عرفت بمدينة إخناتون فأنشأها الملك إخناتون لتحمل كنوزاً ومعالم وأسرار، إنها مدينة تل العمارنة التي تقع على مقربة 10 كم من مدينة ملوى بمحافظة المنيا و58 كيلومتر جنوب مدينة المنيا و312 كيلومتر جنوب القاهرة وتمتد لخمسة أميال بطول الشاطئ الشرقي لنهر النيل.

حدث أن قرر فرعون التوحيد إخناتون أن يقوم بأنشاء مدينة كاملة بوسط الجبل وكانت تل العمارنة المكونة من ستة مناطق محفورة بالصخر وكانت عاصمة للدولة أنذاك. عندما تزور المدينة ستدرك سر إختيار إخناتون لتلك المنطقة تحديداً إذ تتميز بموقع فريد جعلها منعزلة بعض الشيء فسلاسل الجبال تحيطها شمالاً وشرقاً وجنوباً فيما يمتد نهر النيل بطول جانبها الغربى فيعزلها عن العالم.

وبسبب بنائها من الطوب اللين أصبحت بقايا لا يتعدى إرتفاعها متر ونصف على الأرض. ومن أكثر ما يميزها إحتوائها على مقابر يصل عددها إلى 26 مقبرة جميعها منحوتة بالصخر تنقسم إلى 6 مقابر شمال المدينة و19 مقبرة جنوباً ومقبرة واحدة مكونة من ممر منحدر به ثلاثة ممرات متفرعة منه ولم يدفن فيها سوى الأميرة ماكت آتون إبنة الملك إخناتون. أما باقي المقابر الخمس وعشرين فخصصت لأفراد الطبقة الحاكمة والنبلاء في عهد الملك إخناتون ومن أشهر المقابر أيضاً مقبرة مري رع الأول رقم 4 ومقبرة بانحسي رقم 6 وكلتاهما من الآثار التي يحرص علي زيارتها الوافدين علي المنيا.

   

وخلال تجولك، ستجد أشياء كثيرة تتشابه مع ما يحدث فى وقتنا الحالى كتصوير إخناتون بإحدي المقابر وهو يقبل زوجته نفرتيتي كما صورت نفرتيتي بإحدي المقابر وهي ترضع إحدي بناتها بعد ما كانت مثل تلك الصور من الأمور الخاصة التي يندر وجود صوراً لها على جدارن المقابر وخاصة الملكية. ستبهرك أيضاً نقوش مقابر تل العمارنة شديدة التميز حيث لم يقدم إخناتون نفسه بإعتباره إبناً للإله وإنما جعل الشمس والتي جسدن لديه الإله ترسل أشعتها إليه وبواسطة طاقتها غير المرئية يمنح إخناتون الحياة للناس كما تشير الأسطورة.

أما الشق الثانى للمدينة فيضم المعابد وهو أحد المعالم الهامة بها ومن أهمها المعبد الآتوني الكبير وشيده الملك إخناتون للإله آتون وهو المعبد الرئيسي بالمدينة وأكبر المعبد أيضاً ويختلف تصميمه عن معابد الدولة الحديثة فيتميز بعدم وجود سقف ليسمح بدخول ضوء الشمس كما شيدت أغلب أجزائه من الطوب اللبن عدا الأعمدة والبوابات وكان يحيط به سوراً كبيراً يبلغ طوله 800م وعرضه 300م فيما يتوسط جداره الغربي مدخل على هيئة صرح بين برجين عاليين من الطوب اللبن حيث وصل طوله إلى 1كم تقريباً من الشرق إلى الغرب.

ومن أكثر الأشياء المدهشة هو السور الضخم الذي يحيط بها ويعد أكبر مصدر للمعلومات عنها فقد نُقشت عليه معلومات تصف تأسيس المدينة وفي قلب المنحدرات الشرقية تختبئ مقبرة إخناتون الملكية التي لم ينتهي منها سوى بناء مقبرة واحدة ويبدو إنها بُنيت على عجل لحمل جثمانه وإستخدمت مرتين فقط حيث حملت جثمان إحدى زوجاته التي لم يُذكر إسمها وجثمان إبنته ميكاتتن بينما بُني في المنحدرات الشمالية والجنوبية من الوادي الملكي مقابر النبلاء.

إقرأ أيضاً