أول فيلم ناطق في السينما وهو الإبتزاز ثم ظهرت تيمته وهي شيء ما يسعى الشرير وراءه ويدافع عنه مما جعل الجمهور في حالة لهاث دائمة.

مسيرة فنية حافلة
كان هتشكوك من أوائل من استخدموا الكاميرا للحركة بطريقة تشبه نظرات الشخصية مجبراً المشاهدين على الإنخراط بحالة تلصص وهو من قام بتأطير اللقطة لزيادة الخوف والتعاطف كما إبتكر طريقة جديدة للمونتاج كما 
إشتهر بتركيزه على الجريمة وكان رائد التقنيات التشويقية التى تحمل إثارة نفسية وخدع بصرية وأخرج أكثر من 50 فيلماَ وحصل على جائزة الإنجازات مدى الحياة من معهد الفيلم الأمريكي كما قدم سلسلة كتب بإسمه وهي مجموعة قصص قصيرة بتوقيع كُتاب شعبيين إمتازت بالتشويق والرعب وأخيراً ظهر على طابع بريد أمريكي تذكاري في أغسطس 2009 تكريماً لبرنامجه التليفزيوني ألفريد هيتشكوك يقدم.

صانع الخوف يخاف من البيض
أسراره غريبة فكان يرتدي زياً واحداً لا يغيره وكانت يخاف من البيض ورجال الشرطة ولا يشاهد أفلامه بل يتعجب كيف يشاهدها الناس ويعجبون بها، كان أيضاً يريد تصوير فيلم في ديزنى لاند ولكن ديزني رفض لكرهه لفيلم psycho وحاول هيتشكوك شراء كل نسخ قصة psycho قبل تصوير الفيلم كيلا يعرف الجمهور نهايته وفرض السرية علي التصوير حتي أنه أخذ تعهدات كتابية من كل فريق العمل لعدم التصريح بتفاصيله وخاصة النهاية،

كان ظهور دورات المياه بأفلامه من الأمور التي لم يقدم عليه أحد حتى صور مشهد psycho لتصبح دورات المياه رمزاً للرعب كما كان لديه أكثر من فيلم صامت ولكنهم ضاعوا وأخيراً رشح لخمس جوائز أوسكار كأفضل مخرج ولم يربح أبداً ولكن كرمته الأكاديمية بجائزة Irving G. Thalberg ليصبح صاحب أقصر خطاب بحفلات الأوسكار بخطاب من خمس كلمات Thank you, very much indeed.

منحته الملكة إليزابيث لقب سير وبعد حصوله على جائزة life achievement award مزح مع أحد أصدقائه قائلاً إنه يجب أن يموت طالما حصل على هذه الجائزة ليموت بعدها خلال أقل من عام في 29 أبريل عام 1980 بمدينة لوس أنجلوس تاركاً ورائه ألماً بقلب شريكة حياته ومجموعة سينمائية مميزة سار علي نهجها الكثيرون.

إقرأ أيضاً

أحدث المقالات

إعلن معنا

  • Thumb

الأكثر قراءة

فيسبوك

إنستجرام